الأحد 5 مايو 2024
سياسة

هذه أبرز الإكراهات التي تواجه مكافحة جريمة الاتجار بالبشر

هذه أبرز الإكراهات التي تواجه مكافحة جريمة الاتجار بالبشر
يمكن‭ ‬تصنيف‭ ‬بعض‭ ‬الإكراهات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تشخصيها‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنسيق‭ ‬إجراءات‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬والوقاية‭ ‬منه‭ ‬وفق‭ ‬الآتي:‭ ‬
 
أولا:‭ ‬غياب‭ ‬ميزانية‭ ‬خاصة:‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬محدثة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تفتقر‭ ‬لميزانية‭ ‬خاصة‭ ‬بها‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬المهام‭ ‬المنوطة‭ ‬بها‭ ‬وفق‭ ‬مقتضيات‭ ‬المادة‭ ‬السابعة‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬27.14‭ ‬فمنذ‭ ‬إحداثها‭ ‬سنة‭ ‬2019‭ ‬وهي‭ ‬تعتمد‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬اجتماعاتها‭ ‬وفي‭ ‬القيام‭ ‬ببعض‭ ‬الأنشطة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتواصل‭ ‬ورفع‭ ‬الوعي‭ ‬بخطورة‭ ‬الجريمة‭ ‬لدى‭ ‬المتدخلين‭ ‬وعموم‭ ‬المواطنين‭ ‬وتعزيز‭ ‬قدرات‭ ‬كافة‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬على‭ ‬القطاعات‭ ‬الحكومية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والهيئات‭ ‬الوطنية‭ ‬وجمعيات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني ‬، ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬شركاء‭ ‬اللجنة‭ ‬الدوليين‭ ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬مجلس‭ ‬أوروبا‭ ‬ومكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المعني‭ ‬بالمخدرات‭ ‬والجريمة‭ ‬والمنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للهجرة‭ .‬
 
ثانيا:‭ ‬غموض‭ ‬أركان‭ ‬جريمة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر:‭ ‬يعد‭ ‬تعدد‭ ‬أركان‭ ‬جريمة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬وتشابهها‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬أثارت‭ ‬لبسا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬فهمها‭ ‬لدى‭ ‬المتدخلين‭ ‬من‭ ‬سلطة‭ ‬تنفيذية‭ ‬وقضائية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬اكتشاف‭ ‬ضحايا،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تفريد‭ ‬خدمات‭ ‬نوعية‭ ‬حسب‭ ‬صورة‭ ‬الاتجار‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬الضحية‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المقاربة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬اعتمادها‭ ‬للتعريف‭ ‬بها‭ .‬

ثالثا:‭ ‬صعوبة‭ ‬تعريف‭ ‬جريمة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬وتحديد‭ ‬مفهومها‭ ‬بدقة‭ ‬أمام‭ ‬اكتفاء‭ ‬المشرع‭ ‬بتعداد‭ ‬صورها،‭ ‬مما‭ ‬يطرح‭ ‬عدة‭ ‬إشكاليات‭ ‬متعلقة‭ ‬بتكييفها‭ ‬قانونا‭ ‬وتمييزها‭ ‬عن‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬المشابهة‭ ‬لها‭ .‬

رابعا:‭ ‬عدم‭ ‬تحيين‭ ‬القوانين‭ ‬التي‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬محاربة‭ ‬الجريمة‭ ‬المنظمة‭ ‬والتي‭ ‬تندرج‭ ‬ضمن‭ ‬جريمة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر،‭ ‬مما‭ ‬يضع‭ ‬حدا‭ ‬فاصلا‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬الجرائم‭ ‬المشابهة‭ ‬لها،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬تكييف‭ ‬أفعال‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬الزمرة‭ ‬وداخل‭ ‬نفس‭ ‬المنظومة‭ ‬القانونية‭ ‬أمرا‭ ‬صعبا‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬المساس‭ ‬بالحقوق‭ ‬والحريات‭.‬
 
خامسا:‭ ‬تداخل‭ ‬اختصاص‭ ‬المحكمة‭ ‬الابتدائية‭ ‬مع‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬الفصول‭ ‬6-448‭ ‬و7-448‭ ‬و8-448‭ ‬و9-448‭ ‬و10-448‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬الجنائي‭ ‬والتي‭ ‬تشكل‭ ‬جنحا‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬حسب‭ ‬هذه‭ ‬الفصول‭ ‬وإنما‭ ‬التداخل‭ ‬الذي‭ ‬يتحكم‭ ‬فيه‭ ‬تكييف‭ ‬الأفعال‭ ‬الواردة‭ ‬بالشكايات‭ ‬والمحاضر‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬مفهوم‭ ‬صريح‭ ‬لجريمة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬وعدم‭ ‬حصر‭ ‬مفهوم‭ ‬الاستغلال.‭  ‬

سادسا:‭ ‬حصر‭ ‬صور‭ ‬الاستغلال‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬1-448‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬الجنائي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يثير‭ ‬لبسا،‭ ‬هل‭ ‬ورودها‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬أم‭ ‬الحصر.

سابعا:‭ ‬عدم‭ ‬إفراد‭ ‬مسطرة‭ ‬خاصة‭ ‬داخل‭ ‬قانون‭ ‬المسطرة‭ ‬الجنائي‭ ‬متعلقة‭ ‬بإجراءات‭ ‬ملائمة‭ ‬لطبيعة‭ ‬جرائم‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر،‭ ‬ولاسيما‭ ‬التدابير‭ ‬الكفيلة‭ ‬لحماية‭ ‬ضحاياها‭.‬

ثامنا:‭ ‬التستر‭ ‬وعدم‭ ‬التبليغ‭ ‬عن‭ ‬جرائم‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬.

تاسعا:‭ ‬صعوبة‭ ‬تفكيك‭ ‬بعض‭ ‬الشبكات‭ ‬الإجرامية‭ ‬المنظمة‭ ‬لكونها‭ ‬تنشط‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مختلفة‭ ‬.

عاشرا:‭ ‬غياب‭ ‬وعي‭ ‬الضحايا‭ ‬بكونهم‭ ‬ضحايا‭ ‬لجريمة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬وخوفهم‭ ‬من‭ ‬المتابعة‭ ‬القضائية‭ ‬اذا‭ ‬أبلغوا‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬صور‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬كالاستغلال‭ ‬الجنسي‭ ‬أو‭ ‬الاستغلال‭ ‬في‭ ‬الدعارة‭ ‬أو‭ ‬الاستغلال‭ ‬في‭ ‬التسول‭..‬)‭ ‬عوض‭ ‬الإقرار‭ ‬بكونهم‭ ‬ضحايا‭.‬