Tuesday 7 October 2025
خارج الحدود

الدبلوماسي الجزائري أحمد طالب الإبراهيمي يُوارى الثرى وتبون يلتزم الصمت !!

الدبلوماسي الجزائري أحمد طالب الإبراهيمي يُوارى الثرى وتبون يلتزم الصمت !! الراحل أحمد طالب الإبراهيمي
يبدو أن ثقافة الامتنان والعرفان ليست من شيم السلطة الحاكمة في الجزائر. اليوم، تُوفي أحد أبرز الوجوه السياسية في البلاد، الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، الدبلوماسي المحنّك، ووزير الخارجية الأسبق، والقيادي البارز في حزب جبهة التحرير الوطني.
رجل تختزن ذاكرته معطيات ومحطات من تاريخ الجزائر، من أبرزها موقفه الشجاع إبان ما يُعرف بـ"العشرية السوداء"، فضلًا عن انتمائه إلى عائلة وطنية مقاومة، إذ هو نجل العلامة البشير الإبراهيمي، أحد أعمدة جمعية العلماء المسلمين، وأحد رجالات النضال الوطني ضد الاستعمار الفرنسي.
ورغم كل ما قدّمه، تم تهميشه وإقصاؤه بشكل ممنهج من المشهد السياسي، نتيجة مواقفه الجريئة، وعلى رأسها دعوته لإحياء مشروع الاتحاد المغاربي، ومساندته لحراك الشباب خلال عهد بوتفليقة.
لم تكن علاقته بصنّاع القرار في الجزائر على ما يُرام، وتصريحاته القوية التي وجّه فيها انتقادات مباشرة للنظام لم تكن لتمر دون ثمن، خصوصًا لدى قائد الأركان السعيد شنقريحة والمحيطين به.
رحل أحمد طالب الإبراهيمي في صمت، تمامًا كما رحل من قبله عبد الحميد مهري، دون أن تُكلّف السلطات نفسها عناء تكريم من قدّموا للجزائر تضحيات جسيمة، سواء في زمن الاستعمار أو خلال مرحلة بناء الدولة.
لكن، كما هو معروف، هذا ليس غريبًا عن نظام يُكنّ العداء لكل من يختلف معه، في الداخل أو الخارج، ولا يحتمل أي صوت مستقل خارج عباءته.