Friday 6 June 2025
خارج الحدود

حكومة القبائل تطلق "الأبواب المفتوحة" لتسريع وتيرة الاستقلال عن الجزائر

حكومة القبائل تطلق "الأبواب المفتوحة" لتسريع وتيرة الاستقلال عن الجزائر الزعيم القبايلي فرحات مهني
تعمل‭ ‬الحكومة‭ ‬المؤقتة‭ ‬لدولة‭ ‬القبايل‭ ‬المستقلة،‭ ‬بعد‭ ‬15‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬تشكيلها،‭ ‬بتعاون‭ ‬وثيق،‭ ‬مع‭ ‬حركة‭ ‬«ماك»‭ ‬«حركة‭ ‬تقرير‭ ‬مصير‭ ‬بلاد‭ ‬القبايل»،‭ ‬ضد‭ ‬الساعة،‭ ‬وبوتيرة‭ ‬متسارعة‭ ‬وثابتة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استقلال‭ ‬بلاد‭ ‬القبايل‭ ‬عن‭ ‬الجزائر؛‭ ‬فبعد‭ ‬إعلان‭ ‬زعيم‭ ‬الحركة‭ ‬فرحات‭ ‬مهني‭ ‬يوم‭ ‬20‭ ‬أبريل‭ ‬2024،‭ ‬عن‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬القبائل‭ ‬أمام‭ ‬مقر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بنيويورك؛‭ ‬وبعد‭ ‬المسيرة‭ ‬التي‭ ‬نظمها‭  ‬الحركيون‭ ‬القبايليون‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬يوما‭ ‬بكندا،‭ ‬ووقوفهم‭ ‬أمام‭ ‬مقر‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬بشارع‭ ‬سانت‭ ‬كاترين‭ ‬بمونتريال،‭ ‬شرع‭ ‬نشطاء‭ ‬الحركة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬باريس‭ ‬ومونتريال‭ ‬في‭ ‬الإعداد‭ ‬لتنظيم‭ ‬يومين‭ ‬مفتوحين‭ ‬(يوم‭ ‬14‭ ‬يونيو‭ ‬2025‭ ‬بباريس)‭ ‬و(يوم‭ ‬15‭ ‬يونيو‭ ‬2025‭ ‬بمونريال)،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعريف‭ ‬بالدولة‭ ‬القبايلية‭ ‬وتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬الاعتراف‭ ‬الدولي‭ ‬بها،‭ ‬وإطلاع‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬والبعثات‭ ‬الديبلوماسية‭ ‬على‭ ‬القضية‭ ‬القبايلية‭ ‬وأسباب‭ ‬قيام‭ ‬دولتها‭.‬

وتراهن‭ ‬الحكومة‭ ‬القبايلية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنظيم‭ ‬هذين‭ ‬اليومين‭ ‬المفتوحين،‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬جسور‭ ‬وطيدة‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬القبايليين‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬فرنسا،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬منظمات‭ ‬مدنية‭ ‬دولية‭ ‬داعمة‭ ‬وحلفاء‭ ‬دوليين‭ ‬وبعثات‭ ‬ديبلوماسية‭ ‬بوسعهم‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬الفعلي‭ ‬لحق‭ ‬الشّعب‭ ‬القبائلي‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيره،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬جلب‭ ‬انتباه‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬دولة‭ ‬جديدة‭ ‬يكافح‭ ‬أبناؤها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬انضمامها‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬المعترف‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بوصفها‭ ‬«أمة‭ ‬ذات‭ ‬سيادة‭ ‬كاملة»،‭  ‬و«دولة‭ ‬مستقلة‭ ‬استقلالا‭ ‬تاما‭ ‬عن‭ ‬دولة‭ ‬العسكر‭ ‬الجزائري»،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬قيادة‭ ‬الجمهورية‭ ‬القبايلية‭ ‬تبذل‭ ‬جهودا‭ ‬واسعة‭ ‬وحثيثة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬الوعي‭ ‬الوطني‭ ‬القبائلي‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬«الاستقلال»،‭ ‬وتدويل‭ ‬القضية‭ ‬القبائلية،‭ ‬والكشف‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تحت‭ ‬الشمس‭ ‬جمهورية‭ ‬أعلنت‭ ‬انفصالها‭ ‬عن‭ ‬الجزائر،‭ ‬وتتوفر،‭ ‬الآن،‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬مقومات‭ ‬الدولة‭ ‬الحقيقية،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬صادقت‭ ‬الحكومة‭ ‬المؤقتة‭ ‬في‭ ‬المنفى‭ ‬«أنافاد»‭ ‬والبرلمان‭ ‬القبايلي‭ ‬«إيمني‭ ‬أقفايلي»،‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سنتين‭ ‬«ماي‭ ‬2022»،‭ ‬على‭ ‬«الدستور‭ ‬القبايلي»‭. ‬كما‭ ‬تتوفر‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬يقيم‭ ‬فيها‭ ‬شعب‭ ‬يفوق‭ ‬تعداد‭ ‬سكانه‭ ‬14‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬«ما‭ ‬بين‭ ‬25‭ ‬و30 %‭ ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬سكان‭ ‬الجزائر»،‭ ‬عاصمته‭ ‬«تيزي‭ ‬وزو»‭ ‬وحكومة‭ ‬في‭ ‬المنفى‭ ‬«تأسست‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2010»،‭ ‬وعشرة‭ ‬وزراء‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬«أرزقي‭ ‬بوسعيد‭ ‬«وزير‭ ‬المؤسسات‭ ‬والإدارة‭ ‬والأمن»؛‭ ‬أرزقي‭ ‬أيت‭ ‬حموك‭ ‬«وزير‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية»؛‭ ‬اليزيد‭ ‬عبيد‭ ‬«وزير‭ ‬الاتصالات‭ ‬والعدل‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان»؛‭ ‬إيدير‭ ‬دجودر‭ ‬«وزير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والمالية‭ ‬والبيئة»؛‭ ‬لحسن‭ ‬الزياني‭ ‬«وزير‭ ‬اللغة‭ ‬القبائلية‭ ‬والتعليم‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬والتكوين»؛‭ ‬مولود‭ ‬مرحاب‭ ‬«وزير‭ ‬التحاور‭ ‬والتحكيم‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني»؛‭ ‬جميلة‭ ‬عمكود‭ ‬«وزيرة‭ ‬الثقافة»؛‭ ‬مليكة‭ ‬مواسي‭ ‬«وزيرة‭ ‬الصحة‭ ‬والتضامن»؛‭ ‬مخلوف‭ ‬إدري‭ ‬«وزير‭ ‬الشبيبة‭ ‬والرياضة‭ ‬والناطق‭ ‬الرسمي‭ ‬باسم‭ ‬الحكومة‭ ‬(..)،‭ ‬وراية‭ ‬وطنية‭ ‬وبطاقة‭ ‬تعريف‭ ‬وجواز‭ ‬سفر‭ ‬ومنتخب‭ ‬رياضي‭ ‬لكرة‭ ‬ورياضيين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الرياضات‭ ‬يشاركون‭ ‬تحت‭ ‬الراية‭ ‬القبائلية‭ ‬وممثلين‭ ‬للجمهورية‭ ‬القبائلية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬البلدان،‭ ‬وملف‭ ‬يتراكم‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬بهيئة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬إذ‭ ‬سبق‭ ‬للرئيس‭ ‬مهنى‭ ‬أن‭ ‬طالب‭ ‬بإدراج‭ ‬قضية‭ ‬«بلاد‭ ‬القبايل‭ ‬باللجنة‭ ‬الأممية‭ ‬الرابعة‭ ‬لتصفية‭ ‬الاستعمار»،‭ ‬وتسجيل‭ ‬«حكومة‭ ‬القبايل‭ ‬المؤقتة»‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬الشعوب‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتمتع‭ ‬بحق‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭. ‬كما‭ ‬سبق‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬رفع‭ ‬العلم‭ ‬الوطني‭ ‬الرسمي‭ ‬لبلاده‭ ‬«جمهورية‭ ‬القبايل‭ ‬المستقلة» في‭ ‬الـ‭ ‬11‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2015،‭ ‬أمام‭ ‬مقر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬رغبة‭ ‬«شعب‭ ‬القبايل»‭ ‬في‭ ‬الاستقلال‭ ‬عن‭ ‬نظام‭ ‬الكابرانات‭ ‬الجزائري‭. ‬كما‭ ‬سبق‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬«لم‭ ‬يتبقَّ‭ ‬لجمهورية‭ ‬القبائل‭ ‬الفتية،‭ ‬آخر‭ ‬مستعمرة‭ ‬في‭ ‬أفريقيا‭ ‬وشمالها‭ ‬وفي‭ ‬المغرب‭ ‬الكبير،‭ ‬إلاّ‭ ‬العزم‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬مؤسسات‭ ‬أمنية‭ ‬من‭ ‬الشرطة‭ ‬والدرك‭ ‬والجيش‭ ‬القبائلي‭ ‬وربط‭ ‬علاقات‭ ‬ديبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬الدول»‭. ‬

وتستخدم‭ ‬«حكومة‭ ‬القبايل»‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها،‭ ‬كل‭ ‬الإمكانات‭ ‬المتاحة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تدويل‭ ‬قضية‭ ‬القبايل،‭ ‬حيث‭ ‬سبق‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬دجنبر‭ ‬2013،‭ ‬أن‭ ‬طالبت‭ ‬بتدخل‭ ‬أوروبي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حلّ‭ ‬الأزمة‭ ‬الإثنية‭ ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬غرداية‭ ‬بين‭ ‬بني‭ ‬ميزاب‭ ‬«أمازيغ»‭ ‬والشعانبة‭ ‬«عرب»‭. ‬كما‭ ‬دعت‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬إلى‭ ‬إلغاء‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تمّ‭ ‬إبرامها‭ ‬مع‭ ‬الجزائر‭ ‬كإجراء‭ ‬عقابي‭ ‬لها‭. ‬

ورغم‭ ‬العراقيل‭ ‬التي‭ ‬توضع‭ ‬أمامهم‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬قوى‭ ‬خفية‭ ‬ومعلنة،‭ ‬يستمر‭ ‬أعضاء‭ ‬الحكومة‭ ‬القبايلية‭ ‬في‭ ‬حشد‭ ‬الدعم‭ ‬الدولي،‭  ‬إذ‭ ‬نظموا‭ ‬زيارات‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ثم‭ ‬كندا،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬البلدان‭ ‬الأوروبية‭ ‬والعربية‭ ‬«المغرب‭ ‬والسعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬والأردن‭ ‬ومصر‭..‬»‭ ‬للتعريف‭ ‬بالجمهورية‭ ‬القبايلية‭ ‬وحكومتها‭ ‬وقضيتها‭ ‬وتاريخها‭ ‬وفضح‭ ‬جرائم‭ ‬العسكر‭ ‬الجزائري‭ ‬التي‭ ‬ارتكبت‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الشعب‭ ‬القبايلي‭ ‬منذ‭ ‬الاستقلال‭. ‬كما‭ ‬راسل‭ ‬رئيس‭ ‬«جمهورية‭ ‬القبايل‭ ‬المستقلة»‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬رؤساء‭ ‬الدول،‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬وإيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬«فرنسا»‭ ‬وبيدرو‭ ‬سانشيز‭ ‬«إسبانيا»،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مسؤولي‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬والإنسانية‭ ‬الدولية،‭ ‬بصفته‭ ‬الرئاسية‭.‬

ودأبت‭ ‬الأوليغارشيا‭ ‬العسكرية‭ ‬بالجزائر‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬مطلب‭ ‬الاستقلال‭ ‬القبايلي‭ ‬بموجة‭ ‬من‭ ‬العنف،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬تحريك‭ ‬آلتها‭ ‬الحربية‭ ‬«الدبابات‭ ‬والمدرعات»‭ ‬وقطع‭ ‬شبكة‭ ‬الأنترنت‭ ‬ومداهمة‭ ‬النشطاء‭ ‬القبايليين،‭ ‬وذلك‭ ‬لعزل‭ ‬شعب‭ ‬القبايل‭ ‬عن‭ ‬حكومته‭ ‬بالمنفى‭ ‬ومحو‭ ‬جذورها‭ ‬وإتلاف‭ ‬تماسكها‭ ‬اللغوي‭ ‬الثفافي‭ ‬والسياسي‭ ‬الرافض‭ ‬لكل‭ ‬أشكال‭ ‬الهيمنة‭ ‬العسكرية،‭ ‬وذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬محاولة‭ ‬إرشاء‭ ‬النخبة‭ ‬المحلية‭ ‬أحيانا،‭ ‬والتهميش‭ ‬أحيانا‭ ‬أخرى،‭ ‬لكن‭ ‬دائما‭ ‬بالتنكيل‭ ‬بالنشطاء‭ ‬والمعارضين‭ ‬والحقوقيين‭ ‬والأساتذة‭ ‬والطلبة‭ ‬والزج‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬السجون‭ ‬وإثارة‭ ‬القلاقل‭ ‬والأزمات‭ ‬والمواجهات‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬وقمع‭ ‬تطلعات‭ ‬القبايليين‭ ‬إلى‭ ‬الاستقلال‭. ‬مما‭ ‬دفع‭ ‬بالآلاف‭ ‬منهم‭ ‬إلى‭ ‬الهرب‭ ‬نحو‭ ‬الخارج،‭ ‬وتحديدا‭ ‬نحو‭ ‬فرنسا‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬800‭ ‬ألف‭ ‬قبايلي‭ ‬وكندا‭ ‬(300‭ ‬ألف‭ ‬قبايلي)‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬(200‭ ‬ألف‭ ‬قبايلي)،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الوجهات‭ ‬الأوروبية‭ ‬الأخرى،‭ ‬مثل‭ ‬ألمانيا‭ ‬وإسبانيا‭ ‬وإيطاليا‭ ‬وبلجيكا‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬وهي‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬توجد‭ ‬بها‭ ‬أعداد‭ ‬متفاوتة‭ ‬من‭ ‬القبايليين‭. ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬هؤلاء‭ ‬الممنوعون‭ ‬من‭ ‬مغادرة‭ ‬الجزائر‭ ‬الذين‭ ‬يصل‭ ‬عددهم‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬قبايلي،‭ ‬والمعتقلون‭ ‬(أكثر‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬معتقل‭ ‬قبايلي،‭ ‬منهم‭ ‬أساتذة‭ ‬وباحثون‭ ‬ونشطاء‭ ‬وطلاب،‭ ‬كلهم‭ ‬خضعوا‭ ‬لحصص‭ ‬تعذيب‭ ‬ومحاولة‭ ‬الاستزلام)،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬آلاف‭ ‬المنتسبين‭ ‬إلى‭ ‬الحركة‭ ‬الذين‭ ‬يتحركون‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬بحذر‭ ‬شديد‭ ‬ويتجنبون‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬المحتوى‭ ‬الحقيقي‭ ‬لأفكارهم،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تقع‭ ‬عليهم‭ ‬ملاحقات‭ ‬أجهزة‭ ‬الاستخبارات‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭  ‬القبايليون،‭ ‬وإمعانا‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬التمرد‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬العسكري‭ ‬الجزائري‭ ‬الغاشم،‭ ‬قاطعوا‭ ‬الانتخابات‭ ‬الجزائرية‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬في‭ ‬شتنبر‭ ‬2024‭ ‬بنسبة‭ ‬(99.20%)،‭ ‬مما‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬العسكري‭ ‬الجزائري‭ ‬فشل‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬ذريع‭ ‬في‭ ‬ربط‭ ‬بلاد‭ ‬القبايل‭ ‬بسلطة‭ ‬العسكر،‭ ‬كما‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬شعب‭ ‬القبايل‭ ‬ظل‭ ‬وفيا‭ ‬لنضالاته‭ ‬المتكررة‭ ‬منذ‭ ‬لحظة‭ ‬الاستقلال،‭ ‬أي‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1963،‭ ‬مروراً‭ ‬بـ‭ ‬«الربيع‭ ‬الأمازيغي»‭ ‬عام‭ ‬1980،‭ ‬وانتفاضات‭ ‬1985‭ ‬و1988‭ ‬و1994  والربيع‭ ‬الأسود‭ ‬عام‭ ‬2001،‭ ‬وحتى‭ ‬حراك‭. ‬2019‭.‬

سيكون‭ ‬اليومان‭ ‬المفتوحان‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬باريس‭ ‬ومونتريال،‭ ‬إذن،‭ ‬مناسبة‭ ‬أخرى‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬ورطة‭ ‬الحكومة‭ ‬العسكرية‭ ‬بالجزائر،‭ ‬وضلوعها‭ ‬في‭ ‬محاصرة‭ ‬شعب،‭ ‬والتنكيل‭ ‬بأبنائه،‭ ‬وتذكير‭ ‬العالم‭ ‬بأن‭ ‬نضال‭ ‬الشعب‭ ‬القبايلي‭ ‬مستمر‭ ‬رغم‭ ‬موجات‭ ‬العنف‭ ‬الذي‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬القبايليون،‭ ‬ورغم‭ ‬إمعان‭ ‬الآلة‭ ‬العسكرية‭ ‬الجزائرية‭ ‬في‭ ‬التقتيل‭ ‬والهمجية‭ ‬والتطويق‭ ‬والاختطاف‭ ‬والاعتقال،‭ ‬بل‭ ‬رغم‭ ‬ضرب‭ ‬حصار‭ ‬إعلامي‭ ‬كبير‭ ‬عما‭ ‬يجري‭ ‬من‭ ‬فظاعات‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬القبايل‭..‬
تفاصيل أوفى تجدونها في العدد الجديد من أسبوعية "الوطن الآن"