السبت 4 مايو 2024
مجتمع

إجماع طبي في ندوة افتراضية على دور التلقيح بعد ظهور بؤر وبائية لمرض الحصبة

إجماع طبي في ندوة افتراضية على دور التلقيح بعد ظهور بؤر وبائية لمرض الحصبة الدكتور مولاي سعيد عفيف
أشاد الدكتور مولاي سعيد عفيف، خلال ندوة افتراضية جرى تنظيمها يوم الأربعاء 24 أبريل 2024 بمناسبة الأسبوع العالمي للتلقيح، بشراكة مع المرصد الوطني لحقوق الطفل ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية والوكالة الوطنية للتأمين الصحي ومجموعة من الجمعيات العالمة المختصة في الشأن الصحي عند الرضع والأطفال والأمهات، بالحملة الوطنية الاستدراكية التي أطلقتها الوزارة الوصية على قطاع الصحة بعد ظهور بؤر وبائية لمرض الحصبة، وبالمساهمة الكبيرة لكل من مصالح وزارة الداخلية ووزارة التربية الوطنية، مشددا على أن المغاربة بينوا للعالم بأجمع خلال أزمات متعددة، كما هو الحال بالنسبة لجائحة كوفيد، بأنهم شعب قادر على مواجهة التحديات وعلى تجاوزها.
ودعا الدكتور عفيف إلى مواصلة العمل الذي يتم القيام به في مجال تعزيز الصحة العامة والتشجيع على الوقاية الصحية وإدراج المزيد من اللقاحات التي تحمي الصحة في البرنامج الوطني للتلقيح، موضحا بأن اللقاح ضد الحصبة ساهم بشكل كبير في التقليص من نسب الوفيات في صفوف الأطفال، إذ تشير الأرقام إلى أنه مكّن من إنقاذ حياة حوالي 60 في المائة من الأطفال عبر العالم، وخاصة في إفريقيا، وفقا لما أكدته الدراسات العلمية التي تم القيام بها والتي كشفت منظمة الصحة العالمية عن خلاصتها، والتي بينت على أن اللقاح سيبقى على الأرجح في المستقبل اللقاح الذي يساهم الأكثر في منع الوفيات، مما يجب معه مواصلة جهود التلقيح لحماية الرضع والأطفال من الأمراض الفتّاكة.
وأبرز الدكتور عفيف أن عدم ظهور بؤر وبائية تتعلق بمرض الحصبة في تراب جهة الدارالبيضاء سطات، يعود لتكامل العمل الذي تقوم به مصالح وزارة الصحة والحماية الاجتماعية وأطباء الأطفال بالقطاع الخاص من أجل احترام جدولة التلقيح ولتمكين الأطفال من اللقاحات الأساسية، التي لا تتعلق بهذا المرض لوحده وإنما تشمل مختلف الأمراض الأخرى، مشددا على أن البرنامج الوطني للتمنيع الذي يتوفر عليه المغرب يضاهي البرامج التلقيحية في كبريات دول العالم. 
وأضاف أن عودة ظهور الحصبة في عدد من الدول وفي بلادنا هو مؤشر يجب التعامل معه بمنتهى الجدية وذلك بمواصلة التحسيس والتوعية بأهمية التلقيح وتفادي التوقف عن الحصول على اللقاحات، وذلك لتحصين المكتسبات التي حققها المغرب في هذا الصدد، حيث تمكن من القضاء على العديد من الأمراض وساهمت اللقاحات في التقليص من نسب المراضة وتبعات الأمراض الصحية منها والاقتصادية والاجتماعية، منوها في هذا الإطار بالعمل الذي يقوم به كل من المرصد الوطني لحقوق الطفل ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية.
من جهته، أكد محمد بنعزوز، المسؤول عن البرنامج الوطني للتمنيع بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، على أن الهدف الأساس لهذا البرنامج ومعه باقي البرامج الصحية الأخرى يكمن في تقليص نسب الإماتة والمراضة في صفوف المواليد الجدد والأطفال، مستعرضا مراحل تطوره منذ 1987 إلى اليوم واللقاحات التي تم إدراجها ضمنه على مراحل مختلفة، كما هو الشأن بالنسبة لما يخص مرض الحصبة، مفيدا في هذا الصدد بأنه في البداية تم تضمينه جرعة تمنح في سن 9 أشهر، مذكرا أيضا بالخطوات التي تم قطعها ما بين 2003 و 2008، والتي شملت حملة مدرسية واسعة بلغت نسبة التلقيح فيها 87 في المئة، إلى جانب الخطوة التي شملت الأطفال ما بين 9 أشهر و 14 سنة في 2008 التي بلغت نسبتها 99 في المئة، والتي تلتها المرحلة الخاصة بالفئة العمرية ما بين 15 و 24 سنة الموجهة للفتيات والتي بلغت نسبتها 81 في المئة.
وتوقف الخبير في مجال التلقيح في معرض مداخلته خلال الندوة ذاتها، عند حملة 2013 التي شملت الفئة العمرية ما بين 9 أشهر و 19 سنة، ثم إدراج الجرعة الثانية في 2014 بالنسبة للأطفال الذين يبلغون 18 شهرا من العمر، وصولا إلى محطة 2017 . وشدد بنعزوز على أن المغرب كان قريبا جدا من القضاء على الحصبة ما قبل جائحة كوفيد، إذ بلغت نسبة التغطية التلقيحية الخاصة بالمرض وباستعمال جرعتين 95 في المئة، لكن عادت البؤر للظهور في العالم وفي المغرب أيضا، وذلك على مستوى جهة سوس ماسة شهر أكتوبر، مما فرض القيام بحملة وطنية استدراكية شاملة للتلقيح، انخرطت فيها كل المكونات والمتدخلين بجدية كبيرة، كما هو الحال بالنسبة لوزارات الداخلية والتربية الوطنية والأوقاف والشؤون الإسلامية، منوها في نفس الوقت بعطاءات مهنيي الصحة وبالعمل الذي يقومون به في هذا الصدد.
وشدّد المسؤول عن البرنامج الوطني للتلقيح في مداخلته كذلك على أن انخفاض النسبة التلقيحية في منطقة ما خلال سنة من السنوات، قد يؤدي إلى ظهور بؤر وبائية تتعلق بنوع معين من الأمراض، مؤكدا على أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية قامت بعمل استباقي، وهي تواصل سباقها ضد الساعة، من أجل الحدّ من انتشار المرض ومنع ظهور أمراض أخرى بتعزيز المناعة والقضاء على العوامل المساعدة على انتشار الفيروسات.
بدوره، أكد الدكتور حسن أفيلال، رئيس الجمعية المغربية لطب الأطفال على أن الترافع لأجل تطوير المسار التلقيحي في المغرب غايته الدفاع عن الوطن وعن صحة أطفاله، مشددا على أن الأرقام والنسب المسجلة في هذا الإطار تبعث على الفخر والاعتزاز. وأبرز المتحدث بأن الهدف من تخليد فعاليات الأسبوع العالمي للتلقيح وتنظيم مثل هذه الندوات والمبادرات هو وضع الرأي العام في صورة ما يقع واطلاعه على التدابير المتخذة لتحسين وتحصين صحة طفلات وأطفال اليوم الذين هم نساء ورجال الغد، موضحا في هذا الإطار بأن التلقيح لا يساهم فقط في مواجهة الأمراض والحد من خطورتها وإنما يمكّن كذلك من تطوير اقتصاد الصحة بتفادي الكلفة الثقيلة للاستشفاء والعلاج. ونبّه الدكتور أفيلال إلى أنه لا ينبغي التقليل من حجم التداعيات التي يمكن أن تتسبب فيها بعض هذه الأمراض، منوها في هذا الصدد بالتكامل ما بين القطاعين العام والخاص لتطوير وإنجاح التغطية التلقيحية.  
وفي السياق ذاته، أكد البروفيسور محمد بوسكراوي، عميد كلية الطب والصيدلة بمراكش، أن ما يثلج الصدر هو كون اللقاحات والماء الصالح للشرب ساهما معا بشكل كبير وواسع في إنقاذ حياة الإنسان وفي تجويد شروط عيشه من الناحية الصحية، بتفادي العديد من الأمراض القاتلة التي كانت تهدد المجتمعات وتترتب عنها تداعيات صحية واقتصادية جد ثقيلة ومكلّفة. وشدد رئيس الجمعية المغربية للأمراض التعفنية لدى الأطفال والتطعيم على أن تخليد الأسبوع العالمي للتلقيح عبر العالم وفي المغرب يشكل مناسبة للوقوف على مدى تطور برنامج التلقيح والمستجدات المرتبطة بمختلف الأمراض الفيروسية وكذا التطور الحاصل في مجال اللقاحات، خاصة فيما يتعلق بالمركبة منها، التي تجيب عن عدد من الإشكالات المرتبطة بالتخزين وشروطه وظروفه، والتي تمكّن كذلك من تفادي الهدر وضمان عدم تلقيح الأطفال بالحقن في كل مرة، متى تم إدراج لقاح جديد، وربح الوقت وغيرها من النقاط الإيجابية على أكثر من مستوى التي يتيحها هذا النوع من اللقاحات.