السبت 27 يوليو 2024
سياسة

الشرقاوي الروداني يقرأ دلالات دعم مجلس الشيوخ الكولومبي للوحدة الترابية للمغرب

الشرقاوي الروداني يقرأ دلالات دعم مجلس الشيوخ الكولومبي للوحدة الترابية للمغرب الشرقاوي الروداني
عرفت السنوات الأخيرة دعما كبيرا للوحدة الترابية من قبل دول أمريكا الجنوبية، وجاء الدعم هذه المرة من مجلس الشيوخ الكولومبي الذي اعتمد ملتمسا جديدا يدعم بشكل واضح المغرب في وحدته وسيادته على صحرائه، مجددا الرفض القاطع للممثلين الشرعيين للشعب الكولومبي للقرار غير الموفق الذي اتخذته الحكومة الكولومبية الحالية القاضي بإقامة علاقات مع الجمهورية الصحراوية الوهمية، حيث تمت المصادقة على الملتمس الرافض بالأغلبية الساحقة لمجلس الشيوخ الكولومبي ،ومن بين المصوتين أحزاب تشكل التحالف الحكومي الحالي في رسالة قوية وواضحة إلى الرئيس الكولومبي كوستاف بيترو ..
وهذا التطور السريع والمتجدد للموقف الكولومبي عبر عنه الدكتور الشرقاوي الروداني، الخبير في الدراسات الأمنية والجيو -إستراتيجية، الذي كان ضيفا على قناة "ميدي 1 تيفي" ،بأن كولومبيا كدولة ديمقراطية تتميز بكون الكونغريس له يد على كل ما يتعلق باتفاقيات تبرمها الدولة على المستوى الدولي، والرئيس لا يمكنه أن يمرر أي قرار كيفما كان بدون الكونغرس. وبالتالي فقرار إقامة علاقات مع الجمهورية الوهمية جاء ضد التيار،وضد الدينامية الإيجابية وتحول استراتيجي لمكانة المغرب، الذي صار له الآن صوت داخل أمريكا الجنوبية،وأمريكا اللاتينية وأمريكا الوسطى. 
ويعتقد المحلل ذاته أنه يأتي هذا منذ زيارة الملك محمد السادس لأمريكا الجنوبية سنة 2004، التي شهدت تحولا كبيرا في دعم علاقات جنوب جنوب، وتعزز هذا التحول الهام بخطاب الملك في الهند 2015، عندما أكد الملك على أن هذه العلاقات ستخلق استراتيجيات كبيرة بين الدول الأفرواطلسية والدول الأفرومتوسطية وكذلك الدول الأمريكية، وهذه التطورات- يضيف الروداني- تبين مدى تفهم الشعب الكولومبي وممثليه في مؤسساته التشريعية والرسمية لأهمية المغرب الاستراتيجية على المستوى الدولي، والتجاوب و الدينامية باعتراف مجموعة من دول العالم خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وألمانيا .هذا بالإضافة إلى افتتاح عدة قنصليات في العيون والداخلة ..
وأشار ضيف القناة بأنه لدى الكونغرس الكولومبي قناعة راسخة بان المغرب حليف استراتيجي يمكن الاعتماد عليه في إطار العلاقات جنوب جنوب، ويؤكد الكولومبيون على مدى أهمية خطاب الملك الأخير في ذكرى المسيرة الخضراء عندما أشار فيه إلى مسار الهوية الأطلسية ،وإعطاء دفعة جديدة للعلاقات جنوب-جنوب بين دول إفريقيا ودول أمريكا الجنوبية ،وكل هذا مهم جدا في إطار ترسيخ ثقافة جديدة لبعض الدول وامريكا الجنوبية كالشيلي وبناما وغيرهما ..