Wednesday 18 June 2025
فن وثقافة

"أزطا أمازيغ" تنتقد تدبير الحكومة للأمازيغية وتدعو لاحترام التنوع والعدالة الثقافية

"أزطا أمازيغ" تنتقد تدبير الحكومة للأمازيغية وتدعو لاحترام التنوع والعدالة الثقافية جانب من اللقاء
اختتمت الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة "أزطا أمازيغ" مؤتمرها الوطني السابع، المنعقد بمدينة الرباط، تحت شعار: "نضال أمازيغي مستمر دفاعاً عن مغرب التنوع والاختلاف". 
 
وبحسب بلاغ أصدرته الهيئة، توصلت به "انفاس بريس"، فقد شكل المؤتمر محطة تنظيمية وفكرية لتقييم حصيلة العمل، وتجديد الهياكل، وتحديد أولويات النضال الأمازيغي في ظل ما تواجهه القضية الأمازيغية من تحديات على المستوى الوطني والمغاربي.
 
ووفق المصدر ذاته، شارك في المؤتمر مناضلون ومناضلات من مختلف مناطق المغرب، تداولوا خلاله في قضايا تتعلق بالحقوق اللغوية والثقافية، ومستقبل التعددية في البلاد، في أفق بناء دولة تحترم الاختلاف وتعترف بكافة مكوناتها .
 
وفي بيانه الختامي، شدد المؤتمر على المركزية الدستورية للأمازيغية كمكون أصيل من مكونات الهوية الوطنية، رافضاً ما وصفه بـ"استمرار التمييز والإقصاء" الذي تعانيه الأمازيغية في السياسات العمومية. وطالبت الشبكة الدولة المغربية بـ"الوفاء بالتزاماتها الدولية" بشأن حماية التنوع الثقافي واللغوي، انسجاماً مع ما ينص عليه الدستور المغربي والمواثيق الدولية ذات الصلة.
 
وأعرب المشاركون، وفق بيانهم، عن قلقهم من بطء وتماطل الدولة في التفعيل الرسمي والمنصف للأمازيغية، محذرين من اختزالها في مبادرات رمزية، بدل إدماجها الفعلي في التعليم والإدارة والإعلام، ضمن رؤية تنموية عادلة وشاملة.
 
وتوقف البيان عند قضية الحق في الأرض والثروات الطبيعية، حيث ندد بما سماه "نزع أراضي القبائل والجماعات تحت ذرائع الاستثمار أو المصلحة العامة"، دون احترام مبدأ الاستشارة الحرة والمسبقة. كما دعت أزطا أمازيغ إلى حماية الأنماط الإنتاجية الأمازيغية التقليدية واحترام الملكيات الجماعية، خاصة في ظل التهديدات المتزايدة من الرعي الجائر والاستغلال المفرط للموارد الطبيعية.
 
وانتقدت الشبكة التضييق الممارس على حرية تأسيس الجمعيات وحرمانها من الاعتراف القانوني، معتبرة أن ذلك يمس بأدوارها الدستورية في تعزيز الشفافية والديمقراطية. كما جددت التأكيد على ضرورة ضمان حرية التعبير، ومكافحة خطاب الكراهية والتعصب، وحماية الحياة الخاصة، لا سيما في ظل تطور الوسائط التكنولوجية.
 
وفي السياق ذاته، أعلنت "أزطا أمازيغ" تضامنها مع معتقلي الرأي والمدافعين عن حقوق الإنسان، خاصة في منطقة الريف وضحايا زلزال الحوز، داعية إلى تبني منطق الحوار بدل المعالجة الأمنية التي لا تؤدي سوى إلى المزيد من الاحتقان.
 
وشددت الشبكة على ضرورة تعزيز التعاون بين الحركات الحقوقية حول العالم، للتصدي لما أسمته "تبخيس القيم الكونية لحقوق الإنسان"، كما عبرت عن تضامنها مع الشعوب المضطهدة، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، منددة بالحروب والانتهاكات الإنسانية المتكررة، باعتبارها أكبر تهديد للسلم العالمي والكرامة الإنسانية.
 
 
ودعت أزطا أمازيغ كافة القوى الديمقراطية والحقوقية إلى الانخراط في مشروع رد الاعتبار للأمازيغية، باعتبارها ركيزة أساسية لبناء مغرب التعدد والكرامة والمواطنة الكاملة، مغرب يتسع لكل أبنائه وبناته، ويؤسس لمجتمع يقوم على احترام حقوق الإنسان والعدالة اللغوية والثقافية.