ولد القيادي القبائلي فرحات مهني، الملقب بـ«فرحات إيمازيغن»، يوم 5 مارس 1951، وهو مغنٍ وسياسي ومعارض جزائري، ينحدر من منطقة القبائل، وتحديدًا من «إيلولة أمالو» بدائرة «بوزغن» التابعة لولاية «تيزي وزو»، عاصمة القبائل. وهو مؤسس وأول رئيس لحركة استقلال القبائل.
تخرج فرحات مهني من جامعة الجزائر متخصصًا في العلوم السياسية، ودخل عالم الموسيقى عام 1973 بعد فوزه بالجائزة الأولى في مهرجان الموسيقى الحديثة بالجزائر.
بعد فترة قصيرة من فوزه، بدأ مسيرته كمغنٍ ثوري وناشط سياسي، واشتهر بانتقاده للحكومة الجزائرية وللإسلاميين، ما أدى إلى اعتقاله نحو 13 مرة، وسجنه ثلاث سنوات، وتعرضه للتعذيب من قبل النظام العسكري في الجزائر. رافقت حركته نضالات ومعاناة يومية وثورات وانتفاضات متكررة خلال سنوات 1963، 1980، 1985، 1988، 1994، و2001. ومنذ "الربيع الأمازيغي" عام 1980، الذي اقتصر على مطالب لغوية، انتقل للمطالبة بالحكم الذاتي، خاصة بعد "الربيع الأسود" عام 2001، حين أُطلق الرصاص على أبناء القبائل.
نبشت صحيفة «اأنفاس بريس» في مسار مهني، لتبسط مسيرة هذا المعارض الصلب، مؤسس حركة استقلال القبائل و«أنفاد»، عبر محطات امتدت لأكثر من 24 عامًا، اضطرته ونشطاء آخرين إلى الإعلان عن تأسيس حكومة منفى خارج الجزائر، بعيدًا عن نظام قصر المرادية.
أبرز المحطات في حياته:
-
16 أبريل 1980: توقيف فرحات مهني، أحد الفاعلين في "الربيع الأمازيغي" بتيزي وزو، وأُفرج عنه في 14 ماي من نفس السنة، بعد مراقبته ومصادرة جواز سفره.
-
17 يوليو 1985: توقيفه في منزله بـ«عزازقة» بسبب نشاطه في الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان واحتفاله بعيد الاستقلال بشكل غير رسمي. سُجن في البرواقية، وحُكم عليه في 20 ديسمبر 1985 بالسجن 3 سنوات وغرامة 5000 دينار. أُفرج عنه في 27 أبريل 1987 بعفو رئاسي.
-
نوفمبر 1988: أطلق، إلى جانب مصطفى باشا، ومقران آيت العربي، والسعيد سعدي، دعوة لعقد لقاءات ثقافية أمازيغية، ما أدى لاحقًا إلى تأسيس "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" الذي شغل فيه مهني منصب السكرتير الوطني للثقافة والتاريخ.
-
ديسمبر 1994: كان على متن الطائرة الفرنسية التي اختطفها مسلحون من "الجماعة الإسلامية المسلحة"، وخرج مصدومًا من الحادثة. بعدها عاد لنشاطه الغنائي، ووقّع ألبومين في باريس: "أغاني الصلب والحب والحرية"، و"أغاني النار والماء".
-
2001: ترأس "حركة استقلال منطقة القبائل"، احتجاجًا على "الظلم، والاحتقار، والهيمنة، والترهيب، والتمييز الممنهج" منذ استقلال الجزائر سنة 1962.
-
يونيو 2004: اغتيل ابنه البكر (30 عامًا)، وتعرّض لمضايقات قانونية دون مبرر قانوني.
-
يونيو 2008: قدّمت الحركة طلبًا رسميًا للسلطات الجزائرية لتبني حكم ذاتي موسّع، مرفقًا باقتراح استفتاء شعبي.
-
20 أبريل 2009: تنظيم مسيرة حاشدة في تيزي وزو شارك فيها حوالي 20 ألف شخص للمطالبة بالحكم الذاتي.
-
25 أبريل 2010: الإعلان رسميًا من باريس عن "جمهورية القبائل المستقلة في الخارج".
-
1 يونيو 2010: أصبح فرحات مهني رئيسًا لحكومة القبائل المؤقتة في المنفى بفرنسا.
-
27 نوفمبر 2010: تشكيل أول حكومة قبائلية من عشرة وزراء، كما أُقيم حفل توزيع بطاقات تعريف وطنية لجمهورية القبائل في الخارج، مع رفع العلم الأمازيغي وترديد النشيد الوطني القبائلي.
-
20 ماي 2012: زيارة لإسرائيل دامت أربعة أيام، التقى خلالها نائب رئيس الكنيست، مما أثار استياء النظام الجزائري.
-
ديسمبر 2013: دعا لتدخل أوروبي بقيادة فرنسا لحل أزمة غرداية بين بني ميزاب (أمازيغ) والشعانبة (عرب)، وطالب بإلغاء الاتفاقيات الاقتصادية مع الجزائر كإجراء عقابي.
-
11 أكتوبر 2015: رفع العلم الرسمي "لجمهورية القبائل المستقلة" أمام مقر الأمم المتحدة، في إشارة إلى سعي شعب القبائل للتحرر.
-
لاحقًا: سكّت القبائل عملتها المحلية كخطوة رمزية في مسار الاستقلال، وردّت الجزائر بسحب الجنسية من فرحات مهني واعتبار حركته "منظمة إرهابية" محظورة داخل البلاد، ووصفتها بـ"الانفصالية والعنصرية".