Wednesday 19 November 2025

كتاب الرأي

محمد عزيز الوكيلي: من بركات القرار الأممي 2797.. الفضح التام والكامل "لمسقّفي" الجارة الشرقية!!

محمد عزيز الوكيلي: من بركات القرار الأممي 2797.. الفضح التام والكامل "لمسقّفي" الجارة الشرقية!! محمد عزيز الوكيلي
منذ سنوت، وتحديدا من مجيء الرئيس المعيّن "عبد المجيد تبون" إلى السلطة في "الدار اللي هناك" (مع الاعتذار للموسيقار عبد الوهاب الدكالي ورائعتِه "الدار اللي هناك")، أقول منذ ذلك الحين، و"مسقّفوا" ذلك البلد من المعارضين لنظامه العسكري البليد يمطرقوننا بعبارات يحمّلونها مشاعر "خاوة" لا يعلم حقيقتها إلا علاّم الغيوب، حتى أن منهم مَن انضموا إلينا صراحةً في نضالنا المستميت من أجل صون وحدتنا الترابية، ضد منظومة عسكرية يفكر كابراناتُها بأحذيتهم الثخينة والثقيلة لا بعقولهم، ما دامت عقولهم تخرج في زوايا نادي الصنوبر من مساكنها طالما "الكاس يدور"، ولكنني أستثني منهم مواطنين جزائريين ثلاثة تمسكوا طوال الوقت بموضوعية يستحقون عليها جزيل الشكر وجميل الثناء، أسميهم بكل وضوح، وهم السادة "أنور مالك" و"وليد كِبير" و"أمير ديزاد"، وقد انضافت إليهم في الآونة الأخير فتاة في ربيع العمر، عاقلة وجرّيئة مقيمة بالولايات المتحدة الأمريكية، هي الآنسة "ماريا موري"، وهذه لم تَقِلَّ عن مواطنيها الثلاثة المذكورين موضوعيةً وصراحةً وإفحاماً... ولا أغفل أن أشير برفقة هؤلاء إلى الكاتب الجزائري الفرنسي الجنسية "بوعلام صنصال"، الذي "جاهُم من الآخر" في حديثه الشهير عن مغربية الصحراء، الشرقية مغربياً، الغربية جزائرياً، والذي تسبب له ذلك الحديث في ما نعرفه جميعاً من الاعتقال والتنكيل والمحاكمة... قبل أن يُخلَى سبيلُه بضغط فرنسي ألماني وأوروبي لم يترك لساكنة الموراديا أي فرصة للمداهنة أو المراوغة!!
 
العجيب في هذا كله، أنه بمجرد صدور القرار  الأممي 2797  عن مؤسسة مجلس الأمن الدولي، ومع ظهور تلميحات متفرقة من لدن نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي المغاربة إلى مشكل "الصحراء المغربية الشرقية"، وسبحان مبدل الأحوال، حدث انقلاب جذري ومفاجئ في مواقف وخطابات كل المعارضين سالفي الإشارة، باستثناء الخمسة المذكورين أعلاه، وتعرّت رُمّناتُهم وانفضحت، بالجُملة والتقسيط (!!!) إلى درجةٍ جعلتنا نتلقّى، نحن المغاربة قاطبةً، مَلِكاً ومؤسساتٍ وشعباً، تهديدات علنية وصريحة ليس بالقتل أو بالمحاربة المباشرة، أو باللجوء ضدَّنا إلى عمليات إرهابية، أو حتى إلى حرب عصابات، بل بإشعال فتيل "حرب عالمية ثالثة"، هكذا قالها بالإسم والصفة ثلاثةٌ منهم على الأقل، وهم على التوالي الدبلوماسي المطرود "العربي زيطوط"، والصحافي المخضرم "هشام عبود"، والوزير الأسبق "نور الدين بوكراح"، ناهيكم عن بقية المهرّجين والبهلوانات الآخرين أمثال "بنسديرة"، وصاحب الإسم على مسمّى "بن قْرينة"، هذا الأخير، الذي خرج بالمناسبة عن كل الخطوط الحمراء المتعارف عليها على المستوى الدولي قانونياً، ودستورياً، وأخلاقياً، بتوجيهه خطاباً مباشراً إلى جميع المغاربة داعياً إياهم إلى مهاجمة القصر الملكي وقلب نظام الحكم... و... وأشياء أخرى في غاية السقوط والدونية... وكأنّ المملكة المغربية زريبةٌ مثل زريبتهم، أو اصطبلٌ للحمير والبغال، كما في محيط صاحب ذلك الخطاب شرّف الله قدركم!!
 
 ولم يقف الأمر عند هذا الحد، المتمثِّل في مواقف شخصية ذاتية "لمُسَقًفي" ذلك الجار، بل انتقل بقدرة قادر إلى نوع من المأسسة، عندما خرج قيادي من حركة "رشاد"، التي ينتمي إليها "العربي زيطوط" ويرطن دائماً باسمها، فعبّر ذلك القيادي باسم حركته عن رفضه من الأساس حتى لواقع مغربية صحرائنا الغربية، وأرفق ذلك بإعلانه رفض مجرد ورود اسم "الصحراء الشرقية" على ألسنة المغاربة!!
 هكذا، ألفينا أنفسنا بين يوم وليلة بإزاء مرضى عقليين ونفسانيبن اعتقدوا أن في وسعهم أن يُملوا علينا ما ينبغي أو لا ينبغي أن نقولَه أو نطالبَ به أو نفعلَه، علماً بأن ذلك كله يتعلق بحقوقنا المشروعة التي سنحصل عليها طال الزمان أو قَصُر، بالسلم والأمن أو بالحرب، لأننا أساساً وعلى مر العصور محاربون، ولأن تاريخنا يشهد على ذلك ويبصم عليه بأختام من ذهب... وليس صدفةً أو اعتباطاً أن يقف العثمانيون في أوج قوتهم وتوسعهم وهيمنتم عند حدودنا صاغرين مستسلمين، في زمن أحكموا فيه قبضتهم على الوطن العربي برمته وعلى الجزء الأعظم من القارة العجوز!!
 
هكذا أصبحت حركة "رشاد"، الإسلاموية، التي كان النظام الجزائري يتهمنا بدعمها بالمال والسلاح، رغم كونها جمعية مدنية عزلاء وبلا أدنى سلاح، أصبحت بسببنا مواليةً لنظام الكابرانات، لا لشيء إلا نكايةً فينا، لأن بعض نُشطائنا في اليوتيوب والفيسبوك والتويتر لمّحُوا مجرد تلميح إلى وجوب المرور إلى ملف الصحراء الشرقية، التي أخذتها فرنسا منّا عنوةً، بالسرقة الموصوفة، وضمّتها إلى "مقاطعتها لما وراء البحار"، طمعاً في خيراتها الطبيعية من جهة، وتأميناً لحدودها الغربية من هجومات القبائل المغربية الصحراوية في شرق وجنوب شرق المملكة من جهة ثانية، وانتقاما، من جهة ثالثة، من المغرب على مواقفه الصريحة والمعلنة دولياً وعالمياً ضد تجاربها الذرية التي شرعت آنئذ في ممارستها في تلك البقعة من الصحراء، أمام خضوع وخنوع مجتمع "الستة ملايين والثلاثمائة ألف شهيد" (!!!).
 
نعم... نحن الآن ومعنا كل العالم، بالمناسبة وبتحصبل الحاصل، مهددون بحرب عالمية ثالثة لن تُبقِيَ ولن تَذَرَ، قد تشنها علينا وعلى العالم شرذمة من مثقفي، عفواً، من "مسقفي" ذلك الجار، لأننا سنطالب مستقبلاً بكل تأكيد، بالطرق الرسمية المتعارف عليها دولياً بما فيها اللجوء إلى محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن، واللجنة الرابعة بهيأة الأمم المتحدة، المختصة بتصفية الاستعمار، أقول لأننا سنطالب رسمياً بحقنا التاريخي المشروع في صحراء سُرِقت منا في واضحةِ نهارٍ من نهارات فترة الحماية، علما بأن هذه المطالبة المرتقبة ستكون أكثر وزناً وقوة لأن الدولة التي أخذت منا تلك الربوع مكّنتنا، من جرّاء صحوة متأخرة لضميرها، من مئاتٍ بل يقال آلافٍ من الوثائق المثبتة لذلك الحق، وليبْقَ أولئك الجيران متمسكين بمبدأ "الحدود الموروثة عن الاستعمار"، وياله من مبرر واهٍ وساقطٍ ولا وزنَ له ولا قيمة، خاصةً، عندما تقف في مواجهتهم دول أخرى صاحبة حق مماثل، مثل تونس وليبيا ومالي والنيجر... فضلا عن تراب القبائل، الذي يشكّل وحده بالفعل، أقدم مستعمرة في المنطقة!!
 
الأغرب من كل ما ذَكرتُه أعلاه، أن "مسقّفي" ذلك الجار الشرقي، الذين كانوا، بالأمس الأقرب فقط، يتغنّون بالدعم المغربي أيام ثورتهم،  المختطَفة من لدن العسكر، وهو الدعم الذي لم يجد بعضهم من الموضوعيين وأهل الذمة حرجاً في القول إنه كان عبارة عن مشاركة فعلية يومية في كل أفعال وإنجازات تلك الثورة... حتى قال بعضهم إنها كانت، بحق، ثورة "جزائرية/مغربيةً" بكل المعايير، وبلا أدنى فارق أو تمييز!!
 
 أولئك بالذات، هم الذين خرجوا اليوم متنكّرين للواقع، وللتاريخ والأخلاق والمبادئ والقيم، ليوجّهوا إلينا اليوم سهام التهديد بإضرام نيران "حرب عالمية ثالثة" (واوووووو !!!) لا لشيء سوى من أجل الاحتفاظ بالمسروق، والحيلولة دون إرجاعه لأصحابه، حتى وهم موقنون من منطلق معرفتهم بحقيقتنا أننا سنسترجعه "ولو طارت معزة"...  عجبي!!!
 

محمد عزيز الوكيلي /إطار تربوي متقاعد