Thursday 11 December 2025
كتاب الرأي

جمال المحافظ: التظاهرات الرياضية العالمية خيار استراتيجي تعزيز للتموقع القاري والدولي للمغرب

جمال المحافظ: التظاهرات الرياضية العالمية خيار استراتيجي تعزيز للتموقع القاري والدولي للمغرب جمال المحافظ
بداية‭ ‬يجدر‭ ‬التساؤل‭ ‬هل‭ ‬الرياضة‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الرقمي،‭ ‬تحولت‭ ‬من‭ ‬أداة‭ ‬لتسويق‭ ‬صورة‭ ‬البلدان،‭ ‬الى‭ ‬قوة‭ ‬ناعمة‭ ‬لتغيير‭ ‬العالم‭ ‬وتوحيده‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنظيم‭ ‬التظاهرات‭ ‬والمنافسات‭ ‬الرياضية‭ ‬الدولية‭ ‬؟‭ ‬وهل‭ ‬أصبح‭ ‬للرياضة‭ ‬تأثير‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تضطلع‭ ‬بها‭ ‬الحكومات‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج،‭ ‬في‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العالمي،‭ ‬وتجاوزها‭ ‬للحدود‭ ‬والاختلافات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬والأمم‭ ‬؟‭ .‬
لقد‭ ‬تحولت‭ ‬التظاهرات‭ ‬الرياضية‭ ‬الكبرى،‭ ‬الى‭ ‬وسيلة‭ ‬فعالة،‭ ‬تفوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬والعسكرية،‭ ‬حيث‭ ‬تكون‭ ‬مثلا‭ ‬لاستضافة‭ ‬الأحداث‭ ‬الرياضية‭ ‬العالمية،انعكاسات‭ ‬إيجابية‭ ‬على‭ ‬اشعاع‭ ‬صورة‭ ‬البلدان‭ ‬المحتضنة‭ ‬لها،‭ ‬وتسويق‭  ‬حضارتها‭ ‬وثقافتها‭ ‬والتعريف‭ ‬بها‭ ‬نتيجة‭ ‬استئثار‭ ‬هذه‭ ‬الاحداث‭ ‬الرياضية‭ ‬باهتمامات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الجماهير‭ ‬بمختلف‭ ‬القارات‭. ‬وتساهم‭ ‬التطورات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬في‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الشعوب،‭ ‬وقلصت‭ ‬المسافات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭.‬
‭ ‬لذا‭ ‬يلاحظ‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة‭ ‬تنافس‭ ‬محموم،‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تحظى‭ ‬بشرف‭ ‬تنظيم‭ ‬المسابقات‭ ‬الرياضية‭ ‬ذات‭ ‬الأبعاد‭ ‬القارية‭ ‬والدولية،‭ ‬رغبة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬صورتها‭ ‬وضمان‭ ‬اشعاعها،‭ ‬علاوة‭ ‬عن‭  ‬تحقيق‭ ‬مكاسب‭ ‬اقتصادية‭ ‬وثقافية‭ ‬وسياحية‭ ‬ودبلوماسية‭ .‬
 
استقرار‭ ‬وريادة
فعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني،‭ ‬تذهب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬آراء‭ ‬الخبراء‭ ‬الى‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬الإنجازات‭ ‬الرياضية‭ ‬التي‭ ‬يحققها‭ ‬المغرب‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬رياضة‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬مجرد‭ ‬لحظات‭ ‬فرح‭ ‬جماهيري،‭ ‬بل‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬تعبير‭ ‬عميق‭ ‬عن‭ ‬روح‭ ‬وطنية‭ ‬متجددة‭..‬تعكس‭ ‬تماسك‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬وترسيخ‭ ‬ثقة‭ ‬المواطنات‭ ‬والمواطنين‭  ‬ببلدهم،‭ ‬ويعزز‭ ‬مكانتها‭ ‬كقوة‭ ‬استقرار‭ ‬ودورها‭ ‬الريادى‭ ‬وجسرا‭ ‬للتواصل‭ ‬الشعوب‭ ‬المختلفة‭. ‬وهكذا‭ ‬فإن‭ ‬تنظيم‭ ‬التظاهرات‭ ‬الرياضية‭ ‬العالمية،‭ ‬تفتح‭ ‬آفاق‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬تتجاوز‭ ‬التنافس‭ ‬الرياضي‭ ‬الى‭ ‬ميادين‭ ‬الاستثمار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتسويق‭ ‬التجاري‭ ‬والترويج‭ ‬السياحي‭. ‬كما‭ ‬وأضحت‭ ‬فرصة‭ ‬سانحة‭ ‬للتعريف‭ ‬بتاريخ‭ ‬وحضارة‭ ‬وثقافة‭ ‬البلد‭ ‬الذي‭ ‬يستضيف‭ ‬هذه‭ ‬الملتقيات‭ ‬الرياضية‭ ‬العالمية‭.  ‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬اختيار‭ ‬احتضان‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬لعدة‭ ‬تظاهرات‭ ‬عالمية،‭ ‬في‭ ‬طليعتها،‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬للأندية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬وكأس‭ ‬إفريقيا‭ ‬للأمم‭ ‬،‭ ‬ومونديال‭ ‬كأس‭ ‬العالم،‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬المنتظم‭ ‬الدولي‭ ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬امكانياته‭ ‬التنظيمية،فإن‭ ‬ذلك‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬رياضة‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬منافسات،‭ ‬لتتحول‭ ‬الى‭ ‬وسيلة‭ ‬للتأثير‭ ‬والتسويق‭ ‬الحضاري‭ ‬والثقافي‭ ‬والإعلامي،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ظهر‭ ‬جليا‭ ‬منذ‭ ‬تمكن‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬المغربي‭ ‬من‭ ‬التأهل‭  ‬الى‭ ‬نصف‭ ‬نهاية‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭  ‬بقطر‭ ‬سنة‭‬2022،‭ ‬كأول‭ ‬منتخب‭ ‬إفريقي‭ ‬وعربي‭ ‬يبلغ‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬من‭ ‬المسابقة‭. ‬كما‭ ‬ترسخ‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬بفوز‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬لأقل‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬سنة‭ ‬بكأس‭ ‬العالم،‭ ‬وهو‭ ‬مما‭ ‬دعم‭ ‬حضوره‭ ‬واشعاعه‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭.‬

فليس‭ ‬غريبا‭ ‬عن‭ ‬المغرب‭ ‬نجاحه‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬التظاهرات‭ ‬الرياضية‭ ‬الكروية‭ ‬منها‭ ‬استضافته‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬بنجاح‭ ‬لكأس‭ ‬العالم‭ ‬للاندية‭ ‬لسنوات‭ ‬2013‭ ‬و2014‭ ‬ثم‭ ‬2022،‭ ‬وكأس‭ ‬أمم‭ ‬أفريقيا‭ ‬للسيدات‭ ‬2022‭ ‬و2025،‭ ‬بطولة‭ ‬إفريقيا‭ ‬لأقل‭ ‬من‭ ‬23‭ ‬سنة‭ ‬المؤهلة‭ ‬للألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬سنة‭ ‬2023،‭ ‬وبطولة‭ ‬إفريقيا‭ ‬للاعبين‭ ‬المحليين‭ ‬2018،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬بطولة‭ ‬إفريقيا‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬داخل‭ ‬القاعة‭ ‬2020‭ ‬و2024،‭ ‬وكأس‭ ‬العالم‭ ‬للفتيات‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬(17 أكتوبر‭ ‬8‭ ‬نونبر 2025)،‭ ‬خلال‭ ‬خمس‭ ‬دورات‭ ‬متتالية‭ ‬حتى‭ .‬2029‬
 
استراتيجية‭ ‬واضحة
وفي‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬يندرج‭ ‬استضافة‭ ‬المغرب‭ ‬كأس‭ ‬إفريقيا‭ ‬للأمم‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬مابين‭  ‬21‭  ‬دجنبر‭ ‬2025‭  ‬و18 يناير‭ ‬2926، ‬وتنظيم‭ ‬مونديال‭ ‬2030‭ ‬بمعية‭ ‬إسبانيا‭ ‬والبرتغال،‭ ‬ضمن‭ ‬توجه‭ ‬استراتيجي‭ ‬واضح،‭ ‬يسعى‭ ‬الى‭ ‬تكريس‭ ‬ريادة‭  ‬الرياضة‭ ‬المغربية،‭ ‬وكذلك‭ ‬تعزيزا‭ ‬لاشعاع‭ ‬المملكة‭ ‬الحضاري‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬القاري‭ ‬والدولي،‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬التظاهرات‭ ‬الرياضية‭ ‬العالمية‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬ستخلقها،‭ ‬تشكل‭ ‬فرصة‭  ‬لتعزيز‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭ ‬التي‭ ‬تشكلها‭ ‬الرياضة
وسيكون‭ ‬لحدث‭ ‬تنظيم‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬2030‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬واسبانيا‭ ‬والبرتغال،‭ ‬فرصة‭ ‬هامة‭ ‬للمملكة،‭ ‬لتعزيز‭ ‬البنيات‭ ‬التحتية‭ ‬الرياضية،‭ ‬وخلق‭ ‬استثمارات‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬اجتماعية‭ ‬مهمة‭ ‬كالتعليم‭ ‬والصحة‭  ‬والثقافة‭ ‬والبيئة،‭ ‬علاوة‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬تنظيم‭ ‬المباريات‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬وجهات‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬المملكة،‭ ‬سيساهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬تنمية‭ ‬مجالية،‭ ‬ويسمح‭ ‬بتقليص‭ ‬الفجوات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬والجهات‭. ‬

كما‭ ‬أن‭ ‬مونديال‭ ‬فيفا‭ ‬المغرب‭ ‬اسبانيا‭ ‬والبرتغال،‭ ‬في‭ ‬رياضة‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تحقق،‭ ‬ما‭ ‬عجزت‭ ‬عنه‭ ‬السياسة،‭ ‬قد‭ ‬يمثل‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬تاريخية‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬المملكة،‭ ‬ويرسخ‭ ‬اسم‭ ‬المغرب‭ ‬بين دول المعمور‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬التنموي،‭ ‬وفي‭ ‬تنظيم‭ ‬التظاهرات‭ ‬العالمية‭ ‬الكبرى‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الانعكاسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬للأحداث‭ ‬الرياضية‭ ‬العالمية،‭ ‬ستمكن‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬استدامة‭ ‬العمليات‭ ‬الاستثمارية‭. ‬
 
فرص‭ ‬جديدة
فحدث كأس‭ ‬العالم‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬2030،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يوفر‭ ‬فرصا‭ ‬جديدة‭ ‬لتطوير‭ ‬السياحة‭ ‬الرياضية‭ ‬وتقوية‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬للمملكة،‭ ‬مع‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تتيحها‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬المنجزة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيعود‭ ‬بالفائدة‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع،‭ ‬وخاصة‭ ‬الفئات‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬الهشاشة‭ ‬والتهميش‭.‬

لقد‭ ‬تحول‭ ‬المغرب‭ ‬الى‭ ‬ورش‭ ‬مفتوح،‭ ‬منذ‭ ‬اعلان‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬في‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬(فيفا)‭ ‬منح‭ ‬تنظيم‭ ‬مونديال‭ ‬2030‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬للمغرب‭ ‬بالاشتراك‭ ‬مع‭ ‬إسبانيا‭ ‬والبرتغال،‭ ‬بعدما‭ ‬كان‭ ‬جلالته‭ ‬أعلن،‭ ‬في‭ ‬الـ‭ ‬14‭ ‬مارس‭ ‬2023‭ ‬بالعاصمة‭ ‬الرواندية‭ ‬كيغالي،‭ ‬عن‭ ‬ترشح‭ ‬المغرب‭ ‬لتنظيم‭ ‬هذه‭ ‬التظاهرة‭ ‬العالمية‭ ‬الكبرى،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬سابقة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬العالمية،‭ ‬لكونه‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬قارتين‭ ‬هي‭ ‬إفريقيا‭ ‬وأوروبا،‭ ‬وبين‭ ‬شمال‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬وجنوبه،‭ ‬وبين‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭ ‬والفضاء‭ ‬الأورو‭ ‬متوسطي‭.  ‬
 
مغرب‭ ‬آخر
ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يوفر‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬للمملكة،‮ ‬فرصة‭ ‬فريدة‭ ‬لتعزيز‭ ‬مكانتها العالمية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬السياحة‭ ‬الرياضية‭ ‬والزيادة‭ ‬من‭ ‬جاذبيتها،‭ ‬بما‭ ‬يرفع‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬السياح،‭ ‬واستقطاب‭ ‬المزيد‭ ‬من الاستثمارات في‭ ‬القطاعات الإستراتيجية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬البنيات‭ ‬التحتية‭ ‬والسياحة‭ ‬والاستقبال‭ ‬والنقل‭ ‬واللوجستيك‭. ‬
فبعد‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬2030،‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مغربا‭ ‬آخر،‭ ‬سيجنى‭ ‬ثمار‭ ‬المجهودات،‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬والتجهيزات‭ ‬المتوفرة‭.‬
‭ ‬فهذه‭ ‬العوامل‭  ‬ستكون‭ ‬لها‭ ‬انعكاسات‭ ‬إيجابية‭  ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬العنصر‭ ‬البشرى‭ ‬الذي‭ ‬ستتاح‭ ‬له‭ ‬الفرصة‭ ‬في‭ ‬المونديال‭ ‬للتلاقح‭ ‬مع‭ ‬حضارات‭ ‬وثقافات‭ ‬أخرى،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تحقق‭ ‬إقلاع‭ ‬تنموي‭ ‬شامل،‭ ‬وتقوية‮ ‬الشعور‭ ‬بالفخر‭ ‬الوطني‭ ‬وتوحد المغاربة‭ ‬حول‭ ‬مشروع‭ ‬جماعي‮ ‬للنهوض‭ ‬بالأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬وتعزيز‭ ‬البناء‭ ‬الديمقراطي‭ ‬وقيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتنوع‭ ‬والتضامن‭ ‬المجتمعي‭. ‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يحظى‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬التظاهرات‭ ‬الرياضية،‭ ‬باهتمام‭ ‬واسع‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬كبريات‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬تخصص‭ ‬لها‭ ‬استثمارات‭ ‬ضخمة،‭ ‬ضمانا‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬عائدات‭ ‬مالية‭ ‬وفيرة‭. ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬(فيفا)‭ ‬عندما‭ ‬يسند‭ ‬تظاهرة‭ ‬كبرى‭ ‬لبلد‭ ‬ما،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬قدراته‭ ‬على‭ ‬التنظيم‭ ‬والاستثمار‭. ‬

ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬أصبحت‭ ‬الصحافة‭ ‬الرياضية،‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬التخصصات‭ ‬الإعلامية‭ ‬متابعة،‭ ‬نتيجة‭ ‬المواكبة‭ ‬الكبرى‭ ‬والمتزايدة‭ ‬للأخبار‭ ‬والمعلومات‭ ‬حول‭ ‬الرياضة‭ ‬والرياضيين،‭ ‬لذا‭ ‬يظل‭ ‬دور‭ ‬الصحافة‭ ‬والاعلام‭ ‬حاسما‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬التظاهرات‭ ‬الرياضية‭. ‬ويمكن‭ ‬الاستدلال‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬بأن‭ ‬أكبر‭ ‬نسبة‭ ‬مشاهدة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬مونديال‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬لأقل‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬سنة‭ ‬بالشيلي‭ ‬سنة‭ ‬2025‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬نهائي‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬المغربي‭ ‬بنظيره‭ ‬الأرجنتيني‭ ‬حيت‭ ‬بلغت‭ ‬2‭ ‬مليار‭ ‬و800‭ ‬مليون‭ ‬مشاهدة‭ ‬عبر‭ ‬العالم‭ ‬حسب‭ ‬إحصائيات‭ ‬الفيفا‭. ‬فهذا‭ ‬الرقم‭ ‬التاريخي‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يترجم‭ ‬إلى‭ ‬مكاسب‭ ‬إيجابية‭ ‬للمغرب‭ ‬تفوق‭ ‬أي‭ ‬استثمار‭ ‬مادي‭.‬
 
جمال المحافظ، رئيس المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال