السبت 20 إبريل 2024
جرائم

ربيع الأبلق يحصد ما زرعه الزفرافي الأب من هذيان

ربيع الأبلق يحصد ما زرعه الزفرافي الأب من هذيان أحمد الزفزافي ( يمينا) وربيع الأبلق
قضت محكمة الحسيمة يوم الاثنين 25 أبريل2022، على ربيع الأبلق بأربع سنوات حبسا نافذا، وغرامة عشرين ألف درهم، على خلفية" الإخلال بواجب التوقير والاحترام للمؤسسة العليا للمملكة، وبوسائل الكترونية"..وكان الأبلق قد استفاد سابقا من العفو الملكي، ومن دعم مادي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتأسيس مشروع له..

لكن الملفت في حالة الأبلق، هو التهديد عقب هذا الحكم  بحرق نفسه، بأن يحول نفسه إلى "جثة بوعزيزي آخر". وهذا التهديد/الابتزاز بالانتحار ،كان موضع استنكار في الريف، لأنه ينم عن خلل في التفكير يرخي بظلاله السلبية أولا على الريفيين، وعلى كل المناضلين الملتحمين بأولويات قضايا المواطنين. فمتى أصبح استهداف شخص الملك حقا في منظومة حقوق الانسان يستوجب الانتحار من أجله؟ ومتى كان السب والقذف اسلوب من ينتسب للنضال الديموقراطي، في التغيير؟ ما عبر عنه الأبلق، هو تعبير عن خلل سيكولوجي يستوجب العلاج أولا. لكنه بلا شك يؤثر سلبا على ملف ما تبقى من معتقلي حراك الحسيمة. حيث يؤكد أن هذا الحراك،كما رسخته انزياحات الزفزافي نفسه، وكما تلقفها جمهوريو الحراك بالخارح، لم يكن باعثه متطلبات التنمية والعدالة المجالية، وهي موضع إجماع، بل المس بالمؤسسات الدستورية للبلاد..

ما قام به الأبلق من استهداف مباشر لشخص الملك، هو حصيلة مطورة، لمخاطبة الزفزافي الأب للملك بشكل وقح، في وسائل التواصل الاجتماعي. وإذا كان عامل السن يبرر تجاهل هذيان الزفزافي الأب، فإن مسلكه، وهو يلقى كثيرا من الاستهجان والاشمئزاز في الريف، كان من أولى ضحاياه هو الأبلق. كما كان من قبل، لعنتريات الزفزافي الإبن، ضحايا، من ذوي السياسة، ومن ذوي استعمال العنف في الحراك، على حد سواء.

لا شك أن قضايا التنمية في الريف، في حاجة إلى هبة لرصيد النضال الديموقراطي في الحسيمة، وليس ترك الساحة فارغة لكل ناعق. علما أن إجهاز الزفزافي الأب والابن على اللجنة المحلية للمطالبة بإطلاق سراح معتقلي حراك الحسيمة، بالرغم  من تمثيلتها للقوى الحية بالحسيمة، أدخل ملف الحراك، في مسار، لن يخدم إلا محترفي الاسترزاق.

من هنا، يكون تواصل تهور بعض المحسوبين على حراك الحسيمة، مدعاة  لينتفض عقلاء الريف لتصحيح مسار النقاش، ومسار التعامل الرسمي مع الملف. فعسى أن تكون انزلاقة الأبلق وابتزازه للدولة، فاتحة ومدخلا لعودة التأطير السياسي الحزبي السليم، ورد المظالم لتثبيت مناخ الثقة في الحسيمة وتجفيف منابت المسترزقين الذين يخاصمون موروث المغاربة.