Saturday 7 June 2025
فن وثقافة

فاعل في ميدان تراث "التّْبَوْرِيدَةْ" يقترح هذه الصيغة في احتساب تنقيط بطولة الحسن الثاني بدار السلام

فاعل في ميدان تراث "التّْبَوْرِيدَةْ" يقترح هذه الصيغة في احتساب تنقيط بطولة الحسن الثاني بدار السلام

في سياق مقالنا السابق بجريدة "أنفاس بريس" المؤرخ في 3 يونيو 2025، تحت عنوان: "رسالة لرئيس الجامعة: الحاجة إلى طريقة جديدة لاحتساب التنقيط في بطولة الحسن الثاني للتبوريدة بدار السلام" والذي كنا قد ترافعنا وفصّلنا من خلاله وجهة نظرنا حيث تقدمنا باقتراح بديل يصبّ في اتجاه تطوير منظومة التحكيم والتنقيط خلال منافسات الدور الأول الذي يستغرق أربع أيام، والدور الثاني الذي يمتد ليومين، في أفق الإعتراف بكل مجهودات "الْبَّارْدِيَّةْ مَّالِينْ الْخَيْلْ"، وإنصاف "عَلَّامْ الْخَيْلْ" وكتيبة فرسانه، خلال منافسات البطولة الوطنية التراثية لفن ورياضة التبوريدة التي تقام بدار السلام بين نخبة "عَلْفَاتْ السّْرُوتْ"، القادمين سواء من الجهة الوسطى أو جهة الشمال ثم الجهة الجنوبية.

فاعل في ميدان التبوريدة يتفاعل مع وجهة نظرنا:

في هذه الورقة التفاعلية مع نفس الموضوع، نقدم للجهات المسؤولة والوصية على القطاع، ولعشاق الفروسية التقليدية اقتراحا آخر، تقدم به أحد المراقبين والمهتمين ميدانيا بتراثنا غير المادي الذي أضحى عنوانا وعلامة مميزة للمملكة المغربية، بعد إدراجه ضمن قوائم منظمة اليونيسكو.

انخراط في النقاش العمومي بادرة تستحق التنويه:

نوه ضيف الجريدة بفتح هذا النقاش العمومي الهادف والجاد لأول مرة بطريقة موضوعية، حول ملف كيفية احتساب تنقيط التحكيم لضمان عبور ديمقراطي ومنصف وعادل لـ "سَرْبَاتْ الْخَيْلْ" المتنافسة للعبور من الدور الأول إلى الدور الثاني والنهائي خلال بطولة الحسن الثاني للتبوريدة بدار السلام، في علاقة بكل المجهودات الجبارة التي يقوم بها "عَلَّامْ الْخَيْلْ" وكتيبة فرسانه في إطار الالتزام بضوابط وإجراءات ومعايير التنقيط ذات الصلة بمنظومة تراث فون التبوريدة الأصيلة.

واعتبر محدثنا أن موضوع "التحكيم والتنقيط" في البطولة الوطنية لجائزة الحسن الثاني، يستحق فعلا فتح نقاش عمومي، شفاف وواضح المعالم والأهداف، على اعتبار أنه انطلاقة أولية تحسب لجريدة "أنفاس بريس"، على مستوى طرح الحلول والبدائل ومساهمة فعلية في إشراك المراقبين والمهتمين والممارسين في هذا النقاش الجاد الذي يروم تجويد عملية التحكيم وطريقة احتساب التنقيط.

سؤال تسليط الضوء على الجانب السلبي في احتساب التنقيط:

أكد ضيف الجريدة أن مقالنا السالف الذكر، قد سلط الضوء على الجانب السلبي في عملية احتساب التنقيط المرتبط بكل تفاصيل تراث فن ورياضة التبوريدة، والذي للأسف ـ أي الجانب السلبي ـ يساهم ويحسم بشكل مجحف وغير منصف، خلال اليوم الأخير من منافسات الدور الثاني في حصيلة مجموع نقط التتويج والصعود لـ "بوديوم" الميدالية الذهبية والفضية والنحاسية.

وتساءل بقوله: ما معنى أن يكدّ ويجتهد "عَلَّامْ السَّرْبَةْ" رفقة فرسانه ومرافقيه بمختلف تخصصاتهم الفنية والتقنية واللوجستيكية منذ انطلاق الإقصائيات الإقليمية والجهوية وبين الجهات، وصولا إلى محطة البطولة الوطنية بدار السلام، حيث التنافس في الدور الأول ـ أربع أيام ـ ويقدم خلاله "عَلَّامْ السَّرُوتْ" أمام الجمهور الغفير، أجود ما تحوز عليه من مستلزمات الفارس والحصان، وحرصه الشديد على انضباط فرسانه على صهوة الخيول، وترجمة أروع ملاحم طقوس وعادات الطريقة والمدرسة التي ينتسب إليها، إلى غير ذلك من تفاصيل دقيقة ذات الصلة بهذا التراث العريق، وفي نهاية الدور الأول يجد "عَلَّامْ الْخَيْلْ" نفسه خاوي الوفاض بصفر نقطة رغم تأهله للدور الثاني/النهائي؟"

في سياق متصل، أوضح ضيف جريدة "أنفاس بريس" بأن التأهل والمرور للدور الثاني من البطولة الوطنية للتبوريدة يومي السبت والأحد، ـ بعد مسح سبورة التنقيط من طرف الحكام ـ يشكل حقيقة محطة تنافسية تجتمع فيها كل العوامل السلبية المؤثرة في مردودية "عَلَّامْ السّْرُوتْ" الذي كان يتصدر رفقة زملائه لائحة الترتيب طيلة أربع أيام في الدور الأول.

بعض العوامل السلبية التي تأثر في مسار مردودية النتائج:

وأورد ضيفنا في تصريحه بعض العوامل السلبية التي تتسبب في تراجع مستوى الأداء والتركيز، وتأثر في مردودية النتائج النهائية خلال الدور الثاني، ذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

أ ـ عامل تراجع لياقة الفرسان والخيول بفعل الاحتكاك والإنفعال وسط الْمَحْرَكْ.

ب ـ عامل الأرق وتشويش جانب الشعوذة؟

ج ـ عامل تراكم الضغط النفسي والذهني والعصبي.

ح ـ عامل تأثير ضغط المنتسبين والمقربين من الْعَلَّامْ والفرسان.

خ ـ طوارئ الوعكات الصحية المفاجئة سواء للفرسان أو الخيول.

وأوضح نفس المتحدث بأن بعض "سَرْبَاتْ الْخَيْلْ" التي تحتل مواقع معينة في لائحة الترتيب وتمكنت من العبور للدور الثاني والنهائي مع "السُّرَبْ العشرة"، فإنها لا محالة تعيد ترتيب أوراقها، وتستجمع قوتها البدنية والنفسية والذهنية لمحاولة تسجيل نقط تؤهلها للصفوف الأمامية في الدور الثاني والنهائي، خصوصا أن تنقيط اليوم الأخير من المنافسات تتم مضاعفته بمعامل إثنين حسب صيغة التنقيط والتحكيم الحالية.

في الحاجة إلى المحافظة على عنصر التشويق في اليوم الأخير من النهائي:

أشار ذات الفاعل في ميدان التبوريدة في حديثه للجريدة، بأن مكونات اللجنة المنظمة للبطولة الوطنية بدار السلام، إلى جانب كل جمهور عشاق تراث رياضة وفن التبوريدة، علاوة عن كل المتتبعين والمشاهدين، يحرصون جدا على المحافظة على شرط عنصر التشويق في هذه المنافسات، حتى لا يسجل أي فتور وبرودة في مضمار عروض التبوريدة خلال النهائي، ولهذه الأسباب اقترح ضيف الجريدة أربع مفاتيح وهي كالآتي:

1 ـ الإبقاء على أربع أيام للتنافس خلال الدور الأول بنفس الطريقة.

2 ـ اعتماد نفس التنقيط بأسلوبه وصيغته الحالية في الدور الأول.

3 ـ أهمية الإبقاء على نسب مئوية من نقط الدور الأول المحصل عليها في جعبة "عَلَّامْ الْخَيْلْ" المؤهل للدور الثاني والنهائي.

4 ـ ضرورة تأهل سِتُّ سُرَبْ الْخَيْلْ من الدور الأول إلى الدور النهائي فقط بدل عشرة.

وبخصوص المفتاح الرابع من المقترحات أعلاه، شدد محاورنا، على أن السُّرَبْ الثّلاث الأخيرة في لائحة الترتيب التي تضم السُّرَبْ السِّتْ المؤهلة للدور الثاني/النهائي، فإنها ستجد نفسها مطالبة بالاجتهاد وتقديم عروض في المستوى أمام الحكام وجمهور المتتبعين والمشاهدين، لتسلق سلم التنقيط المؤدي لـ "بوديوم" التتويج، والعمل على انتزاع على الأقل الميدالية الفضية أو النحاسية، في حالة كانت الميدالية الذهبية محسومة، مما سيخلق تشويقا وتنافسا شريفا وسط مضمار التبوريدة، مما سيعطي نكهة خاصة لتراثنا غير المادي في كل تفاصيله الجميلة ومضامينه الراقية، فضلا على أن هذه الصيغة ـ حسب محاورنا ـ ستمكن من المساهمة في ارتياح جميع "عَلَّامَةْ الْخَيْلْ" على اعتبار أنها ستحمل معها نسب مئوية من التنقيط المحصل عليه في الدور الأول، والذي يمكن أن يساهم في قلب النتائج لفائدة كل من استطاع تسجيل حضوره القوي بدنيا ونفسيا وذهنيا.