الأربعاء 31 ديسمبر 2025
كتاب الرأي

لحسن ايت الفقيه: البعد الدولي للهجرة بسهل سوس، جنوب المغرب (الحلقة 3)

لحسن ايت الفقيه: البعد الدولي للهجرة بسهل سوس، جنوب المغرب (الحلقة 3) لحسن ايت الفقيه
أواصل القراءة في كتاب «التحولات السوسيو مجالية والاقتصادية بسهل اشتوكة، حالة جماعتي سيدي بيبي وايت اعميرة» للباحث خالد ألعيوض. سلف أن وقفت في الحلقة الأولى المنشورة في موقع الحوار المتمدن العدد 8556 بتاريخ 14-12-2025 عند الإنسان والمجال بسهل اشتوكة بجنوب المغرب، وركزت في الحلقة الثانية على الدراسة الميكرومجالية التي اعتمدها الباحث للحفر العميق في موضوع الهجرة ووقعها في الميدان مقدما أربعة نماذج بما هي نقط عمرانية غشيها التحول، ونشر محصول ذلك في العدد 8562 من موقع المتمدن بتاريخ 20-12-2025. ولما أدرج البعد الدولي للهجرة، البعد الإفريقي تحديدا في ثنايا أحد النماذج المقترحة ضمن الفصل المخصص للدراسة الميكرومجالية تبين وجوب عزل البعد الدولي في حلقة واحدة لا لدرء الحشو بل لأن للبعد صلة بالتحولات التي حاقت بالمغرب بعيد دستور 2011، وانخرط فيها المجلس الوطني لحقوق الإنسان.

وإذا كانت الحلقة الأولى من قراءة الكتاب المذكور تسلط الضوء على سهل اشتوكة من حيث كونُه مجالا طاردا لسكانه، فاتجهوا نحو أوروبا الغربية ونحو مدن شمال المغرب ونحو الجزائر بعيد استقلال المغرب، فإن الحلقة الثانية رصَدٌ لمسار التحول المعاكس الذي ارتقى فيه سهل اشتوكة وتحول إلى مجال مستقطب للمهاجرين. نحن إذن أمام قضية ونقيضها مما يقتضي ختمها بتركيب «Synthèse». ما الذي أسقط الباحث خالد ألعيوض في هذا المنطق الثلاثي القيم؟، قضية ونقيض ينتج عنهما تركيب قدمه الأستاذ خالد ألعيوض في ثنايا الفصل الرابع من الباب الثاني من كتابه. لا يدعي الأستاذ خالد ألعيوض أنه اعتمد منطقا ما بل إن طبيعة الموضوع هي التي حددت المنهج الذي أضفى عليه الباحث مجاهدة النفس ومكابدتها لتمحيص الميدان والإحاطة بجوانبه، فأصبح محدث مذهب جديد في الجغرافيا البشرية في المناطق التي فُرض على أهلها مواجهة تخلف التنمية بإمكانياتهم الذاتية دون أدنى مساعدة.
 
لا أحب من الحلقة الثالثة أن تكون مصادرة للمطلوب، فحسب علمي أن الباحث خالد ألعيوض لا يزال يسير في الطريق ليقدم الهجرة على وجهها في المغرب بعيد دستور 2011، فالحلقة الثالثة لا مجال لها إلا في المنطق الثلاثي القيم. سأنثني لأقتبس بعض الأفكار من مداخلة الأستاذ خالد ألعيوض التي بثها على موقعه في اليوتوب قبل أن أعود إلى الكتاب. ولبيان التحولات المجالية بدا لزاما الرجوع إلى التحولات التي عاشها المغرب خلال قرن من الزمان أي: من سنة 1912 مع توقيع عقد الحماية الفرنسية بين السلطان عبد الحفيظ ووزير الخارجية الفرنسي وقتها إلى صدور دستور 2011، وهي تحولات لا تزال متفاعلة وتفرز مفعولات طفيلية ومفعولات مرغوب فيها. إن ملامسة تلك التفاعلات يفيد في رصد السير نحو بناء مغرب آخر مخالف تماما لوجهه التقليدي لذي ورثه في القرن التاسع عشر. سلف للمؤرخ المغربي ألبير عياش في كتابه: المغرب، حصيلة السيطرة الاستعمارية «Le Maroc, bilan d’une colonisation»أن وقف عند التحولات التي حاقت بالمغرب وهو يواجه النظام الرأسمالي، بمثابة التناقض الخارجي، التحولات ذات المفعولات في السهول الخصبة بشمال جبال الأطلس الكبير وفي المدن المبثوثة في المجال الذي يسميه المستعمر ذاته المغرب النافع. وجاء الباحث خالد ألعيوض وقبله الفقيد لكبير أوحجو وآخرون، لا يسع المجال لذكرهم لملامسة التحولات التي حاقت بجنوب جبال الأطلس الكبير بإمكانيات السكان الذاتية فحق الحديث عن مغرب آخر يسير في طريق التحول بتصورات أخرى منفتحة على المجال الجيو إستراتيجي الذي يحتله.

المغرب ملتقى «Carefour» شهد مختلف الحضارات التي رست على أرضه عبر التاريخ، فهو يعيش علاقة تأثير وتأثر. ويعنينا الدراسة الميكرومجالية التي أنجزها الباحث خالد ألعيوض واشتغل عليها كثير في الأرض المنسوبة إثنوغرافيا إلى قبيلة «إشتوكن» و«أيت باها» وهي المنطقة التي تلامس واد نون. وقديما، يقول الباحث خالد ألعيوض، لا نتحدث عن الصحراء بل نتحدث عن واد نون. نقول «الشراكة»، بكاف مشمومة، لمنطقة طاطا وما فوق، ونسمي الصحراء مناطق الجنوب الشرقي، تينغير وورزازات و «درا»، أي: درعة. وأما الصحراء فقد أخذت الطابع السياسي في سنوات 1973 و1974. توجد الصحراء في الجنوب والشرق، والجنوب الشرقي. فالمغرب يكسب عدة صحاري. حدد الباحث خالد ألعيوض في مداخلته إفريزا زمانيا يداني قرنا من الزمان. كيف تحولت بلاد «إشتوكن» لتكسب الوجه الذي نراه الآن؟

تمتد سوس قديما من جنوب مراكش إلى واد نون، ومجالها يتمدد عبر الزمان ويتقلص. ولما دخلت فرنسا المغرب في الوقت الذي سلف ذكره استعصى الجبل وتمرد وقاوم ورفض الخضوع، وظل أمدا بعيدا ضمن المناطق غير الخاضعة «Insoumis»، في حين توفقت فرنسا في السيطرة على السهل وشرعت في هيكلته إداريا. وفي تلك الأثناء أسندت بعض المهام العسكرية للضابط روبرت مونتاني المشهور بكتابه «البربر والمخزن». ومعلوم أن جنود الاحتلال الفرنسي تخرجوا من الكليات الحربية، فهم في أصلهم مهندسون وأهل المهارات في إعداد التقارير والدراسة، بل إن لفرنسا مهمة أخرى تكمن في دراسة المجتمع المغربي ليسهل السيطرة عليه. دام بحث روبرت مونتاني تسع سنوات غايتا إفريزها 1920 -1929 ، ولا تعنينا نظرية روبرت مونتاني الانقسامية نحو الجمهوريات الأمازيغية، ولا يعنينا رغبته عن ذكر القبيلة بما هي وحدة اجتماعية يحسُن أخذها بعين الاعتبار، بل لا تزال إلى حدود يومه تمارس السياسة. وسلف للباحث «بول باسكون» أن تحدث عن القبيلة كثيرا وفهمها وتحدث عن التحولات. إن ما يعنينا أن مونتاني اهتدى أنه لا يمكن وقف المقاومة دون فتح المجال لهجرة الشباب من سوس. ذلك هو سر الانطلاق المبكر للهجرة نحو فرنسا ابتداء من سنة 1920 في حين منعت بخريبكة والدار البيضاء ولو استفحلت حاجة هذه المناطق إلى اليد العاملة. لقد قال روبرت مونتاني كلاما مشهورا: كل شاب يهاجر يداني نقص بندقية واحدة. وسلف لجوستينار أن كتب عن المهاجرين الأوائل من هوية سوسية إلى محيط باريس. كلنا يعلم استنادا إلى الذاكرة المحلية أن أيت عبد الله خضعت سنة 1934 عقب مقاومة عنيفة، وهي آخر موضع للمقاومة المسلحة بالمغرب، وليس عسو أوباسلام كما يشاع. فالهجرة المنظمة كانت ما بين سنة 1920 وسنة 1940. وتفيدنا عدة إشارات في رصد يد عاملة هاجرت من سوس لتحفر أنفاقا في باريس «» لمسار سكة حديدية حضرية «métro». ومن المهاجرين من انقطع للتجارة ومنهم من هاجر إلى مدن إلى «الغرب»، وهو في تمثل سكان سوس شمال المغرب. وحسبنا أن الغرب في ذلك التمثل يمتد من شمال الصويرة واليوسفية ليشمل الدار البيضاء والقنيطرة وخريبكة. ونذكر أن الحي المحمدي بالدار البيضاء والمعروف باسم «كاريان سونترال» تعمره أسر سوسية. وكل المغاربة يشهدون أن فرقة ناس الغيوان الموسيقية انخرط فيها ثلاثة أعضاء من هوية سوسية. ويفيدنا ذلك في الجزم أن للهجرة مؤثرات ثقافية، ولها مؤثرات اجتماعية في التحول بالمناطق التي وفدت عليها أسر من سوس، ولنأخذ مثالا من أسرة «مزال»، بزاي أمازيغية رقيقة. ففي البدء، كانت الأسرة تمارس التجارة مع مدينة الصويرة بواسطة الجمال ثم انتقلت إلى طور آخر واشترت حافلة لنقل الركاب، باتت تجوب جبال الأطلس الصغير في رحلة تدوم يومين كاملين. وجرى أثناء الحرب العالمية الثانية تجنيد المغاربة وضمنهم أبناء سوس ليقاتلوا في صف فرنسا. ولما وضعت الحرب أوزارها مرت الهجرة بمنعطف آخر، وشهدت فترة إفريزها ما بين 1946 و1957 ومسارها نحو الجزائر، واسمها في سوس «طيور وهران»، «أوهران» باللسان الأمازيغي نسبة إلى الأسد. ينطلق أبناء سوس في رحلتهم ابتداء من شهر مايو لغاية الاشتغال في الحصاد وضمان قوتهم في المسار ما بين بلاد سوس ووهران. وهناك يهاجرون سريا نحو مرسيليا.

ثم مرت الهجرة بمنعطف ثالث ابتداء من سنة 1957 مع حضور «فيليكس موغا»، «Felix Mora»، وهو في أصله عسكري يتحدث الأمازيغية والعربية قبل أن يشتغل وسيطا منجميا في النخاسة لاستقبال ذوي السواعد والبنيات القوية أعمارهم ما بين 18 سنة و24، وهو «نخاس الأزمنة الحديثة»، حسب تعبير الباحث خالد ألعيوض. لماذا؟ لأنه يستقبل الشباب عراة للافتحاص، ومن يدمغ ظهره بخاتم من الحبر الأحمر فهو غير مرغوب فيه. وبهذا الأسلوب انتقى 80 ألف مغربيا من بين 800 آلاف شاب عرضوا على النخاس «فيليكس موغا»، «Felix Mora» عراة. وفي سنة 1976 نشطت الهجرة بالعقود «Contrats»، أسلوبها أن يتوسط مهاجر ليرسل لصديقه أو لأحد أحبابه عقد عمل بفرنسا. ومع مرور الهجرة بأربع منعطفات، من 1920 إلى 1940، ومن 1946 إلى 1956 ومن 1957 إلى 1956، لينطلق المنعطف الرابع سنة 1976، وبعد ذكر ما انجر عنها من تحولات سوسيومجالية لتشبث أهل سوس ببلادهم والعودة إليها لبناء دور فخمة، وترك توصية للدفن فيها، ينثني الأستاذ خالد ألعيوض، بل إن المسار الكرونولوجي للظاهرة الت يدرسها هو الذي فرض عليه ذلك، إلى سوس، بما هي أرض مستقبلة للمهاجرين. ذلك أنه في سنة 1980 ستظهر الزراعة في البيوت البلاستيكية بسهل «إشتوكن»، وبدأت اليد العاملة الموسمية ترد على السهل للاشتغال في مزارع البواكر. وفي سنة 2003 بدأ استقرار المهاجرين. هنالك بدأت تظهر قرى في رحاب كانت بالأمس ضيعات تقليدية، قرى غير مهيكلة. انتقل عدد سكان أيت اعميرة من 6000 نسمة في حدود سنة 1984 إلى 110000 نسمة. وفد المهاجرون من جميع هوامش المغرب، أي: الهجرة من البادية إلى البادية. تحولت التركيبة البشرية بالمرة، فإذا دخلت أيت اعميرة لن تسمع الأمازيغية بلكنة سوسية إلا نادرا. وبعيد دستور 2011 حصل تحول آخر بمؤثر آخر من أفريقيا جنوب الصحراء. في مجال الهجرة سلف للمغرب أن صدق الاتفاقية الدولية لحماية جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم يوم 21 يونيو 1993. واعتمدت الاتفاقية بقرار الجمعية العامة، رقم 158/45 بتاريخ 17 دجنبر 1990. وهي اول هيكل يضم الحكومات والدول في المنتظم الدولي. ومع تبني سياسة الهجرة، صدرت دوريات تروم تسوية وضعيات المهاجرين الأجانب من أصل أفريقيا جنوب الصحراء نحو الدورية المشتركة بين وزارة الداخلية والوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة عدد 8303 بتاريخ 16 دجنبر 2013 وأحدثت مكاتب الأجانب بمختلف العمالات والأقاليم مهمتها تدبير ملفات طلبات تسوية وضعية الإقامة التي حصل تلقيها وتتبعها. وأحدثت لجان إقليمية منقطعة للنظر في طلبات تسوية وضعية إقامة الاجانب المقيمين بطريقة غير شرعية بالمغرب، وطالما يقدرون الوافد من حيث المقاربة الأمنية. ومع إحداث اللجنة المحلية التي تجمع بين ممثلي مصالح العمالة أو الإقليم والمصالح الأمنية وكذا ممثلي المنظمات غير الحكومية، تشرع في الاشتغال باعتماد نظام مرن لتحديد فئات الأجانب في وضعية غير قانونية بمن فيهم الأجانب الذين دخلوا إلى التراب المغربي بصفة غير قانونية، وغير المتوفرين على وثائق الهوية أو وثائق السفر، حيث يسمح بقبول أي وثيقة إثبات الهوية أو تاريخ الدخول إلى المغرب أو مدة الإقامة بالمغرب. وأما المعيار الزماني فمحدد أقصاه في شهرين من تاريخ إيداع ملف الطلب لإصدار رأي اللجنة المحلية. ومن التوجيهات التي تتلقاها تلك اللجان الحرص على تعليل آرائها، وهي ملزمة بالضرورة إبلاغ صاحب الطلب بالقرار المتخذ بخصوص طلبه. وخلق آلية للطعون تتجسد في اللجنة الوطنية للطعون، والتي سيوكل إليها البت النهائي في ملفات الطلبات التي لم تنل موافقة اللجان المحلية. وانخرط المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وقتها، في العملية، وفتح المجال لاستقبال طلبات التسوية، وصدعت إحدى الوزارات المغربية، يوم 9 من شهر فبراير (شباط) من سنة 2015 وافقت على قبول 17916 طلبا بالإيجاب من بين 27332 طلبا عرض على السلطات الإقليمية. يلزم إضافة هذه الإشارات بصدد مدخل لمتابعة أحوال المهاجرين في كتاب الباحث خالد ألعيوض. ففي «الإحصاء العام للسكان والسكنى بلغ عدد السكان القانونيين بأيت اعميرة 76646 نسمة منهم 14 أجنبيا فقط»، (الصفحة 235). ولم يكتشف الأفارقة الوافدون على المغرب من أفريقيا جنوب الصحراء الجنوب حت سنة 2016، ذلك أن السلطات المغربية أقدمت على ترحيلهم من المناطق الحدودية إلى مدينة تيزنيت. ثم طفق هؤلاء ينسجون العلاقات مع أرباب العمل (الضيعات)، بفضل بعض الوسطاء الذين «بنوا منازل كثيرة داخل «أكرام» وكانت تخصص للكراء للأفارقة، وبما أن العملية تجري دون مضايقة السلطة المحلية بدأت تتشكل أحياء خاصة بنسبة كبيرة من المهاجرين جنوب الصحراء»، (الصفحة 238). وساعد تدفق المهاجرين على كفْر «أكرام» لينتقل «من قرية مغمورة إلى اسم عابر للقارة عن طريق وسائل الاتصال والتواصل» (نفسه). فصل الباحث خالد ألعيوض القول في أصول المهاجرين ووزع ذلك على الخريطة لأن الجغرافيا تقضي ذلك، ونشر شهادات المهاجرين، لبيان علاقتهم بالأرض ومدى قدرتهم على الإدماج. وساهمت كرة القدم لتحقيق مرادهم، حيث بدأوا في ممارسة اللعب «في ملاعب عشوائية بين المنازل، وهي نفس الفضاءات التي كان يلعب فيها أبناء الدوار»، (الصفحة 246)، ورغم المشاحنات بينهم وبين المحليين حصل الإدماج. و«أخذت التجارة التي يديرها أفارقة مكانها ضمن المشهد العام لأحياء الأفارقة»، (الصفحة 248). انتعش الوضع الاقتصادي للأفارقة المقيمين بكَفْر لذلك يقومون «بتحويل أموال هامة كل أسبوع إلى أسرهم وعائلتهم»، (الصفحة 250)، وذاك «مظهر من مظاهر النجاح بالنسبة للمهاجر»، (نفسه). وهل للتصرف على طريقة الزاوية الناصرية دخل في استيعاب التعدد الثقافي وضمنه تعدد المعتقد؟ رصد الباحث خالد ألعيوض «قضية المعتقد، والحق في فتح أماكن العبادة»، (الصفحة 251)، وهي مقدمة لتحويل كَفْر «أكرام» إلى فضاء للتعايش و«العيش المشترك» (نفسه)، فضاء «يحترم خصوصيات الجميع بمن فيهم المهاجرين»،(نفسه). لقد تحول أحد معاقل الزاوية الناصرية إلى فضاء التسامح الديني، صحيح أن أحد المكترين «رفض كراء منزله» للأفارقة «بدعوى أنه لن يسمح بتحويله إلى كنيسة»، لكن ذلك لن يشكل في المآل حجر عثرة أمام الحق في ممارسة الشعائر الدينية، أو بالأحرى، الحق في المعتقد، ولقد أقحمت الحاجة إلى التمتع بتلك الحرية المسؤولين «أمام ملف جديد لم يعهدوه، وهو حق من الحقوق التي تكفلها المواثيق الدولية التي وقع عليها المغرب، أي حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية»، (الصفحة 53).

وختاما تبقى الهجرة في سوس من حيث بعدها الدولي أحوج إلى مزيد من الحفر، وهل سيواصل الباحث خالد ألعيوض النبش في هذا المحور؟ يبدو الجواب بالإثبات هو الوجه.