Tuesday 18 November 2025
Advertisement
مجتمع

هل تُستثنى كلميم واد نون من مشروع الحكم الذاتي؟.. تصريحات ولد الرشيد تثير زوبعة سياسية وتاريخية

هل تُستثنى كلميم واد نون من مشروع الحكم الذاتي؟.. تصريحات ولد الرشيد تثير زوبعة سياسية وتاريخية حمدي ولد الرشيد وجانب من تظاهرات أسا المؤيدة للحكم الذاتي
في خضم الجدل المحتدم حول تصريحات رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، حمدي ولد الرشيد، التي أعلن فيها استثناء جهة كلميم واد نون من مشروع الحكم الذاتي للصحراء المغربية، شهدت جهة واد نون ردود فعل حادة من الفاعلين السياسيين والحقوقيين الذين رفضوا هذا الموقف واعتبروه إقصائيا وغير مسؤول.
ووصف النائب البرلماني عن كلميم، محمد أبودرار، تصريحات ولد الرشيد بالناقصة والناقضة للحقيقة، مشددا على أن واد نون ليست ضيفة على الصحراء بل هي أصلها وبابها، وأن الحكم الذاتي مشروع وطني شامل لا يجوز تحميله بخصوصيات استعمارية أو استبعادية.
وأكد أبودرار أن برنامج التنمية الملكي يشمل كامل جهات الصحراء، بما فيها واد نون، مشددا على أن المنطقة كانت محورا لتحرير مناطق عدة من الوجود الإسباني وانخراطها الوطني التاريخي ثابت وراسخ.
الفاعل الإعلامي الحسن بوعشراوي، أشار من جانبه، إلى أن تصريحات ولد الرشيد متجاهلة للحقائق التاريخية والدستورية، مؤكداً أن واد نون قلب من قلوب الصحراء وجزء أصيل من نسيجها الوطني، مشددا على ضرورة وعي النخب باللحظة وحماية مكانة الجهة.
في سياق متصل، علق الفاعل الجمعوي محمد حمو بأن تصريحات ولد الرشيد تعكس محاولة لجس نبض الأطراف المختلفة ضمن دائرة الصراع السياسي، ليترك أثرها على الجبهة الداخلية والخارجية، مستفيداً من مدى نفوذ القبائل والدولة والأطراف الإقليمية والدولية.
من جهة أخرى، وصف بوجمعة بيناهو هذه التصريحات بأنها تهدف إلى تعميق الانقسامات عبر ترسيخ الأفكار الاستعمارية القديمة وتقسيم المناطق الصحراوية، في محاولة تستهدف المس بجوهر الوحدة والهوية الوطنية.
في ردود فعل نسائية، أبدت عيدة بويا من طانطان، استنكارها لمحاولات إقصاء جهة واد نون معتبرة إياها جريمة تجاه التاريخ والذاكرة الوطنية، إذ أن المنطقة كانت حاضنة للجهاد والمقاومة وأن من يحاول تهميشها يلعب بالنار ويقلل من قيمة المنطقة كركيزة جنوبية استراتيجية.
من جهته استعرض الإعلامي ابراهيم الخليل بيروك، أوراق وأرشيف المكتبة الملكية مسلطا الضوء على الدور الحاسم لمنطقة واد نون في العلاقات الاقتصادية والسياسية للمغرب مع العالم، خاصة من خلال حقوق منطقة طرفاية ودور زعماء محليين مثل الشيخ محمد بن بيروك في الحفاظ على السيادة المغربية.
وتأتي هذه التصريحات والردود في وقت تشهد فيه البلاد نقاشا وطنيا موسعا حول تفعيل مبادرة الحكم الذاتي كحل سياسي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، ما يجعل من هذه القضية أكثر حساسية ويستلزم موقفا موحدا من جميع الفعاليات والقبائل والمنتخبين في المنطقة.
هذا الجدل كشف من جديد عمق الهوية التاريخية لواد نون ودورها المركزي في الصحراء المغربية، مؤكداً أن أي حديث عن استثناء أو إقصاء يرفضه التاريخ والواقع على حد سواء، ويعيد التأكيد على روح الوحدة الوطنية وصمودها الراسخ أمام كل المحاولات التي قد تفرّق النسيج الوطني، وفق نشطاء وسياسيو جهة كلميم وادنون.