Wednesday 10 September 2025
مجتمع

وزان.. الجدية من أجل فعلية الحق في مدرسة ذات جودة للجميع

وزان.. الجدية من أجل فعلية الحق في مدرسة ذات جودة للجميع خديجة بنعبد السلام تتوسط شركاء المديرية في لقاء سابق
صباح هذا اليوم الإثنين 4 شتنبر2023 لن يكون إلا مختلفا عن صباحات صيف 2023  الذي تميز بارتفاع استثنائي في درجات الحرارة والأسعار .... ستعرف الشوارع حركة استثنائية، وستنبض الأزقة بالحياة بعد أن نال منها الخمول .... آلاف التلميذات والتلاميذ وبعد أن تسللت لآذانهم/ن رنات جرس العودة، سيملؤون الفضاء العام ضجيجا جميلا، لا صوت فيه يعلو على صوت " بالتوفيق والنجاح ... اللهم اجعلها سنة التفوق لأطفالنا....كيف وأين قضيت العطلة ....ستتعدد الأجوبة، ولكن ....عيون غالبية الأسر كانت بصيرة وأياديهم قصيرة ....  
شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، اختار أن يؤطر الموسم الدراسي الجديد شعار " من أجل مدرسة ذات جودة للجميع". لكن هل المدرسة المغربية تتوفر على القاعدة المادية والأدبية لتكون فعلا مدرسة ذات جودة للجميع؟  ما هي حزمة التدابير والإجراءات المستلهمة من الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 24 لعيد العرش الذي تمحور حول الجدية، التي سابقت بها الوزارة الوصية الزمن من أجل فعلية الحق في مدرسة ذات جودة للجميع "؟
وزان والدخول المدرسي
لمن لا يعرف إقليم وزان، فإن هذا الأخير قروي بامتياز، بحيث من أصل 17 جماعة ترابية ، جماعة ترابية واحدة هي التي تنتمي للعالم الحضري ( مدينة وزان عاصمة الإقليم ) . يضاف لذلك وقوف الحق في التنمية عند بوابات الإقليم لأسباب ستكون محط نقاش عميق بين مختلف الفاعلين نهاية هذا الشهر ، تخليدا للزيارة التاريخية للملك محمد السادس لوزان . لذلك علينا أن نتصور كيف سيكون حال المدرسة العمومية بهذا الإقليم. وهل فعلا سيجد شعار "من أجل مدرسة ذات جودة للجميع" صدى بمؤسساته التعليمية العمومية ، أم أن واقعها  بكل اكراهاته عليه سيتحطم الشعار، وستتهاوى باقة من المبادئ ( تكافؤ الفرص ، المساواة ...) التي تشكل اسمنت " مدرسة الجودة للجميع"
ما الخطوات المطلوب من السيدة خديجة بنعبد السلام ، المديرة الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة القيام بها لجعل الموسم الدراسي، صبيب مدرسة الجودة للجميع به، يوازي تضحيات الأطر التربوية والادارية والأسر والمتعلمات والمتعلمين؟
قد تشكل الخطوات التي نعرضه أدناه حزمة من خطوات أخرى:  
- جعل "الجدية" كما تحدثها عنها ملك البلاد بوصلة يسترشد بها في عملهم وعلاقتهم بالمدرسة العمومية بالإقليم كل المتدخلين.
- ضخ جرعات من النفس في المشاركة المواطنة كما جاء بها دستور المملكة.
- الانتصار للمصلحة الفضلى للتلميذ(ة) أولا ، وثانيا ، وثالثا ودائما.  
- تقديس الزمن المدرسي من طرف الجميع.  
- جعل مخرجات اللقاءات بالنقابات التعليمية الأكثر تمثيلية تنسحب على الشغيلة التعليمية، وليس على منخرطات ومنخرطي الفرقاء الاجتماعيين.
- القطع مع الأقسام المتعددة المستويات.
- التعجيل بإنجاز الأوراش المفتوحة (المدارس الجماعاتية، حجرات التعليم الأولي ...)
- تجويد الحياة بالأقسام الداخلية (التغذية، المراقد، الأنشطة...) وحماية تدبيرها وتدبير المطاعم المدرسية من أي انفلات ينتهي بتجويع فئة من التلميذات والتلاميذ الممنوحين.
- توسيع عرض النقل المدرسي ودور الطالبات والطلاب.
- ربط المؤسسات التعليمية بشبكة الماء والكهرباء.
- توفير المرافق الصحية بجميع المؤسسات التعليمية.
- الانفتاح بشكل واسع على المجتمع المدني، ومد جسور التواصل معه، من أجل ضمان انخراطه الواعي في تنشيط مفاصل الحياة المدرسية، ولن يتأتى هذا إلا بتوسيع وتجويد عرض اتفاقيات الشراكة  لكن، وبشهادة أكثر من شريك، فإن مصلحة الشؤون القانونية والتواصل والشراكة بالمديرية الإقليمية في حاجة ماسة وعاجلة لمصالحتها مع منظمات المجتمع المدني، بدل تصويب فوهة مدفعيتها في غفلة من المديرة الإقليمية، وبدون مناسبة، على المجتمع المدني الفاعل.
- التفعيل الصارم لأدوار ومهام جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ في علاقتها بمؤسسات التربية والتكوين للمرسوم رقم 2.20.475 الصادر بالجريدة الرسمية بتاريخ 20 يوليوز 2021 الخاص بتحديد قواعد اشتغال.
- التفعيل الواعي للأندية التربوية، مع الاجتهاد في تحفيز منسقاتها ومنسقيها.
- فتح ورش اعادة تأهيل مدرسة الحسنية الأصلية وتحويلها إلى فضاء لحفظ وحماية الذاكرة التربوية لوزان المدينة والإقليم.
- توسيع شبكة آليات الترافع من أجل فعلية الحق في مدرسة ذات جودة للجميع.
- التصدي لكل أشكال "التمييز" عند استقبال مؤسسات تعليمية بعينها بالمدينة، لتلميذات وتلاميذ لأسباب متنوعة اضطروا الانتقال إليها.
- جعل محيط المؤسسات التعليمية آمنا.
- تفعيل مركز مناهضة العنف في الوسط المدرسي وجعل فعله مرئيا.
 على سبيل الختم    
 " إذا حضرت الإرادة، لابد أن يستجيب القدر".
بشهادة من اشتغل معها، يمكن الجزم بأن السيدة خديجة بنعبد السلام، المديرة الإقليمية، مفعمة بروح المواطنة، وأنها لن تدخر جهدا من أجل أن يرفرف علم الجدية عالما فوق المدرسة العمومية بالإقليم، لكن أمام ضخامة ورش "مدرسة الجودة للجميع"، ولأن اليد الواحدة لا تصفق، وأمام معاول الهدم التي تلاحق عملية البناء التي تقودها، وجب على كل المتدخلين الانخراط الواعي من أجل توفير البيئة السليمة لتثبيت دعامات وأركان الحق في التعليم الناجع.