بانتخاب رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، آمنة بوعياش، رئيسة للتحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، وبالإجماع، خلال الجمعية العامة للتحالف التي انعقدت في جنيف على هامش الدورة الـ58 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، يستمر المغرب في حصد ثمار اصطفافه في مجال العمل متعدد الأطراف على المستوى الدولي.
وقد حقق المغرب، في السنوات الأخيرة، نجاحا لافتا في انتزاع مجموعة من المناصب في المنظمات الدولية والإقليمية والآليات الأممية، مما يؤكد أن المغرب استطاع بناء أرضية صلبة من المصداقية والثقة في قدرته على العمل الدولي والإقليمي الوحدوي، وفي قدرة الكفاءات التي ينتجها في مختلف المجالات.
وحسب تقرير لوزارة الخارجية، فقد تمكن المغرب خلال سنة 2024، من الانضمام إلى30 منظمة دولية وإقليمية. حيث انتخب المغرب بأغلبية كبيرة، لأول مرة، نائبا لرئيس منطقة إفريقيا في اللجنة التنفيذية للإنتربول (المنظمة الدولية للشرطة الجنائية)، مما أهل مراكش لاستضافة الدورة الثالثة والتسعين للجمعية العامة للإنتربول في نوفمبر 2025.
وعلى المستوى السياسي، انتخب المغرب عضوا في لجنة بناء السلام التابعة للأمم المتحدة لسنة 2025-2026. وكما أعيد انتخابه، في إطار جامعة الدول العربية، نائبًا للأمين العام، ورئيسًا لممثلية هذه المنظمة الإقليمية في برلين.
وفي مجال حقوق الإنسان، انتخب المغرب رئيسًا لمجلس حقوق الإنسان لأول مرة في تاريخه، مما يعكس الدينامية الحقوقية التي بات يتمتع بها على الصعيد الدولي. بل الأكثر من ذلك أن المغرب رسخ حضوره داخل هياكل حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، حيث أعيد انتخابه لعضوية لجنة حقوق الإنسان للفترة 2025-2028، وأعيد تعيينه عضوًا في اللجنة الفرعية لمنع التعذيب للفترة 2025-2028، كما انتخب لولاية ثانية في لجنة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فضلا عن انتخابه لعضوية لجنة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للفترة 2025-2028.
وفي مجال نزع السلاح، انتخب المغرب (عمر هلال) بحلول 2025 رئيسا للمؤتمر السادس لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، كما تم تعيينه عضوا في اللجنة التوجيهية للمنتدى العالمي للوقاية من الإرهاب النووي والإشعاعي (Global FTPRNT).
وفي مجال التنمية الاقتصادية، انتخب المغرب رئيسا لمجلس إدارة برنامج الغذاء العالمي ثم عضوا في مجموعة العمل المكلفة بمراجعة حوكمة هذه الهيئة الأممية لعام 2024. كما انتخب نائبا لرئيس اللجنة الفرعية لإدارة مصائد الأسماك التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وعضوا في اللجنة التوجيهية للإطار العالمي لندرة المياه في الزراعة (WASAG)، ثم عضوا في لجنة البرنامج والميزانية لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO) للفترة 2024-2025، ورئاسة اللجنة الحكومية الدولية الخاصة للتعاون الضريبي التابعة للأمم المتحدة.
وبخصوص المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، فقد تم اختيار المغرب لرئاسة منتدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، وهو المنصب الذي سيتولاه في ماي 2025، إلى جانب فنلندا.
إضافة إلى كل ذلك، حصل المغرب على مناصب رئيسية في المنطقة العربية، بما في ذلك عضويته في المكتب التنفيذي الجديد لمجلس وزراء الكهرباء العرب، ومجلس وزراء السياحة العرب، ومجلس وزراء المياه العرب، ومجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب.أما على المستوى الأفريقي، فقد تم انتخاب المغرب أمينًا عامًا للمنظمة الأفريقية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (أفروساي). كما تم انتخابه عضوًا في مجلس الفضاء الأفريقي التابع لوكالة الفضاء التابعة للاتحاد الأفريقي.
ليس هذا فحسب، فقد انتخب المغرب، بالإجماع، يوم الأربعاء 12 مارس 2025، رئيسا للدورة الـ57 للجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة ومؤتمر وزراء المالية والتخطيط والتنمية الاقتصادية الأفارقة، بأديس أبابا.
وعلى الصعيد البحري الدولي، أعيد انتخاب المغرب في نونبر 2024 عضوا في لجنة حدود الجرف القاري، وهي الهيئة الرئيسية لاتفاقية قانون البحار المسؤولة عن الفصل في طلبات الدول لتمديد الجرف القاري. كما انتخبت المملكة عضوا في مجلس السلطة الدولية لقاع البحار.
وفي المجال الاجتماعي، اختير المغرب كمسير مشارك، إلى جانب بلجيكا، لعملية التفاوض التابعة للأمم المتحدة بشأن تنظيم القمة الاجتماعية العالمية المقرر عقدها في نونبر 2025 في قطر. إضافة إلى انتخابه رئيسا للهيئة الدولية لمراقبة المخدرات ومقررا للدورة الثامنة والستين للجنة المخدرات.
وانتخب المغرب كذلك عضوا في المجلس الاستشاري للاتحاد الأفريقي بشأن الفساد ونائبا لرئيس الاجتماع الثاني عشر لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية.
كما أصبح المغرب عضوا في مجلس وزراء العدل العرب.
كما أصبح المغرب عضوا في مجلس وزراء العدل العرب.
وفي مجال الخدمة العامة الدولية، أعيد انتخاب المغرب عضوًا في لجنة الخدمة المدنية الدولية التابعة للأمم المتحدة للفترة 2025-2028.
أما في المجال الثقافي، فقد تم تعيين المغرب عضوًا في مجلس إدارة معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة. كما تم تعيينه نائبًا لرئيس الجمعية العامة للمجلس الدولي للمعالم والمواقع الأثرية (ICOMOS) التابع لليونسكو لعام 2024، وانتخب أيضا رئيسًا للمجلس التنسيقي الدولي لبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي التابع لليونسكو.
علاوة على ذلك كله، تم انتخابه نائبًا لرئيس الدورة العاشرة للجمعية العامة لاتفاقية 2003 لحماية التراث الثقافي غير المادي.
وفي مجال الرياضة، تم انتخاب المغرب نائبا لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية. كما أُعيد انتخاب فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في 12 مارس 2035، عضوا في مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
للإشارة، فقد أكدت أمينة بوعياش، الرئيسة الجديدة للتحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، وعقب انتخابها بالإجماع، "الالتزام المشترك والراسخ» للمؤسسات الوطنية الإفريقية لحقوق الإنسان، من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها، بحماية وتعزيز حقوق الإنسان".
وتجر أمينة بوعياش وراءها تاريخا نضاليا وحقوقيا ثريا. فإلى جانب منصبها الحالي كأول رئيسة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان في المغرب منذ دجنبر 2018، شغلت، منذ فبراير 2016، منصب سفيرة للمغرب لدى دولتي السويد وليتوانيا. كما سبق لها أن انتخبت على رأس أمانة التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان (GANHRI) في مارس 2022، وتقلدت منصب نائبة رئيس الفدرالية الدولية لرابطات حقوق الإنسان (FIDH)، ثم كاتبة عامة للفدرالية نفسها، وهي أول امرأة مغربية ترأست منظمة حقوقية وطنية، حيث تم انتخابها على رأس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان (OMDH) لولايتين متتاليتين.
وكانت بوعياش مكلفة بالتواصل في ديوان الوزير الأول، المرحوم عبد الرحمان اليوسفي، الذي قاد حكومة التناوب في عهد الحسن الثاني وبداية حكم الملك محمد السادس. كما نالت عضوية عدد من الهيئات والمنظمات على الصعيدين الإقليمي والدولي من بينها: اللجنة الأكاديمية للمؤتمر العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام واللجنة الوطنية للقانون الدولي ومنتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للتصديق على البروتوكول الاختياري لاتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب.