الثلاثاء 19 مارس 2024
اقتصاد

الزكدوني: أزمة الإمدادات من الحبوب تفرض على المغرب  التعجيل بتغيير جذري في توجهاته الفلاحية

الزكدوني: أزمة الإمدادات من الحبوب تفرض على المغرب  التعجيل بتغيير جذري في توجهاته الفلاحية العربي الزكدوني، الخبير في السياسات الزراعية
قال العربي الزكدوني، الخبير في السياسات الزراعية، إنه من المحتمل أن تطول أزمة إمدادات الحبوب التي يعرفها العالم جراء الحرب الروسية الأوكرانية، وأن المغرب بات  في وضع صعب أمام تداعيات هذه الأزمة. وأكد الأستاذ الباحث السابق بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة  في تصريح اعلامي توصلت "أنفاس بريس" بنسخة منه أن تداعيات الأزمة ترجع بالأساس إلى إنخفاض الإنتاج المتوقع من القمح بالبلاد بشقيه الصلب واللين بسبب الجفاف، مستبعدا أن يصل المحصول الزراعي إلى 32  مليون قنطار، مضيفا أنه لا يعتقد  بأن يصل محصول القمح إلى 32 مليون قنطار هذه السنة كما هو معلن عنه، نظرا لتقلّص المساحات المزروعة بالحبوب مقارنة مع متوسط هذه المساحات خلال السنين الماضية. كما أن الإنتاج الوطني المرتقب ضئيل جدا والوضعية الراهنة في سوق الحبوب تتأزم، نظرا لأن العديد من الدول المنتجة الكبرى، وآخرها الهند بدأت تعلق  صادراتها من الحبوب. 

وانتقد الزكدوني ما ذهب إليه العديد من المحللين الذين يتحدثون عن انفراج مرتقب في هذه الأزمة، وينسون في ذلك  أن الدول المنتجة الكبرى شهدت بدورها جفافا وحرارة مهولة هذه السنة 2022 بما فيها الولايات المتحدة وفرنسا والهند وإسبانيا، وهو ما أثرّ على إنتاجها في هذا المجال.

 وأوضح  الخبير في السياسات الزراعية أن الإنتاج العالمي من الحبوب الخاص بهذا الموسم سيكون ضعيفا بشكل عام، كما توقع تضاؤل المساحات العالمية المزروعة خلال العام المقبل 2023  نظرا لإرتفاع الفاتورة الطاقية  والتي سينتج عنها إرتفاع في أسعار الأسمدة.

وفي ظل هذا الوضع الدولي المضطرب يعتبر الخبير الزكدوني أن إحدى نقاط قوة المغرب تتمثل في تنويعه لشركائه الدوليين في ما  يخص إستيراد الحبوب، وعدم اعتماده على  مورد واحد.

 ودعا أستاذ معهد الحسن الثاتي للزراعة والبيطرة إلى ضرورة  التعجيل بتغيير جذري في التوجهات السياسية الفلاحية في المغرب على ضوءالمعطيات الجيو-استراتيجية الحالية التي تنذر بمزيد من التقلبات المناخية وتضاؤل الموارد المائية وهي الوضعية التي لم تعد تسمح للمغرب بالإستمرار في بعض الإختيارات الفلاحية من قبيل دعم منتوجات موجهة للسوق الخارجية تستنزف بشكل مفرط الموارد المائية.