Tuesday 16 September 2025
منبر أنفاس

سناء المستغفر: أعطِ القوس باريها.. ولنُعِد الأحزاب إلى اختصاصها الأصيل

سناء المستغفر: أعطِ القوس باريها.. ولنُعِد الأحزاب إلى اختصاصها الأصيل سناء المستغفر
الأحزاب السياسية ليست مجرد آلات انتخابية تُستَعمل عند الحاجة ثم تُركَن على الرف، بل هي في جوهرها مؤسسات لصناعة الرأي، وتأطير المواطن، وصياغة البدائل القادرة على دفع المجتمع نحو التقدم. غير أنّ ما نعيشه اليوم هو تراجع مقلق لدور الأحزاب، حيث تحولت في نظر الكثيرين إلى أدوات للترقي الاجتماعي أو وسائط لتوزيع المصالح، بدل أن تكون فضاءات للنقاش والتفكير الجماعي.
 
إعادة الأحزاب إلى اختصاصها الأصيل تعني إعادة الاعتبار للعمل الحزبي كممارسة ناضجة ومسؤولة. فالمواطن لا ينتظر من الحزب وعوداً فضفاضة، بل ينتظر رؤية واضحة وبرامج عملية تحاكي مشاكله اليومية. والأحزاب، بدورها، مطالبة بأن تستعيد ثقة المجتمع عبر تجديد نخبها، وتبني الديمقراطية الداخلية، وربط المسؤولية بالمحاسبة.
 
اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نحن في حاجة إلى أحزاب قادرة على أن تكون قوة اقتراحية، لا مجرد صدى لقرارات جاهزة. أحزاب تعيد للسياسة معناها النبيل: خدمة الصالح العام، والدفاع عن مصالح الوطن والمواطنين.
 
فلنعِد الأحزاب إذن إلى اختصاصها الأصيل، حتى تستعيد مكانتها كمدرسة للتربية على المواطنة، ومختبر للأفكار، ومحرك أساسي للديمقراطية.