Tuesday 12 August 2025
خارج الحدود

إدريس الفينة: إيران وسلاح حزب الله.. وصاية تتحدى الدولة وتربك استقرار المنطقة

 
 
إدريس الفينة: إيران وسلاح حزب الله.. وصاية تتحدى الدولة وتربك استقرار المنطقة علي خامنئي
ترفض إيران بشكل قاطع أي دعوات لوضع سلاح حزب الله تحت سلطة الدولة اللبنانية، مؤكدة دعمها المستمر لما تصفه بـ”المقاومة” في لبنان. وقد أثار تصريح مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي بأن محاولة نزع سلاح الحزب “مصيرها الفشل” موجة انتقادات رسمية في بيروت، حيث اعتبرت وزارة الخارجية اللبنانية كلامه تدخلاً سافرًا في الشأن الداخلي، ورفضًا واضحًا لأي وصاية خارجية على قرارات البلاد السيادية.
 
هذا الإصرار الإيراني على إبقاء سلاح حزب الله خارج إطار الدولة يطرح تحديات خطيرة أمام استقرار لبنان. فوجود قوة مسلحة موازية للجيش يقوّض سلطة المؤسسات الشرعية، ويعمّق الانقسام الداخلي، ويضع البلاد في مواجهة احتمالات التصعيد العسكري مع إسرائيل دون قرار سيادي جامع. وبات حزب الله، بفضل الدعم الإيراني، يشكل ما يشبه “دولة فوق الدولة”، ما شلّ فعالية مؤسسات الدولة اللبنانية وأضعف قدرتها على فرض سيادتها الكاملة.
 
ولا يقتصر الأمر على لبنان، إذ يبدو أن طهران تنتهج نهجًا ثابتًا يقوم على رعاية جماعات مسلحة موالية لها في أكثر من ساحة عربية. ففي العراق، تدعم فصائل مسلحة مؤثرة على القرار السياسي والأمني، وفي سوريا كانت سندًا عسكريًا لنظام الأسد، أما في اليمن فتقدم السلاح والتمويل لجماعة الحوثيين. هذا النمط من التدخلات يعزز نفوذ إيران لكنه يضعف مؤسسات الدول ويطيل أمد الصراعات الداخلية، ما يترك المنطقة بأسرها في حالة هشاشة أمنية وسياسية مزمنة.
 
ايران لا زالت تلعب بأوراقها بالمنطقة من اجل تقوية موقعها التفاوض مع الغرب . اران لم تستوعب حرب الاثنى عشر. ولا زالت تعتقد ان بوسعها الاستمرار في ابتزاز أنظمة المنطقة عبر أذرعها المنكسرة.