السبت 20 إبريل 2024
فن وثقافة

الإعلامية أسمهان عمور: مساحة البرامج الثقافية في الإعلام العمومي ضعيفة بسبب طغيان الهاجس التجاري

الإعلامية أسمهان عمور: مساحة البرامج الثقافية في الإعلام العمومي ضعيفة بسبب طغيان الهاجس التجاري الإعلامية أسمهان عمور
قالت الإعلامية أسمهان عمور أثناء استضافتها من طرف قناة  campus tv maroc إن ولوجها للمجال الإعلامي منذ 34 سنة جاء بالصدفة، حيث حلت بالصدقة لتعويض غياب ضيف برنامج " حدائق الشعر " الذي يعده الزميل محمد بنعمارة، وكانت حديثة التخرج من جامعة سيدي محمد الأول بوجدة، بحكم علاقتها بجارتها التي تعمل تقنية بالإذاعة، فاقترحوا عليها المشاركة في برنامج " ماذا يقرؤون ؟ " مضيفة بأنها كانت حينها تقرأ كتب بالفرنسية، علما أن والدها خلف مكتبة باللغة الفرنسية.
وأشارت إلى أن المدير الأسبق لإذاعة وجدة الراحل عمر بلشهب أطلق عليها اسم "أسمهان عمور" علما أن اسمها الحقيقي هو "اسمهان اعمومور". فكانت بدايتها بالصدفة في العمل الإذاعي، ولكنها قبل ذلك – تقول أسمهان – كان هناك عشق كبير للمذياع والإذاعات، وضمنها الإذاعة الجزائرية التي كانت تلتقط بمدينة وجدة، وجميع الإذاعات الناطقة بالعربية، قبل أن يتم احتضانها بشكل كبير بإذاعة الرباط من طرف رموز الإعلام ( السيدة ليلى، رشيد الصباحي، امحمد البوكيلي، رائد الإعلام السمعي الحديث محمد بن عبد السلام ..) وكان أول برامجها هو برنامج " متابعات أدبية " رفقة زميلتها نعيمة بوعلاق، قبل أن تخوض تجربة إعداد برامج ثقافية وفنية مستقلة من قبيل برنامج "عائلات فنية" و"أزواج متألقون " و"حقيبة الأسبوع" و"زهور " منذ عام 1994 تاريخ انتقال امحمد البوكيلي صاحب برنامج "الريشة والقناع" إلى إذاعة طنجة، والذي حملت منه مشعل التخصص في إعداد برامج ثقافية وفنية.
وتعتبر اسمهان عمور أن الثقافة الوطنية هي فسيفساء متعددة، ولا تتمركز في محور الرباط – الدار البيضاء، كما تعتبر التخصص في إعداد برامج ثقافية نوع من النضال الثقافي في الوقت الذي ينفر فيه الكثيرون العمل في المجال الثقافي، لأن الأمر يتعلق بعمل مضن وشاق يتطلب متابعة يومية وحضور مكثف للندوات الثقافية، والإلمام بمختلف الأحداث الثقافية وأحدث إصدارات الرواية والشعر والقصة والقصة القصيرة بمقاربة نقدية، ليس في المغرب فقط بل على امتداد العالم العربي.
وتؤكد اسمهان أن المغرب أصبح اليوم محط ضوء بالنسبة للمشارقة خلافا لفترة الخمسينيات والستينيات، وهو الأمر الذي تؤكده الجوائز التي يحصدها المغاربة سواء تعلق بجوائز أدب الرحلة، جوائز الشيخ زايد، البوكر...والتي أبانت عن قدرة الكاتب المغربي على النقد وعلى فن الحكي والسرد..امتداد ثقافي مهم في العالم العربي راهنت عليه اسمهان عمور، دون إغفال حضور المغاربة على مستوى الثقافة الفرنكفونية، حيث استطاع الكثير من المغاربة حصد جوائز كبيرة (فؤاد العروي، الطاهر بنجلون، فؤاد اللعبي..) في الوقت الذي يسلط فيه الضوء فقط على السياسيين والفنانين أو أشباه الفنانين.
وفي ما يتعلق بالتطورات التي يشهدها الإعلام الرقمي، وتعاظم أدوار الشبكات الاجتماعية، تحث اسمهان عمور على ضرورة الغربلة والاكتفاء بما هو مفيد، فلا يمكن الاعتداد اليوم إلا بماهو ناضج في ظل بروز ثقافة الاستسهال، حيث أضحى اليوم كل من يكتب حرفين ينشرها عبر " الفيس بوك " أو عبر قناته " على "يوتيوب " الأمر الذي تسبب في نوع من "الإسهال الثقافي".
كما انتقدت اسمهان عمور المساحة المخصصة للبرامج الثقافية في الإعلام العمومي مقارنة بمسائل أخرى، بمبرر أن هذا الصنف من البرامج لا يجلب المستشهرين، مما يعني بحسب اسمهان أن المسألة أضحت تجارية محضة والتي تخضع لنسب المشاهدة والاستماع، علما أن نسب المشاهدة والاستماع أضحت بدون جدوى في ظل التطور الذي يعرفه العالم الرقمي، وبالتالي فالمتلقي لم يعد يتابع ما يفرض عليه، بل هو من يختار ما يود الاستماع إليه أو مشاهدته.