Tuesday 18 November 2025
Advertisement
اقتصاد

عبد الإله العطاري: أمام عطب واحد عالمي.. هل تملك الشركات المغربية خطة لحماية بنيتها الرقمية؟

عبد الإله العطاري: أمام عطب واحد عالمي.. هل تملك الشركات المغربية خطة لحماية بنيتها الرقمية؟ عبد الإله العطاري
صباح يوم الثلاثاء 18 نونبر 2025،  كما العديد من مستخدمي الإنترنت حول العالم، وجدت نفسي أمام مشهد رقمي مرتبك؛ مواقع تتساقط تباعًا، منصّات تجارة إلكترونية توقفت عن العمل، وخدمات أساسية شُلّت بشكل مفاجئ، فيما عجزت مؤسسات عن الرد على زبنائها أو معالجة معاملاتهم.
في عالم لا يغفر التأخير، تصبح كل دقيقة من التوقف خسارة مباشرة:
رقم معاملات يتبخر، زوار يغادرون دون عودة، معاملات تتوقف فجأة، وسمعة رقمية تتضرر وربما لا تُرمَّم.
حادث واحد.
لدى مزوّد واحد.
ومع ذلك… أصيب جزء مهم من الويب العالمي بالشلل.
أمام هذا المشهد، يبرز سؤالان بوضوح:
– كم من الشركات تستطيع فعلاً تحمّل ساعة واحدة من الانقطاع؟
– وكم منها تملك خطة حقيقية لاستمرارية النشاط، لا مجرّد وثيقة منسية في أرشيف قديم؟
لقد بنينا بنى رقمية فائقة الأداء، لكنها في أحيان كثيرة شديدة الهشاشة لأنها تعتمد على حلقة واحدة فقط في سلسلة طويلة.
استبدلنا الصمود بالسهولة، و الازدواجية بالسرعة، و الاستقلالية التقنية بما اعتقدناه الأكثر بساطة وراحة.
ما حدث ليس مجرد عطل تقني عرضي، بل إنذار قوي يعيد التذكير بأن استمرارية النشاط لم تعد ترفًا، وأن خطط PCA " Plan de continuité d'activité "، و PRA "    Plan de reprise d'activité " ليست حكرًا على التقارير والافتحاصات.
تنويع المزوّدين، وتعدد خدمات الـDNS، وتوزيع المخاطر التقنية… لم يعد خيارًا إضافيًا، بل شرط بقاء.
من المرجّح أن يعيد كثير من صناع القرار اليوم النظر في استراتيجياتهم السحابية. وهذا أمر صحي.
فالتكنولوجيا، مهما تطوّرت، ليست سوى جزء من المعادلة.
أما الجزء الأهم، فهو قدرة المؤسسات على الاستباق، وامتصاص الصدمات، وحماية ثقة زبنائها.
فالمرونة الرقمية ليست في القوة، بل في الاستعداد.
ولهذا تحديدًا، حرصتُ خلال السنة والنصف الماضية على الحصول على شهادة ISO22301، المعيار الدولي الذي يؤطر أنظمة إدارة استمرارية الأعمال، باعتبارها جوهر حماية المؤسسات في عالم سريع، هشّ، ومترابط بشكل لم يسبق له مثيل.
 
من يكون عبد الإله العطاري؟
 -خبير متخصص في التكنولوجيا والأمن المعلوماتي والذكاء الاصطناعي. 
-يشغل منصب مؤسس ومدير E-Solutions / SEMS، وكان مستشارًا في تكنولوجيا والأمن المعلوماتي من 2020 إلى 2022 باللجنة الخاصة للنموذج التنموي.