Thursday 19 June 2025
كتاب الرأي

أحمد بومعيز: قيل.. خرج الجاموس في الرباط.. وقيل.. ذاك عجل له خوار

أحمد بومعيز: قيل.. خرج الجاموس في الرباط.. وقيل.. ذاك عجل له خوار أحمد بومعيز
كثُرَ الحديث في الأيام الأخيرة عن أزمة اللحم في البلد. والحكومة قررت استيراد بقر البرازيل ... قيل بقر يشبه الجاموس .. وقيل هي أبقار نحيفة بسنم ... وقيل بقر سمين وفي صحة جيدة ... وقيلت أشياء أخرى .
والمثير في شأن البقر واللحم والحكومة والأسعار.. أن اهتمام الرأي العام الفايسبوكي ورواد التواصل الاجتماعي يسلطون مؤخرا الضوء على البقر أكثر من البشر، ويضعون كل أصنافه تحت المجهر ... وبات رواد العالم الأزرق يفهمون في شأنه أكثر، وباتوا بيطريين متخصصين في البقر، وبات البقر أكثر شهرة من باقي الحيوانات في الوطن فضاقت منصات التواصل الاجتماعي بصور الأبقار البرازيلية ذات السنم،من الغث إلى السمين.. والتعليقات والكلام  مطلوق على عواهنه والأحكام والقرارات  الإفتراضية: 
ترفض.. تحب.. لا ترفض.. تقبل.. تعلق.. تصف.. تحرم.. ..تحل ..لا تحب.. تريد اللحم.. لا تريد البقر.. تريد البقر المحلي.. تريد الصفقة.. ترفض صفقة الحكومة.. ترفض الغلاء.. نعم لأبقار البرازيل.. لا للجاموس.. نعم للجاموس.. الجاموس حرام.. البقر حلال.. السنم بدعة.. البقر سمين ..البقر نحيف مريض.. سوي .. معاق ...
ومازال قوم الفايسبوك في وغى الحديث عن صفقة أبقار البرازيل أو جاموسه، حتى خرج على القوم  في العاصمة الجاموس شخصيا، حسب ما وصفه الصحافيون الذين يملأون الوطن، وقيل عجل له خوار حسب فتاوى الآخرين ..
خرج العجل أو الجاموس على القوم بعد سابق إنذار، وهو حسب سلوكه ولوكه، يكون قد ضاق درعا بفتاوى القوم بغير علم بكونه من عهد عزيز مصر إذ حدث وأن كانت هناك سبع بقرات عجاف.. ولا عزاء للتشابه في الأسماء وفي الأبقار وفي السنابل والسنوات العجاف.   
قد يكون العجل قد خرج إلى الشارع كي يحتج على من نمم في كونه نحيلا ومريضا ولا يصلح للدبح وللأكل ..
وقد يكون الثور الذي يشبه الجاموس قد خرج إلى شارع العاصمة كي يساند قرار الحكومة و يزكي كلام الحكومة بأن كل العجول المستوردة في صحة جيدة وأنها صفقة جيدة تليق بالظرفية وبمن يطالب باللحم ...
وقد يكون العجل قد تسرب إلى الشارع كما تتسرب الوشاية والإشاعة...
وقد يكون العجل الخارج إلى شوارع الرباط سائحا مستقلا ومسؤولا عن قرار خروجه، وهو فقط يحب التنزه في حدائق  العاصمة، ولا تعنيه حكاية البقر المستورد من قبل الحكومة قصد دعم سوق اللحم في الوطن ..
وقد يكون قد خرج إلى الشارع بقرار مدروس من نقابة أو تنسيقية أبقار البرازيل..
وقد يكون قد خرج كي يعبر عن رأي أو موقف ما ..
لكن ورغم كل الهلوسات التي يمكن أن نصوغ ونلوك..
ورغم كل الفتاوى والصور والتعليقات والصحافة والكاميرات التي تملأ البلد ..
وبصرف النظر عن كون أبقار البرازيل هي من صنف الجاموس أو غيره.. أو أنها من عهد عزيز مصر أو غيره...
ورغم كل الممكن واللاممكن في القول والوصف والنعت والتأويل:
فمنظر الجاموس أو الثور المرغد والمزبد بشوارع العاصمة كان منظرا بشعا ولم يكن المشهد جميلا بالمرة : 
فإن كانت خرجة العجل مزحة فهي سمجة..
وإن كانت خرجته عنوة فهي خطأ فادح من شأنه إخراج كائنات أخرى .. إلى شوارع أخرى ..