أفرزت صعوبة الظرفية التي تمر بها البلاد قرارا حكيما شجاعا يقضي بعدم ذبح الأضاحي هذا العام، حفاظا على القطيع الوطني في ظل توالي سنوات الجفاف، وارتفاع تكاليف المعيشة، وتفاقم هشاشة الأوضاع الاجتماعية لشرائح واسعة من محدودي الدخل والمعوزين.
قرار حكيم قوبل، في مجمله، بوعي جماعي ناضج استوعب أولوية الحفاظ على الثروة الحيوانية، لكن الاستثناء كان بروز ظاهرة اجتماعية غريبة، أبطالها كائنات مألوفة في الثقافة الشعبية تعرف بـ"المهاوشين".
المهاوش هو الذي يتهافت على شراء كميات مفرطة من اللحم، تفوق الحاجة المعقولة في الظروف العادية. يتردد على محلات الجزارة كمن يبحث من يداوي حالته النفسية المرتبطة باللحم.
لا يهمه الثمن، ولا المصدر، ولا الجودة. ما يخشاه فقط هو نوبة عصبية حادة إذا شم رائحة الشواء دون أن يكون له منها نصيب.
بالنسبة له، العيد ليس شعيرة دينية ولا لحظة تآزر… بل مجرد قطعة شحم فوق جمر مشتعل.
العقيدة عنده ليست دينا… بل طقس هستيري موسمي.
في ظل غياب الأضاحي لأسباب موضوعية، هاج المهاوش… وهاجت معه الأسواق.
وانقلب العيد إلى سباق محموم نحو اقتناء اللحم، وكأنها معركة بقاء لا مناسبة للرحمة والتضامن.
ينبه أحدهم إلى أن الظرف استثنائي؟
يرد ببرود هستيري:
"بغيت غير نشم الريحة"
ويواصل اللهاث الشواء،
حتى وإن دفعه ذلك للاقتراض أو لبيع أثاث من منزله.
هذا السلوك فتح شهية المضاربين والمستغلين، فارتفعت الأسعار بشكل جنوني، حتى بلغ ثمن الأحشاء "الدوارة" ما كان يشترى به خروف كامل في زمن الرخاء.
لقد نحر المهاوش، بسلوكه البدائي، قيم العيد قبل أن ينحر الخروف.
المهاوش، في جوهره، صورة ساخرة لحالة اجتماعية مختلة،
ترى في اللحم ورائحة الشواء عنوانا للوجود والتباهي، ونسي أن العيد، في جوهره، تآخ ورحمة وتقاسم.
وكل عام... يواصل المهاوش إصراره على التهافت،
وكأن لسان حاله يقول:
"اللحم أولا والعيد ثانيا"
قرار حكيم قوبل، في مجمله، بوعي جماعي ناضج استوعب أولوية الحفاظ على الثروة الحيوانية، لكن الاستثناء كان بروز ظاهرة اجتماعية غريبة، أبطالها كائنات مألوفة في الثقافة الشعبية تعرف بـ"المهاوشين".
المهاوش هو الذي يتهافت على شراء كميات مفرطة من اللحم، تفوق الحاجة المعقولة في الظروف العادية. يتردد على محلات الجزارة كمن يبحث من يداوي حالته النفسية المرتبطة باللحم.
لا يهمه الثمن، ولا المصدر، ولا الجودة. ما يخشاه فقط هو نوبة عصبية حادة إذا شم رائحة الشواء دون أن يكون له منها نصيب.
بالنسبة له، العيد ليس شعيرة دينية ولا لحظة تآزر… بل مجرد قطعة شحم فوق جمر مشتعل.
العقيدة عنده ليست دينا… بل طقس هستيري موسمي.
في ظل غياب الأضاحي لأسباب موضوعية، هاج المهاوش… وهاجت معه الأسواق.
وانقلب العيد إلى سباق محموم نحو اقتناء اللحم، وكأنها معركة بقاء لا مناسبة للرحمة والتضامن.
ينبه أحدهم إلى أن الظرف استثنائي؟
يرد ببرود هستيري:
"بغيت غير نشم الريحة"
ويواصل اللهاث الشواء،
حتى وإن دفعه ذلك للاقتراض أو لبيع أثاث من منزله.
هذا السلوك فتح شهية المضاربين والمستغلين، فارتفعت الأسعار بشكل جنوني، حتى بلغ ثمن الأحشاء "الدوارة" ما كان يشترى به خروف كامل في زمن الرخاء.
لقد نحر المهاوش، بسلوكه البدائي، قيم العيد قبل أن ينحر الخروف.
المهاوش، في جوهره، صورة ساخرة لحالة اجتماعية مختلة،
ترى في اللحم ورائحة الشواء عنوانا للوجود والتباهي، ونسي أن العيد، في جوهره، تآخ ورحمة وتقاسم.
وكل عام... يواصل المهاوش إصراره على التهافت،
وكأن لسان حاله يقول:
"اللحم أولا والعيد ثانيا"