امتلأت جنبات الجامعة الدولية للرباط بمئات الشخصيات من وزراء ورؤساء المجالس الدستورية، وكل وزراء المالية السابقين، وممثلي أكثر من 16 دولة إفريقية، وعدد كبير من خبراء العديد من المؤسسات الدولية المختصة في مجال تمويل المشاريع، والبحث العلمي، والذكاء الاصطناعي.
اختارت وزارة المالية والاقتصاد والمفتشية العامة للمالية أن يكون موضوع الندوة العلمية بمناسبة الذكرى الـ65 هو: "الافتحاص الداخلي في عصر الذكاء الاصطناعي"، الذي نظم يوم الجمعة 23 ماي 2025. وقد شكل هذا اللقاء فرصة لتكريم وزراء المالية والاقتصاد السابقين بدءًا من عبد الكامل الرغاي، وأحمد ساغو، وفتح الله ولعلو، ومحمد القباج، ونزار بركة، والأزمي الإدريسي، وإدريس جطو، ومحمد بوسعيد، وبنشعبون.
ولم يتمكن بعض الوزراء السابقين كعبد اللطيف الجواهري، ومراد الشريف، ومحمد برادة، من حضور هذا اللقاء لالتزامات سابقة.
وقد شكلت لحظة تكريم المفتشين العامين السابقين للمالية قراءة لتوالي الأجيال التي سهرت على غرس ثقافة حماية المال العام، وترسيخ أسس الرقابة المالية والافتحاص، وتقييم السياسات العمومية.
كانت صورة رائعة تلك التي جمعت، داخل الجامعة الدولية للرباط، بين قدماء المفتشية العامة للمالية، وبين الأجيال الجديدة التي تعمل بجدية وبمهنية وبأساليب علمية من أجل تدبير للمال العام يخدم الاقتصاد، ويقوي فعل الدولة الاجتماعية، ويضمن نجاعة البرامج التنموية في كافة القطاعات.
اعترفت الكثير من المؤسسات الدولية التي حضرت بجدية عمل المفتشية العامة للمالية. وأكدت نائبة رئيس البنك الدولي على قوة العلاقات التي تربط هذه المؤسسة مع المفتشية العامة منذ سنة 1984، ولم يفتها التنويه بقيمة التقارير التي تنتجها المفتشية العامة للمالية منذ 40 سنة.
وتجدر الإشارة إلى أن موضوع المناظرة التي تم تنظيمها خلال هذا اليوم شاركت فيه وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح العلمي، والوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، ومحمد منشود، المفتش العام للمالية.
وقد شكلت كافة العروض، وفي مقدمتها عرض الأستاذ والباحث الشهير، سيدريك فيلاني، الذي سبق أن حصل على ميدالية فيلدس في مجال الرياضيات، فرصة للتعرف على الأوجه المتعددة للذكاء الاصطناعي. ولم يفت فيلاني، صاحب التقرير البرلماني الفرنسي حول الاستراتيجية الفرنسية والأوروبية، التذكير بضرورة الابتعاد عن القراءات المتطرفة للذكاء الاصطناعي، سواء تعلق الأمر بتضخيم مخاطره، أو باعتباره حاملًا لكل الآمال والوسائل للقضاء على الأمراض أو تحويل الوجود الإنساني على الأرض إلى وجود في الجنة.
وسيظل الذكاء الاصطناعي وسيلة في مجال تدبير الدول وقطاعاتها المالية والاقتصادية، محتاجًا إلى الثروة الإنسانية ذات القدرة على البحث والإبداع.