Sunday 27 July 2025
رياضة

فرس كما عرفته عن قرب.. سلسلة حكايات لم ترو من قبل (10)

فرس كما عرفته عن قرب.. سلسلة حكايات لم ترو من قبل (10) عندما همس الملك الحسن الثاني في أذن أحمد فرس رحمهما الله
كيف تحول ملعب مباراة نهاية كأس العرش 1979 من سطات الدار البيضاء ؟

كان المرحوم أحمد فرس في جلساتنا معه بمقهى لاغوفريت la gaufrette التي كانت في ملكية سعيد عنان لاعب شباب المحمدية في تسعينيات القرن الماضي، كان المرحوم يحكي لنا كلما خضنا في الذكريات عن بعض المباريات والطرائف والمغامرات.

من المباريات التي حظيت باهتمام كبير هي مباراة نهاية كأس العرش بين شباب المحمدية والوداد الرياضي سنة 1979.

لن أنسى أولا كيف انتقل ملعب المباراة من الملعب البلدي بسطات إلى الملعب الشرفي بالدار البيضاء(ملعب مركب محمد الخامس حاليا). كان هذا الأخير يخضع للإصلاحات استعدادا لاستضافة المغرب لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1983.

كان فريق شباب المحمدية في أوج العطاء بفضل تشكيلة من اللاعبين المهرة تحت قيادة المدرب الخبير والداهية عبد القادر لخميري رحمه الله.
فريق الوداد أيضا كان يعج بالنجوم وقد فاز بثلاثة ألقاب متتالية 1977-1978 و1979. مما يعني أن الانتصار في النهائي على ممثل مدينة الزهور سيكون بمثابة "دوبلي" أي ثنائي كأس وبطولة.

لكن القليلين هم من يعرفون كيف صدر القرار من القصر الملكي بتحويل ملعب المباراة النهائية من سطات إلى الدار البيضاء.
حكى لنا فرس أن فريق شباب المحمدية المحمدية كان يقيم معسكرا استعداديا لتلك المباراة بمدينة إفران؛ التي كان الملك الراحل الحسن الثاني يقضي فيها جزء من السنة خاصة في فصل الخريف.

المدرب لخميري حسب "مول الكرة"، كان يرغب في إجراء النهائي بمدينة الدار البيضاء عوض سطات، وكان يعبر عن ذلك في انتظار إتاحة الفرصة لطلب ذلك مباشرة أمام للملك..

الملك الراحل الحسن الثاني الذي كان قريبا من كرة القدم، بلغه الخبر فطلب حضور المدرب عبد القادر لخميري لاستقباله..وهو ماتم..

قال المدرب الذي كان معروفا بقفشاته ونكاثه للملك حسب ما حكى لنا فرس، عن ملعب مباراة سطات: "نعام أسيدي باغين يلعبونا في عكبة (عقبة).."
ابتسم الملك وقال: وأين تريدون اللعب؟: بالملعب الشرفي بالدار البيضاء أمولاي..

في الأيام القليلة الموالية، سيتم الإعلان عن إجراء المباراة النهائية بين الوداد وشباب المحمدية بملعب الدار البيضاء الذي تم فتحه بشكل استثنائي، وطبعا بحضور الملك الراحل.

ويحتفظ المرحوم فرس بذكرى طيبة عن هذه المباراة رغم خسارة الكأس، وهي المناداة عليه للصعود إلى المنصة التي كان يجلس فيه الراحل الحسن الثاني الذي عانقه وهمس في أذنه بعبارات لم ينسها فرس طيلة حياته وظل يفتخر بها. قال له: "أفرس لو لعبتو بحال ربع ساعة الأخيرة كون ربحتو..كنسمعو عليك غير الخير.."

وعلى غير العادة، استقبل الملك عميد شباب المحمدية قبل أن يسلم الكأس لعميد الوداد العربي أحرضان شافاه الله.

ملحوظة: نفس تشكيلة فريق شباب المحمدية بقيادة العيد أحمد فرس هي التي ستفوز بلقب البطولة في السنة الموالية 1980، وتلك حكايه أخرى..