الثلاثاء 19 مارس 2024
خارج الحدود

قانون الإجهاض يهدد الحزب الشعبي الإسباني بالانقسام

قانون الإجهاض يهدد الحزب الشعبي الإسباني بالانقسام رئيس الحزب الشعبي الإسباني، ألبرتو نونيز فييخو
أحدث قرار رئيس الحزب الشعبي الإسباني، ألبرتو نونيز فييخو، بعدم التصويت ضد الإجهاض الحالي، ولا الإصلاحات التي تتبنى وزيرة المساواة، إيرين مونتيرو، إدخالها عليه، ضجة في الحزب الشعبي. إذ تعتبر القيادية في الحزب إيزابيل دياز أيوسو، إضافة إلى أعضاء بارزين في ما يسمى داخل الحزب بـ"الأزناريين" ووزراء سابقين في حكومة ماريانو راخوي، أن عدم إعطاء هذه المعركة الأيديولوجية الأهمية التي تستحقها سيعمل لصالح "حزب فوكس" (يميني متطرف) في الانتخابات القادمة.

وحسب ما نقلته وسائل الإعلام الإسبانية، فإن فييخو، الذي ينتمي إلى الجناح الأكثر اعتدالًا ووسطية داخل الحزب، قام بإعطاء توجيهات إلى أعضاء من اللجنة التنفيذية الوطنية للحزب حتى لا يتحركون ضد إلغاء قانون الإجهاض، مما أدى إلى صراع بين الحساسيات المختلفة التي تتعايش داخل الحزب. بل إن موضوع الإجهاض أصبح إلى أكبر مهدد للتعايش الداخلي داخل هذا التنظيم، لوجود حساسيات مختلفة حول الموقف من هدا القانون وتأثيراته على الاستراتيجية الانتخابية للحزب.  فالموقف الذي دافع عنه زعيم الحزب السابق بابلو كاسادو، يرتبط مع معظم الناخبين المحافظين في الحزب ، ويرتبط أيضا مع "الناخب المحتمل" الموجود في الوسط الأيديولوجي اليميني الذي من المتوقع أن يصوت تصويتا عقابيا للحزب الشعبي إذا لم يقف ضد هذا القانون.

ويسعى أعضاء وازنون من الحزب الشعبي للوقوف ضد قرار الرئيس فييخو، حتى " نترك المزيد من المساحات الإيديولوجية مفتوحة لـفوكس، وأيضا حتىى لا نترك في الوقت نفسه ثغرات جديدة يمكن أن يستغلها حزب "مواطنون"، وفق ما عبرت عنه رئيسة الحزب بمنطقة مدريد.

وأضاف وسائل الإعلام الإسبانية أنه تأسيسا على فرضية أن "اليمين المتطرف" لا يمكنه أن يفوز في الانتخابات، فالحزب الشعبي سيوجه برنامجه الانتخابي لتقديم نفسه على أنه الحزب الرائد لليمين الوسط. ولهذا عير مسموح له بأي حال من الأحوال  أن يغفل خوض النقاش الإيديولوجي حول القضايا الاجتماعية الحساسة، مثل قانون مكافحة العنف ضد المرأة أو قوانين المساواة الأخرى المعتمدة في السنوات الأخيرة.

ومعلوم أن إيزابيل دياز أيوسو، قالت، قبل أيام قليلة، في مأدبة إفطار إعلامية نظمتها "El Debate"، إن الإجهاض يجب أن يكون "قانونيًا وآمنًا، وأيضا نادر الحدوث"، ورفضت أن تتم معالجته بمشاريع قوانين مثل المشروع الجاري العمل به حاليًا، ومعاملة النساء "كما لو كن مجرد حاضنات"، وأن "الحياة كما لو كانت مشكلة". فيما يرى أعضاء  "أزناريون" بارزون ووزراء سابقون في حكومة راخوي أن "عدم القتال من أجل الحياة هو لصالح حزب فوكس في الانتخابات".