Saturday 5 July 2025
سياسة

سيد أحمد الشرادي: يجب أن نلجأ لنفس المسطرة لإخراج ملف الصحراء من اللجنة الرابعة

سيد أحمد الشرادي: يجب أن نلجأ لنفس المسطرة لإخراج ملف الصحراء من اللجنة الرابعة الدكتور سيد أحمد الشرادي
في‭ ‬ظلّ‭ ‬تعنت‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬أي‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو،‭ ‬وعدم‭ ‬تفاعلها‭ ‬الإيجابي‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬المقاربات‭ ‬المقدمة‭ ‬لها‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬المنتظم‭ ‬الدولي‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬وانعدام‭ ‬الإرادة‭ ‬السّياسية‭ ‬لديها‭ ‬بحكم‭ ‬كونها‭ ‬أضحت‭ ‬مكبلة‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأصح‭ ‬منزوعة‭ ‬الإرادة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قصر‭ ‬المرادية؛‭ ‬يبقى‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬إخراج‭ ‬ملف‭ ‬قضية‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬لبلادنا‭ ‬من‭ ‬اللجنة‭ ‬الرابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬يمكن‭ ‬اعتماد‭ ‬مقاربة‭ ‬منفصلة‭ ‬عن‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬أي‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬المنشود‭.‬
 
لذلك‭ ‬نقترح‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬انطلاقا‭ ‬مما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نسميه‭ ‬بـ‭ ‬"توازي‭ ‬الشكليات"‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬إدخال‭ ‬الملف‭ ‬إلى‭ ‬اللجنة‭ ‬الرابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬تم‭ ‬عبر‭ ‬رسالة‭ ‬موجهة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬آنذاك‭ ‬للأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الذي‭ ‬أحالها‭ ‬على‭ ‬اللجان،‭ ‬وتم‭ ‬اعتماد‭ ‬تلك‭ ‬الرسالة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬اللجنة‭ ‬الرابعة،‭ ‬حيث‭ ‬طالبت‭ ‬بلادنا‭ ‬حينها‭ ‬بتصفية‭ ‬الاستعمار‭ ‬من‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬سنة‭ ‬1963،‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تعرف‭ ‬بـ‭ ‬«الصّحراء‭ ‬الغربية»‭ ‬في‭ ‬أدبيات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬
 
 ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬«توازي‭ ‬الشّكليات»‭ ‬كما‭ ‬أشرنا،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نلجأ‭ ‬لنفس‭ ‬المسطرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬مشفوعة‭ ‬بمذكرة‭ ‬قانونية‭ ‬سياسية‭ ‬تثبت‭ ‬أن‭ ‬الملف‭ ‬الآن‭ ‬يتم‭ ‬تناوله‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬معينة‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬براغماتي‭ ‬واقعي،‭ ‬وبالتالي‭ ‬خروج‭ ‬الملف‭ ‬من‭ ‬التّوصيف‭ ‬السّابق‭.‬
 
أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬استمرارية‭ ‬الزخم‭ ‬الذي‭ ‬عرفه‭ ‬الملف‭ ‬خلال‭ ‬السنين‭ ‬الأخيرة،‭ ‬باعتبار‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الاعتراف‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء،‭ ‬أو‭ ‬إن‭ ‬شئنا‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬بما‭ ‬حققته‭ ‬المبادرة‭ ‬المغربية‭ ‬للحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬من‭ ‬تجاوب‭ ‬وتفاعل‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬باعتبارها‭ ‬الحل‭ ‬الوحيد‭ ‬الجاد‭ ‬والواقعي‭ ‬الذي‭ ‬يضمن‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬ويستجيب‭ ‬لتطلعات‭ ‬ساكنة‭ ‬تلك‭ ‬الربوع،‭ ‬ويوفق‭ ‬بين‭ ‬إرادة‭ ‬الإدماج‭ ‬وإرادة‭ ‬الانفصال‭.‬
 
من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬إبراز‭ ‬المستوى‭ ‬الذي‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬لبلادنا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المجهود‭ ‬التنموي‭ ‬الضخم‭ ‬الذي‭ ‬بذل‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬1975‭ ‬إلى‭ ‬اليوم،‭ ‬وما‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬مؤشرات‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬قياسا‭ ‬بباقي‭ ‬مناطق‭ ‬المملكة‭. ‬وبالتالي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يواكب‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬المجهود‭ ‬تعبئة‭ ‬إعلامية‭ ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭ ‬الإيجابية‭ ‬مجتمعة‭.  ‬وسيبقى‭ ‬الهدف‭ ‬إثبات‭ ‬أننا‭ ‬بصدد‭ ‬حالة‭ ‬أمنية‭ ‬خلافية‭ ‬بين‭ ‬جارين‭ ‬لاعتبارات‭ ‬إقليمية‭ ‬معينة‭. ‬فالعناصر‭ ‬والحالة‭ ‬هذه‭ ‬التي‭ ‬بني‭ ‬عليها‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬إحالة‭ ‬الملف‭ ‬على‭ ‬اللجنة‭ ‬الرابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أصبحت‭ ‬منعدمة‭.‬
 
‬هذه‭ ‬بعض‭ ‬العوامل‭ ‬والعناصر‭ ‬التي‭ ‬بتظافرها‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المسعى،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحوّل‭ ‬الملفّ‭ ‬إلى‭ ‬الاختصاص‭ ‬الحصري‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬الحلّ‭ ‬الواقعي‭ ‬والجاد‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬إلاّ‭ ‬سياسيا‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬رفعة‭ ‬وسمو‭ ‬المبادرة‭ ‬المغربية‭ ‬لتخويل‭ ‬جهة‭ ‬الصحراء‭ ‬حكما‭ ‬ذاتيا‭ ‬كما‭ ‬تواترت‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬عدّة‭ ‬مناسبات‭.‬
الدكتور سيد أحمد الشرادي، باحث جامعي