Saturday 7 June 2025
خارج الحدود

صدام ترامب ـ ماسك يهز وادي السيليكون.. تيسلا وسبايس إكس في مهب السياسة

صدام ترامب ـ ماسك يهز وادي السيليكون.. تيسلا وسبايس إكس في مهب السياسة انهيار التحالف السياسي بين دونالد ترامب وإيلون ماسك ( صورة BBC )

سلّط التصعيد العلني بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، الضوء على هشاشة العلاقة بين السياسة الكبرى والإمبراطوريات التكنولوجية الخاصة، في وقت باتت فيه مليارات الدولارات من قيمة شركات ماسك على المحك.

 

تيسلا في قلب العاصفة

شركة تيسلا للسيارات الكهربائية، تعتبر حجر الزاوية في إمبراطورية ماسك، حيث تراجع سهمها بأكثر من 20% منذ بداية عام 2025، وسط تزايد القلق من سلوك ماسك المثير للجدل على الساحة السياسية. الضربة الأكبر جاءت يوم الخميس 5 يونيو 2025، حين اشتعلت الحرب الكلامية بين ماسك وترامب، ما أدى إلى فقدان تيسلا أكثر من 150 مليار دولار من قيمتها السوقية، وهبوط ثروة ماسك بمقدار 34 مليار دولار.

 

التحالف المتوقع بين الطرفين كان من الممكن أن يفتح الطريق أمام سيارات "الروبوت تاكسي" ذاتية القيادة على الطرق الأميركية، خاصة في ظل وعود ترامب برفع بعض القيود التنظيمية. إلا أن السجال الحالي يهدد هذا الطموح، ويقوّض دعم البيت الأبيض للمشاريع الرائدة لماسك.

 

وصرّح المحلل دان إيفز من "ويدبوش سكيوريتيز":"ماسك بحاجة لترامب، لا يمكن تحويله من صديق إلى خصم في بيئة تنظيمية بهذه الحساسية."

 

الضربة القادمة في اتجاه سبايس إكس

الضربة لم تتوقف عند تيسلا. فشركة سبايس إكس، الشريك الرئيسي لـ"ناسا" في رحلات الفضاء والمشاريع العسكرية، تواجه الآن تهديدًا مباشرًا بإلغاء العقود الحكومية التي تقدر بعشرات المليارات، بعدما ألمح ترامب إلى إمكانية اتخاذ مثل هذه الخطوة. وأثار ماسك بدوره زوبعة بعد تهديده – وإن مؤقتًا – بسحب مركبة "دراغون" من برنامج نقل رواد الفضاء.

 

وفي قطاع الذكاء الاصطناعي، يشتد التنافس بين ماسك وشركة "أوبن إيه آي" التي أسسها سابقًا، ويقودها الآن خصمه سام ألتمان، المدعوم من إدارة بايدن من خلال مبادرة "ستارغيت" لبناء بنية تحتية عالمية للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع دول خليجية كالسعودية والإمارات.

 

ماسك سخر من المبادرة علنًا، لكنه عمل خلف الكواليس لإقناع مستثمرين بأن "ترامب لن يدعم مشاريع تستبعد شركته الجديدة xAI".  وكان ماسك قد دمج منصة إكس (تويتر سابقًا) مع xAI مطلع العام، محاولًا توظيف قاعدة المحافظين التي اجتذبها بعد استحواذه على تويتر في 2022 مقابل 44 مليار دولار.

 

رغم كل ذلك، لا يستخدم ترامب منصة "إكس" مفضلًا شبكته "تروث سوشيال"، ما يجعل الصراع بين الاثنين أكثر تعقيدًا سياسيًا وتجارياً.