السبت 26 أكتوبر 2024
رياضة

الدكتور الشرقاوي: هكذا أصبح بإمكان الشباب المصابين بالهيموفيليا ممارسة كرة القدم وغيرها من الرياضات الجماعية

الدكتور الشرقاوي: هكذا أصبح بإمكان الشباب المصابين بالهيموفيليا ممارسة كرة القدم وغيرها من الرياضات الجماعية الدكتور أنور الشرقاوي ونجوم كرة القدم
ينبض العالم أجمع على إثارة وتشويق منافسات بطولة أوروبا لكرة القدم 2024، في أفق تنظيم مملكتنا المغربية لكأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.
 
إن كرة القدم ظاهرة عالمية يمارسها ويتابعها المزيد من الشباب بمتعة حقيقية.
 
ومع ذلك، يُمنع بعض الأطفال المصابون بالهيموفيليا من هذه المتعة، بسبب خطر الصدمة والنزيف الذي قد يتبعها.
 
ولكن ماذا تقول البيانات العلمية الحديثة عن الإمكانيات المتاحة لمريض الهيموفيليا لممارسة رياضة جماعية مثل كرة القدم؟
 
يمكن لهم ذلك إذا استفاد هؤلاء المرضى الصغار من " العلاج الوقائي " على شكل حقن العوامل المضادة للهيموفيليا بشكل منتظم، مما يتيح لهم الفرصة لممارسة هذه الرياضة.
 
ويزيد الأمر أكثر سهولة، خاصة وأن العوامل المضادة للهيموفيليا متاحة بشكل متزايد بتكلفة معقولة، ويتم تعويضها من قبل صناديق الضمان الاجتماعي.
 
ولا سيما تنويع عرض الأدوية المضادة للهيموفيليا الموجودة في السوق المغربية، من خلال العديد من مختبرات الأدوية، وفي هذه الحالة مختبرات "زينت فارما".
 
ويجب أن نتذكر أن الهيموفيليا، وهو مرض وراثي نادر يتميز بنقص في عوامل التخثر، يشكل تحديات خاصة لممارسة الرياضة، وخاصة الرياضات الجماعية مثل كرة القدم.
 
تقليديا، غالبا ما يتم عدم تشجيع مرضى الهيموفيليا على المشاركة في الأنشطة الرياضية بسبب ارتفاع خطر النزيف الداخلي وتلف المفاصل.
 
ومع ذلك، فإن التقدم الطبي، ولا سيما التدابير الوقائية بفضل العوامل المضادة للهيموفيليا، قد أحدثت تحولا في إدارة هذا المرض.
 
اليوم، بفضل العلاجات الوقائية المنتظمة، والتي تتكون من حقن عوامل التخثر، يمكن للمرضى الحفاظ على مستويات كافية من العوامل لمنع النزيف التلقائي وتقليل خطر حدوث مضاعفات أثناء الأنشطة البدنية بشكل كبير.
 
وقد أصبحت هذه العلاجات أكثر توفرا من الناحية المالية، وغالبا ما يتم تعويضها من قبل أنظمة الضمان الاجتماعي، مما يجعل إدارة الهيموفيليا أقل تكلفة بالنسبة للعائلات.
 
علاوة على ذلك، تتنوع الترسانة العلاجية ضد الهيموفيليا بشكل متزايد من خلال توفر مجموعة جديدة من العوامل المضادة للهيموفيليا مثل ما تقدمه مختبرات زينيت فارما.
 
ويؤكد الأطباء وخبراء الهيموفيليا أنه مع الإشراف الطبي المناسب وخطة العلاج الشخصية، يمكن للشباب المصابين بالهيموفيليا المشاركة في الألعاب الرياضية مثل كرة القدم.
 
لكن من الضروري أن يتبع هؤلاء المرضى برنامجًا تدريبيًا مناسبًا، وأن يتجنبوا الصدمات المباشرة وأن يرتدوا معدات الحماية المناسبة.
 
بالإضافة إلى ذلك، يجب إبلاغ المدربين وزملاء الفريق بالحالة ومعرفة كيفية الاستجابة في حالات الطوارئ.
 
كما تشير الدراسات إلى أن النشاط البدني المنتظم، بما في ذلك الرياضات الجماعية، يمكن أن يحسن الصحة البدنية والعقلية للأشخاص المصابين بالهيموفيليا، ويقوي عضلاتهم، وقدرتهم على التحمل، والثقة بالنفس.
 
في نهاية المطاف، أصبحت المشاركة في الألعاب الرياضية مثل كرة القدم ليست ممكنة فحسب، بل أمست مفيدة أيضًا لرفاهيتهم بشكل عام، وذلك بفضل التقدم العلاجي وإدارة الأمراض بشكل فعال.