Saturday 24 May 2025
كتاب الرأي

بشري إكدر: قراءة في لقاء منتخبي إقليم أسا الزاك ورسائله الظاهرة والخفية

بشري إكدر: قراءة في لقاء منتخبي إقليم أسا الزاك ورسائله الظاهرة والخفية بشري إكدر
تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي في وقت متأخر من ليلة البارحة الجمعة/السبت صورا وفيديوهات لاجتماع جمع رؤساء المجالس المنتخبة بإقليم اسا الزاك، وممثلَي الإقليم بالبرلمان، وأعضاء وعضوات المجلس الإقليمي لأسا الزاك، وأعضاء الغرف المهنية/ ممثلو الإقليم بالغرف المهنية الجهوية.
وبعد متابعة مخرجات اللقاء عن طريق الصور والفيديوهات، التي جرى تداولها محليا وجهويا على نطاق واسع، ووصل صداها المواقع الإلكترونية الوطنية، يمكن الخروج بالرسائل والملاحظات التالية:  
1- رسائل اللقاء:
 الرسالة الأولى:

 ترتيب المشهد السياسي بجماعة تويزكي، بهدف تذليل الصعاب بين الأغلبية والمعارضة، وتيسير سبل التوصل إلى اتفاق حول انتخاب رئيس جديد لجماعة تويزكي بالإجماع، خلفا للرئيس السابق، وتكوين ائتلاف موحد لمجلس منسجم، و بدون معارضة.
الرسالة الثانية:
السعي نحو تلطيف الأجواء بين بعض المنتخبين المحليين المتنازعين أمام القضاء بسبب "حادثة المقلع"، وهو ما يعني "إمكانية" التوصل "لتسوية ودية" لنزع فتيل التنازع القضائي والمصالحة فيما بينهم عن طريق فتح المجال أمام "إمكانية سحب الدعوى القضائية والتنازل عنها" ترسيخا للتوافق ونبذ الخلاف، تحسبا لوقوع وضع مماثل في الجماعة قريبا.
الرسالة الثالثة
 بعث "رسالة مشفرة" لشقيق الرئيس السابق بمثابة "وعد مبكر" لتنصيبه رئيسا لجماعة تويزكي مستقبلا خلال الاستحقاقات الجماعية المقبلة في العام 2027 بحول الله، في إطار "جبر الخواطر" لأسباب اجتماعية وقبلية وعرفية.
الرسالة الرابعة:
الإعلان عن "ميلاد" توجه جديد لسياسيي الإقليم الحاليين، يسير نحو تأسيس أرضية جديدة "للتوافق" بين أعضاء المجالس المحتمل "عزل" رؤسائها أو استقالتهم مستقبلا، و"إرشادهم" إلى ضرورة "بناء التوافقات" في المستقبل فيما بينهم درءً لكل "تنازع" محتمل، قد ينتج عنه تعثر مجلس من المجالس.
الرسالة الخامسة:
 بعث رسالة للرأي العام حول توجه جديد لما يمكن تسميته "بناء أجواء الثقة والتوافق بين الفرقاء السياسيين" رغم اختلاف مسؤولياتهم الانتدابية وألوانهم الحزبية، مما يعني الإعلان عن البدء منذ الآن في رسم "مخطط" جديد لبناء التحالفات الانتخابية في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
2- ملاحظات على مستوى الحضور:  
حسب صور اللقاء، لوحظ إلى جانب المنتخبين بمختلف مسؤولياتهم الإقليمية والمحلية والجهوية والبرلمانية والغرف المهنية، -لوحظ- حضور ثلاثة أشخاص غير منتخبين للقاء.
ويتعلق الأمر بالعضو الجديد لمجلس جهة كلميم واد نون الذي ستتم المناداة عليه لتعويض العضو المغادر لمجلس الجهة، لكونه هو المرشح الموالي له ضمن لائحة حزب التجمع الوطني للأحرار في الانتخابات الجهوية ل 8 شتنبر 2021 الماضية.
إلى جانبه حضر شخصان آخران غير منتخبين؛ ويتعلق الأمر بمسؤول جهوي لقطاع حكومي، ومن المرجح أن يكون مرشحا في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة...
أما الشخص الثالث فهو إطار بمصلحة خارجية لقطاع حكومي بالإقليم، ومن المنتظر أن يقدم ترشيحه في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة كذلك...
3- حسابات الكلام والصمت:  
 يقال إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، ويقال محليا عند أهل الصحراء، "اللي حظر ما صاب ما تكلم" لكن ليس المهم أن تتكلم، بقدر ما يكون الأهم هو ماذا ستقول إذا تكلمتَ أمام عدسات الكاميرا؟
ويبقى مسجلا في كتب التاريخ المحلي التي لا تنسى، فالتاريخ "ما يموت ولا فيه الروح" كما قال أحد الشيوخ.
فخلال هذا اللقاء، لوحظ أن بعض المنتخبين من مواقع مختلفة ومن أجيال متباينة، ٠تحدثوا بما يخالجهم من أفكار وانطباعات تعكس مواقفهم من جهة، وتكشف عن تصوراتهم للمرحلة الراهنة وتحاول استشراف المستقبل المجهول في المرحلة المقبلة من جهة أخرى وكان بينها مد وجزر لا تخطؤه عين.
غير أن أبرز ملاحظة سجلت هي "سكوت" بعض المنتخبين عن التدخل وإعراضهم عن الكلام، بعدم أخذ الكلمة؛ حسب ما راج من فيديوهات...
والعهدة على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويتعلق الأمر هنا ببعض رؤساء  الجماعات، إلى جانب المرشح لرئاسة جماعة تويزكي، إضافة إلى فريق المعارضة السابقة بجماعة تويزكي، فضلا عن العضو الجديد الذي سيلتحق بمجلس جهة كلميم واد نون...
وهنا لا بد أن يكون من وراء هذا الصمت عند "الصامتين" معنى ودلالة... كما كان للكلام عند "المتحدثين" أكثر من معنى ودلالة، وهو ما ستنتج عنه تداعيات و ردود فعل مختلفة ومتباينة.

 

 بشري إكدر     
فاعل مدني ومتتبع للشأن العام