السبت 20 إبريل 2024
فن وثقافة

عَلَّامْ اَلْخَيْلْ اَلْعَبْدِيَّةْ شرف البحراوي أيقونة التبوريدة بمعرض الكبار بأسفي

عَلَّامْ اَلْخَيْلْ اَلْعَبْدِيَّةْ شرف البحراوي أيقونة التبوريدة بمعرض الكبار بأسفي العلام شرف البحراوى على صهوة الأدهم ولحظة التكريم

بالموازاة مع النسخة الرابعة لمعرض الوطني لِلْكَبَّارْ بمدينة أسفي الذي نظمته الجمعية الإقليمية لمنتجي الكبار، كان لعشاق التبوريدة موعدا مع عروض سنابك الخيل والبارود، حيث شاركت فرق فرسان سرب الخيل الوافدة من محيط مجال عمالة أسفي ومن مناطق دكالة وأحمر وأكادير والدار البيضاء. وساهمت بشكل كبير في نجاح الدورة الثالثة للمعرض الوطني لِلْكَبَّارْ.

في هذا السياق اعتبر مراقبون التقتهم جريدة "أنفاس بريس" أن حضور التْبَوْرِيدَةْ ضمن فعاليات المعرض الوطني لِلْكَبَّارْ، هو لحظة متميزة تحيل على الذاكرة الجمعية للمجتمع المغربي، على اعتبار أن الفروسية التقليدية كانت دائما مظهرا من مظاهر الاحتفال بالمنتوج والمحصول الفلاحي والزراعي خلال نهاية الموسم الذي يتقاسم لحظته الفلاح المغربي وأسرته أجواء الفرح والفرجة تيمنا بطرد النحس واستقبال موسم فلاحي جديد.

عروض التبوريدة التي انطلقت فعالياتها يوم 27 ماي واستمرت إلى غاية يوم 31 ماي 2022، كانت تحت إشراف وبتنظيم من الجمعية العبدية للفروسية التقليدية، حيث استقطبت أكثر من 60 ألف زائر وزائرة، حجوا طيلة أربعة أيام، من أجل الاستمتاع بجمال لوحات فنون التبوريدة العبدية التي بصمت منذ زمن، بمداد من ذهب مسار منافسات وإقصائيات العديد من دورات جائزة دار السلام وصالون الفرس.

وقد عرف يوم افتتاح عروض التبوريدة من طرف وزير الفلاحة والصيد البحري، ووالي جهة مراكش أسفي، وعامل إقليم أسفي وفعاليات تنتمي للمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية المنتخبة وفاعلين في حقل المجتمع المدني، (عرف يوم الافتتاح) تكريم بعض اَلْعَلَّامَةْ مْقَدْمِي سَرْبَاتْ اَلْخَيْلْ، كان أبرزهم لمقدم شرف البحراوي ممثل جمعية منتخب النور بجماعة مُولْ اَلْبَرْﯕِي التابعة لعمالة أسفي، على اعتبار أن الرجل وكتيبة فرسانه خلدوا اسم أسفي وعبدة في سجلات وأوراق المؤسسات ذات الصلة بمجال الفروسية عامة والتْبَوْرِيدَةْ خاصة. فضلا عن أن لَمْقَدَّمْ شرف البحراوي مقبل على منافسات جائزة الحسن الثاني بدار السلام بالرباط خلال شهر يونيو من السنة الجارية، ومؤهل أيضا للمشاركة في منافسات صالون الفرس بمدينة الجديدة.

خلال لحظة التكريم هذه، تسلم اَلْعَلَّامْ شرف البحراوي عن منطقة مُولْ اَلْبَرْﯕِي هدية من وزير الفلاحة والصيد البحري "سرج مغربي أصيل" صممته أيادي الصانع التقليدي، حيث اعتبرت الجائزة بالنسبة للعديد من المتتبعين رسالة من أجل ترسيخ عادات وتقاليد الموروث الثقافي الشعبي كتراث لامادي تم إدراجه ضمن قائمة اليونيسكو كتراث إنساني عالمي.

وفي سياق متصل تم تكريم أصغر مقدم لسربة الخيل المنضوية تحت لواء جمعية الفردوس لفن التبوريدة، والتي يترأسها العلام العربي لغزيل، حيث تسلم علام الخيل الطفل محمد أمين بكار (12 سنة) بدوره "سرج مغربي أصيل" على اعتبار أن شارك في إقصائيات مدينة مراكش ومثل إقليم أسفي أحسن تمثيل، بالإضافة إلى تكريم أربع أسماء من علامة الخيل ينتمون لمجال تراب عمال أسفي.

وقد تفاعل عشاق الخيل والبارود مع لحظة التكريم والاعتراف بمجهودات الخيالة "مَّالِينْ اَلْخَيْلْ"، والتي استقطبت خلال افتتاح عروض التبوريدة آلاف المواطنات والمواطنين نساء ورجالا شيوخا وأطفالا صفقوا لفرسان منطقة عبدة وأسفي، و وقفوا وقفة تقدير واحترام للعلام شرف البحراوي الذي بهر الجميع بطريقة حركاته وطلقاته الموحدة الرائعة.

في سياق متصل سجل العديد من المراقبين بأن محرك التبوريدة الذي خصص هذه السنة لفرسان البارود بالقرب من المعرض الوطني للكبار، (الكارتين بالقرب من مرجان) بأنه موقع استراتيجية رائع، تتوفر فيها جميع مواصفات البنية الاستقبالية والتي تحتاج للصيانة والترميم والعناية وإعادة الهندسة لضمان شروط الفرجة والراحة والأمن وكرامة الفارس وحصانه، سواء على مستوى المحرك الذي يجب توسعته وفق المعايير المعروفة (40 متر عرض و 140 متر طول)، بالإضافة إلى إحداث نقط الماء، طبعا مع توفير مدرجات للجمهور، وإحداث مرافق اقتصادية واجتماعية وبيئية وصحية تساهم في تجويد الفضاء بعد أن أضحت "اَلتْبَوْرِيدَةْ" تراثا مغربيا أصيلا ضمن قائمة التراث العالمي.

وقد عبر العديد من المسؤولين للجريدة، عن استعدادهم للعمل في القريب العاجل على مشروع ملعب التبوريدة بنفس الموقع وإحداث فضاء متعدد المهام ذات الصلة بفن التبوريدة، بعد الوقوف على سلبيات المحرك وانعدام مرافق ومدرجات للجمهور الغفير، تليق بتراث الفروسية التقليدية و"التْبَوْرِيدَةْ اَلْعَبْدِيَّةْ".

وعلاقة بموضوع حوادث "التْبَوْرِيدَةْ" التي تقع خلال تقديم عروض الفروسية التقليدية بالمواسم والمهرجانات، فالأمر يستدعي تدخلا عاجلا للشركة المغربية لتشجيع الفرس (لاسوريك) بصفتها مسؤولة أمام الجامعة الملكية للفروسية، من أجل الحد من استعمال البنادق القديمة (مكاحل) والتي تتسبب في عدة حوادث. رغم أن مسؤولية مْقَدَّمْ السَّرْبَةْ ثابتة بحكم أنه رئيس كتيبة فرسانه وملزم بمراقبة جودة لمكاحل قبل وبعد عروض التبوريدة.