أحب من أحب وكره من كره، أضحى ديربي الدار البيضاء بين فريقي الرجاء والوداد، من التراث اللامادي للمدينة، وهو التراث الذي ترسب وتجذر عبر عقود بفضل شغف وعشق أنصار ومحبي كل فريق.
وخارج بعض حوادث الشغب المعزولة والفردية المسجلة في هذا التاريخ أو ذاك، أكاد أقول إن الدار البيضاء ظلت دوما تحبس أنفاسها قبل وأثناء الديربي.
وخارج بعض حوادث الشغب المعزولة والفردية المسجلة في هذا التاريخ أو ذاك، أكاد أقول إن الدار البيضاء ظلت دوما تحبس أنفاسها قبل وأثناء الديربي.
الدليل على ذلك أن الدارالبيضاء تصبح في زمن الديربي نقطة ارتكاز لا تعيش علي أي إيقاع، اللهم إيقاع الإلترات والشعارات والتوقعات بفوز هذا الفريق أو ذاك، فضلا عن التحول اللوجيستيكي الذي تعيشه البيضاء، إن على المستوى الأمني أو استنفار السلطات الترابية والمنتخبة، فضلا عن التعبئة التي تشهدها أزيد من 20 ألف مقهى و510 مطعم وحانة بالبيضاء استعدادا لهذا الحدث الكروي البارز، هذا دون الحديث عن وسائل النقل العمومية التي تتعبأ لنقل الجماهير الرياضية.
لكل ذلك، المأمول هو أن يتم استثمار هذا الزخم الكروي، وهذا المد الجارف من الأنصار، لجعل الديربي عنوانا لكرنفال موسمي بالبيضاء ينطلق من المعاقل التاريخية للوداد والرجاء( مثلا من أحياء المدينة القديمة ودرب السلطان)، وسط الأهازيج والأغاني والرقص والفرح والبهجة، على غرار كرنفالات مدن أسيوية وأوربية.
الفكرة تبدو حالمة، لكن بالحلم تفتح نوافذ الأمل والمستقبل لتسويق تراب الدار البيضاء عالميا، تسويقا ذكيا. بدل أن يصبح الديربي محطة لإحصاء الخسائر ونقل الجرحى، يحسب لها ألف حساب أمنيا حتى لا تقع أي كارثة تجعل قلوب ساكنة البيضاء تتوقف، خوفا وهلعا.
فلم لا نجعل من ديربي "الوداد/الرجاء"، محطة لإشعاع الدارالبيضاء عالميا، وجلب سياح باحثين عن الفرح والبهجة والمرح، خاصة أن هذا الديربي يحظى بمتابعة الملايين من مختلف جهات العالم، ويستحق بالفعل أن يكون نقطة جذب سياحي، على غرار ما تفعله اللقاءات الكروية في إسبانيا بين برشلونة والريال أو ميلانو او نابولي، وغيرها من الفرق.
وحتى لا تضيع الفرصة، نرمي الكرة في ملعب صناع القرار بالحكومة وبولاية الدار البيضاء ومجلس المدينة، فهل من مجيب؟!!