Tuesday 16 September 2025
سياسة

فيدرالية اليسار في حفل الإنسانية بباريس.. نضالات فلسطينية ومكافحة العنصرية في قلب الحدث

فيدرالية اليسار في حفل الإنسانية بباريس.. نضالات فلسطينية ومكافحة العنصرية في قلب الحدث مشاهد من اللقاء
شهد رواق حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي دينامية ملفتة من خلال متتبعي حفل الإنسانية بباريس والذي امتد على مدار أيام 12، 13، 14 شتنبر 2025، من تنظيمات سياسية وجمعوية وزوار الرواق، وشهد الرواق إقبالا كبيرا واستثنائيا، عكس حجم تفاعل المهاجرين وبقية تنظيمات اليسار العالمي مع حزب يساري مغربي يشق طريقه بكل المبدئية والنضالية اللازمتين حتى خارج المغرب. 

عرف اليوم الأول، الجمعة 12 شتنبر 2025، مائدة مستديرة حول الحركات الاحتجاجية بالمغرب / قراءات متقاطعة، بمداخلتين وتفاعل القاعة من تأطير الناشط الحقوقي سعيد العمراني ومنعم وحتي عضو المكتب السياسي لفيدرالية اليسار الديمقراطي.

استعرضت مداخلة الناشط الحقوقي سعيد العمراني الحالة الراهنة للاحتجاجات بالمغرب وتطورات معتقلي حراك الريف والحيف الذي لاقته هاته القضية بالمقارنة مع بقية الحراكات، والتذكير بسلمية الحراك والتأكيد على أن رفض مناضلي حراك الريف لأي اتهام من الدولة بأنهم انفصاليون ليس جديدا، وأن حراك الريف كان دائما سلميا وفي قلب حراكات الوطن على امتدادها الجغرافي في كل المغرب.

تطرقت المداخلة الثانية التي أطرها عضو المكتب السياسي لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، معادلات الاحتجاج بالمغرب منذ القرن 15 إلى الآن والعلاقة الجدلية بين المربعات الثلاثة: 
- شكل الاحتجاج في تحقيبه الزمني الكرونولوجي التراكمي.
- محركي الاحتجاجات كفاعلين في انطلاقه ومطالبه.
- نقيض الاحتجاجات المشكل من الدولة والمرحلة الكولونيالية وتعاطيها مع الفعل الاحتجاجي.

وخلصت المداخلتين للتقاطعات التي تفرض تشبيك الفعل الاحتجاجي بين أبعاده المجالية والاجتماعية والسياسية والديمقراطية والحقوقية والجمعوية لفعالية أكبر للاحتجاجات في تحقيق نتائج ملموسة للانتفاضات، مع التأكيد على أن الإفراج الفوري على معتقلي الريف وبقية معتقلي الرأي مدخل أساسي لانفراج سياسي حقيقي. 

عرف اليوم الثاني ندوة مشتركة من تنظيم مجلة النداء وتغطية صوت الشعب ومشاركة الحزب الشيوعي اللبناني وفيدرالية اليسار الديمقراطي، وذلك يوم السبت  13 شتنبر 2025، تحت عنوان "الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في فلسطين ومقاومة الشعب الفلسطيني"، وقد عرفت ثلاث مداخلات:
تطرق الاستاذ المحامي عمر محمود بنجلون، عضو المجلس الوطني لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي لأهمية تحريك كل نوافذ القانون الدولي ضد حرب الإبادة الجماعية من طرف الصهيونية ضد الفلسطينين، رغم التعاطي بمكيالين من طرف المنتظم الدولي مع حقوق الفلسطينيين، وذكر بالمعركة التي خاضها نزهاء المحامين بالمغرب ضد صهاينة من أصل مغربي تورطوا في جرائم ضد الفلسطينيين، برفع دعاوي ضدهم أمام القضاء الدولي.

مداخلة الصحافي شريف بيبي استعرضت ضرورة تحليل الخطاب الإعلامي والتدقيق في المصطلحات المستعملة في الصحافة الدولية، خصوصا مع هيمنة اللوبي الغربي الرأسمالي على مفاصل الإعلام الدولي ومحاصرته لكل مقاومة صحفية تنقل الحقيقة الميدانية، وأكد على أن الإعلام البديل اللحظي في مواقع التواصل الاجتماعي كسر هاته المعادلة، بقدرته على نقل الوقائع بأمانة لحظة وقوعها بالصوت والصورة، وهو ما مكن من تعرية مجازر الإبادة الجماعية بفلسطين ونقلها للعالم.

المداخلة الأخيرة كانت للأسير المحرر صلاح حموري، والتي أكدت على المؤامرة الكبرى التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، ليس فقط في أراضي 67، بل أيضا في أراضي 48، وأكد على وحدة المعركة والمصير الفلسطيني، حيث أشار إلى أن النجاح في تحقيق التحرير والدولة الفلسطينية يمر أساسا بوحدة الفلسطينين، ونبه للسيناريوهات التي تحاك دوليا لتقزيم الحقوق الثابتة للفلسطينيين.

حضرت فعاليات اللقاء المناضلة الكبيرة سهى بشارة التي أكدت على استمرار. المقاومة حتى تحرير الأرض والإنسان وذكرت أن المغرب أول استقبلها بعد تحريرها، وأشارت للحفل الحاشد الذي استقبلت به من طرف الشعب المغربي. 

نظمت فيدرالية اليسار الديمقراطي برواقها بحفل الإنسانية بباريس، يوم السبت 13 شتنبر 2025، أيضا ندوة حول: "سبل هزيمة العنصرية ومواجهة اليمين المتطرف والتغلب عليه"، مع أوليفي لوكور كراندميزون، أستاذ العلوم السياسية والفلسفة السياسية، وهوغو باليتا، عالم الاجتماع ومتخصص في اليمين المتطرف.

تطرقت مداخلة الأستاذ أوليفي لوكور لمخاطر اليمين الفرنسي وبرنامجه على الشعب الفرنسي وعموم الشعوب، وانهيار برنامجه الذي يمس العيش المشترك والجانب الاجتماعي، وأكد على أن هنالك تلاعبا واضحا في تأويل اليمين لمفهوم العلمانية من خلال القانون الفرنسي، حيث يؤولها لصالح قمع حريات بقية المعتقدات والآراء التي تعارض أطروحات اليمين، لذا من المهم الوعي بالمعركة المزدوجة لمواجهة برنامج اليمين المتطرف من خلال توضيح مراميه الاستئصالية والتي تهدد المستوى المعيشي للشعوب.

تعرضت مداخلة الباحث هوغو باليتا لمخاطر الفلسفة الليبرالية المتوحشة لليمين، والتي أسست منظومة من القوانين الجائرة للهيمنة على الاتحاد الأوربي، والتحكم في مفالصه المالية، والحل ليس فقط في تكتل الشعوب الأوربية ضد تغول الرأسمال الأوربي، بل في التكاثف والتعاون الأممي للشعوب ضد الليبرالية المتوحشة حتى بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، في تفاعل مع مداخلة التواجد في رواق يساري مغربي. وأكد أن هناك تغليطا كبيرا من اليمين للشعب الفرنسي وبقية الأطياف التي تعيش في فرنسا بتأويل موجَّه للنص القانوني لسنة 1905 حول العلمانية، الذي تحول لتنزيل فاشي في تنفيذ هذا القانون بتحويله لقانون عنصري ضد الأقليات بدل أن يكون كما تم تشريعه في البداية نصا للحرية. 

على هامش رواق فيدرالية اليسار الديمقراطي بحفل الإنسانية بباريس تم حضور الرفيقات والرفاق لعدة ندوات في الأروقة الصديقة ولقاءات مع الأحزاب والمنظمات الصديقة، كما تم توضيح رؤية الحزب وتصحيح بعض المعطيات لدى هاته التنظيمات تخص مغربية الصحراء وموقف الحزب الواضح في هذا السياق، وعلى مدار أيام الحفل تم التعريف أيضا بالثقافة المغربية بتمثلاتها الموسيقية وعادات الأسر المغربية في تلاقيها مع بقية الشعوب.