ما أن تصل إلى مدينة تارودانت، وتحديدا إلى المركز الاستشفائي الإقليمي المختار السوسي، حتى تجد أكثر من 15 سيارة إسعاف داخل المرفق الاستشفائي، سيارات تلج المرفق تحمل مصابين من فاجعة زلزال دمّر قوى وأرياف تارودانت، وأخرى تغادر تحمل مصابين جرى تشخيص حالتهم الصحية نحو المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير، أو وصب المستشفى الإقليمي لإنزكان، أو المستشفى الإقليمي لبيوكرة في اشتوكة أيت باها.
وخلال زيارة "أنفاس بريس" للمنطقة، وعلى طول الطريق من مركز مدينة تارودانت في اتجاه بلدة "أيت إيعزة"، وحتى مركز جماعة "أولاد برحيل" إلى "تافنكولت" وحتى "تيزي نتاست" سيارات الإسعاف تطلق صافراتها ليل نهار، عشرات سيارات الانقاد، تابعة للوقاية المدنية ولشركات خاصة، وأخرى تحمل ترقيما أجنبيا، واحدة تلو الأخرى، تحمل الناجين والمصابين، تحملهم إلى المستشفى الميداني العسكري الطبي الجراحي في مركز "تافنكولت" قصد تلقي العلاجات الضرورية، ووفق الحالة الصحية وما يتطلبه من إجراء عمليات معقدة أحيانا يتم نقلهم إلى المراكز الاستشفائية للقيام بما يلزم، وفق إفادة الدكتور محبّ مدير المركز الاستشفائي الإقليمي المختار السوسي بتارودانت.
حركية يومية وأطقم بشرية بالمئات، مدنيين وعكسريين، حكوميين وخواص، تتعبأ من أجل تقليل الخسائر وإنقاذ أرواح ضحايا فاجعة القرن، تعكس تماسكا مجتمعيا وتضامنا شعبيا ومؤسساتيا، في مشهد تقشعر له الأبدان، وفق ما عاينته "أنفاس بريس" في زيارتها للمنطقة.