Tuesday 5 August 2025
مجتمع

الإمساك… داء صامت يُهدد الجهاز الهضمي والقلب

 
الإمساك… داء صامت يُهدد الجهاز الهضمي والقلب الدكتور أنور الشرقاوي والدكتورة غزلان الإدريسي
بقلم الدكتور أنور الشرقاوي، بالتعاون مع الدكتورة غزلان الإدريسي، أخصائية أمراض الجهاز الهضمي والبروكتولوجيا، خبيرة العلاج بالليزر - الرباط/سلا


الإمساك ليس عرضًا بسيطًا كما يعتقد البعض، بل قد يشكل خطرًا حقيقيًا على الصحة، خاصة عند كبار السن أو المصابين بأمراض قلبية.
عند محاولة التغوط في حالة إمساك شديد، يبذل الشخص مجهودًا كبيرا.

الإمساك لا ينبغي اعتباره أمرًا بسيطًا أو عابرًا، فهو عرض شائع لكن قد يخفي وراءه اختلالات وظيفية أو عضوية خطيرة.
ويزداد خطره عند إهماله أو الاستخفاف بتأثيره طويل الأمد، سواء على الجهاز الهضمي أو على صحة القلب والدورة الدموية.

المتابعة الطبية ضرورية عندما تستمر الأعراض لأسابيع، أو تترافق مع علامات إنذار مثل نزيف شرجي، فقدان وزن غير مبرر، أو آلام شديدة ومتكررة في البطن.
الفحوصات الطبية تساعد في كشف الأسباب العميقة، التي قد تشمل أمراض القولون المزمنة، أو اضطرابات هرمونية، أو تأثيرات جانبية لأدوية معينة.

في ظل ازدياد معدلات الخمول والتغذية السريعة الفقيرة بالألياف، تتجه نسب الإصابة بالإمساك نحو الارتفاع في مختلف الفئات العمرية، خاصة في المدن الكبرى.
لهذا السبب، بات من الضروري تعزيز الوعي الصحي بمخاطره، وتشجيع ثقافة الأكل الصحي، والنشاط الجسدي المنتظم، والاستماع المبكر لإشارات الجسم.

الإمساك لا يجب أن يُختزل في كونه مجرد "مشكلة إخراج"، بل هو جرس إنذار لنمط حياة غير متوازن، وقد يكون في حالات معينة مقدمة لأمراض أكثر تعقيدًا.

في مجتمع يعاني من تسارع الإيقاع وتراجع العادات الصحية، أصبح من الملحّ إعادة الاعتبار لصحّة الأمعاء، وتحويل "الحديث عن الإمساك" من موضوع محرج إلى أولوية صحية تستحق التوعية والتدخّل الوقائي.