Monday 21 July 2025
رياضة

أنور الشرقاوي: كرة القدم النسائية.. الدورة الشهرية، الحمل، الولادة.. عقبات أم تحديات قابلة للتجاوز في المسيرات الاحترافية؟

أنور الشرقاوي: كرة القدم النسائية.. الدورة الشهرية، الحمل، الولادة.. عقبات أم تحديات قابلة للتجاوز في المسيرات الاحترافية؟ عناصر المنتخب المغربي النسوي وفي الإطار الدكتور أنور الشرقاوي
غدا الثلاثاء، ستواجه النخبة الوطنية النسوية منتخب غانا في نصف نهائي كأس إفريقيا لكرة القدم النسائية .
لطالما صُمِّمت كرة القدم لتلائم أجسام الرجال، ومن قِبَلهم.
لكن الزمن تغيّر.
اليوم، النساء يُطأْن العشب الأخضر، يحققن البطولات، ويكسرن الأرقام… وهن يحملن معهن حقيبة بيولوجية لا طالما تجاهلها عالم الرياضة الاحترافية.
الدورة الشهرية، وسائل منع الحمل، آلام الطمث، الحمل، الولادة، فترة ما بعد الولادة… كل هذه الكلمات التي كانت تُهمَس في الخفاء داخل غرف الملابس، أصبحت اليوم مواضيع أداء، صحة، وحقوق.
 
فهل يمكن التوفيق بين الاحتراف الرياضي والطبيعة الفيزيولوجية للمرأة؟ 
الجواب: نعم، شريطة أن نفهم، ونتكيّف، ونرافق. 
الدورة الشهرية: عامل أداء وليس عائقًا 
العديد من اللاعبات يُلاحظن تغيّرات في الطاقة، التركيز، آلام العضلات أو اضطرابات الجهاز الهضمي، حسب مرحلة الدورة الشهرية.
بعض الأندية الكبرى (مثل فريق تشيلسي النسوي) بدأت تُدمج متابعة الدورة الشهرية ضمن برامج التدريب، وتُعدّل الأحمال البدنية، أوقات التعافي، وحتى الخطط الغذائية.
الدورة الشهرية ليست عيبًا.
هي مؤشر بيولوجي يجب احترامه، كما نحترم إصابة عابرة د أو نقصًا في الحديد.
 
الصحة ووسائل منع الحمل: نحو طب رياضي نسائي 
العناية الطبية باللاعبات يجب أن تراعي:
ارتفاع خطر تمزق الأربطة في المرحلة السابقة للطمث؛
تأثير بعض موانع الحمل على التحمل البدني أو الأيض؛
أمراض شائعة مثل الانتباذ البطاني الرحمي وتكيس المبايض وتأثيرها على الأداء.
لهذا، أصبحت بعض الطواقم الطبية تضم طبيبات نساء متخصصات في الطب الرياضي لمرافقة اللاعبات.
النتيجة؟ صحة أفضل، إصابات أقل، ومسيرة رياضية أطول.
 
الحمل: توقف مؤقت… لا نهاية للمسيرة 
يُنظر للحمل غالبًا كآخر محطة في مسار اللاعبة. خطأ شائع.
النجمتان أليكس مورغان (أمريكا) وسارا بيورك غونارسدوتر (آيسلندا) أثبتتا العكس: يمكن الحمل، والولادة، والعودة للقمّة.
بفضل بروتوكولات تدريب مخصصة، أصبحت التمارين ممكنة خلال الحمل، بشرط المتابعة الطبية واحترام مراحل ما بعد الولادة.
بل إن الفيفا اعتمدت سنة 2021 قانونًا يضمن عطلة أمومة مدفوعة الأجر، وحماية تعاقدية، وحق العودة للملاعب.
 
الولادة والعودة إلى اللعب: مسألة وقت ودعم 
العودة للملاعب بعد الولادة تختلف حسب:
نوع الولادة (طبيعية أو قيصرية)،
الحالة العضلية والحوضية للاعبة،
مستوى الدعم الطبي والنفسي والفيزيائي.
بعض اللاعبات يعدن بعد 3 إلى 6 أشهر، وأخريات بعد عام.
لا وجود لنموذج موحد.
لكن الأكيد: الجسم الأنثوي قادر على استعادة قوّته.
 
الخلاصة:
ليس المطلوب تكييف كرة القدم مع المرأة، بل تكييف بيئة الكرة مع خصوصية جسدها.
لا الدورة الشهرية، ولا الحمل، ولا الولادة تشكل عوائق أمام الاحتراف.
بل هي مراحل من الحياة، يجب أن تُفهم، ويُحتفى بها، ويُصاحَب مسارها.
التحدي الحقيقي ليس في الهرمونات، بل في العقليات والبُنى الرياضية.
فلاعبة كرة القدم ليست استثناءً.
إنها معيار المستقبل.
بجسدها، بدورتها، بخياراتها، وبحقها في التألّق... دون مساومة.