الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

افتتاح حديقة حيوانات عين السبع "قريباً".. الذّيب كدارها بيه مرّة وحدة!!!

افتتاح حديقة حيوانات عين السبع "قريباً".. الذّيب كدارها بيه مرّة وحدة!!!
سنُحَرّر سبتة ومليلية المحتلّتين ولن تُحرّر حديقة حيوانات "عين السبع"!! 
هذا هو الإحساس المفجع الذي يداهم كل بيضاوي مرّ بالصدفة من أمام "أطلال" هذه الحديقة. اسألوا سكان البرنوصي وعين السبع عن هذه الحديقة، سيعضون على شفاه النّدم، ويتمنّون لو ظلّت على سابق عهدها، مجرّد دار لـ"العجزة"  لإيواء الحيوانات "الهرمة" و"المسنّة" و"الضّامرة". لكنّ رؤية قرد "شارف" أو أسد مصاب بالروماتيزم، أو لبؤة تسعل ولا تزأر، أو غزالة تمشي على كرسي متحرّك، أفضل من رؤية "خرسنات" إسمنتية صمّاء!! 
لا يصدّقني ابني البالغ من العمر 14 سنة لمّا أحكي له أنّ ما وراء هذا السّور كانت هناك حديقة حيوانات، وأحياناً كنّا نسمع أصوات زئير الأسود كلّما مرّ قطار سريع خلف الحديقة، فيختلط الزئير بصوت صرير السكّة الحديدية. أشعرُ بالإحراج ويتعرّق "كيلوطي" وأنا لا أملك دليلاً على صدْق كلامي، وما يبدو أمامي بيوت من إسمنت، وسور يخفي خلفه الأشباح.
كنتُ أريد أن أخبر ابني عن ثمن التذكرة الزهيد الذي يبلغ درهمين لتسافر عبر الأمكنة والغابات والمستنقعات والجبال والكثبان. لكنّ نظرات ابني كانت كالرّماح مصوّبة نحو قلبي، بالرغم من أنّه زار تلك الحديقة اللعينة وهو صغير قبل إغلاقها عام 2014، لتنطلق مسيرة الكذب لأكثر من ثماني سنوات، وتشرع شركة "الدارالبيضاء للتهيئة" في بيع الوهم لتراث في ملك البيضاويين لأزيد من 80 سنة، أصبح اليوم أنقاضاً. 
هناك أخبار عن افتتاح حديقة حيوانات عين السبع قريباً، إلّا أنّ التجارب علمتني ألّا أثق في شيء اسمه "قريباً"، خصوصاً وأنّي ربّيت ابني على الصدق وكنتُ أعاقبه على الكذب، فكيف أشرحُ له أنّ "الكذب" هو من جينات معظم مسؤولي الدارالبيضاء، ولن أخبره بأنّ حديقة الحيوانات ستفتح أبوابها "قريباً" حتى أراها بأمّ عينيّ أو تلتزم أمامي العمدة نبيلة الرميلي باعتراف مكتوب أمام 12 شاهداً.
"الذيب" كدارها بيه مرّة وحدة!!!