الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

أحمد بومعيز:8 مارس مناسبة لإعلان المضمر من حقوق المرأة !!

أحمد بومعيز:8 مارس مناسبة لإعلان المضمر من حقوق المرأة !! أحمد بومعيز
اعتمدت بعض دول العالم ،منذ العشرينيات من القرن الماضي يوم ثامن مارس من كل سنة كيوم عالمي للمرأة ،أو اليوم العالمي لحقوق المرأة . وجرت عادة الاحتفال وعممت ثم تقلصت ،ثم تعممت،ثم قلصت ...وهكذا، بتردد مسترسل لمواقف التجمعات والدول والسياسات والديانات والايديولوجيات والمواقف..
بالطبع ،ليست المرأة هي من تختار التردد ولا التعميم..ولا الأنثى. فقط هي صارت وتصير مسيرة كي يحتفل بيومها هذا ،وهكذا .. فهي بالكاد مناسبة سنوية يحددها مزاج ذكوري..
قد يكون لمزاج الذكورة رأي في الاحتفال،وفي شكل وتوجه المرأة الأنثى التي يريدها أن تكون.ويمنحها هو الحق في الاحتفال. وبالمناسبة، لا يهتم المحتفلون مناسباتيا ولا يفرقون ،حتى، بين الأنثى والمرأة،وبين الذكر والرجل.وإذا كانت الأنثى والذكر معطيان طبيعيان،فالرجل والمرأة مفهومان ثقافيان وانروبولوجيان...وحكاية الاحتفال لا تعني الطبيعي في العلاقة والوجود ،بل هي شأن ثقافي وانتروبولجي.
وهكذا، صار العالم من خلال بعض دوله الأكثر سخاء في المن الحقوقي يضعون للمرأة أجندة،ويحتفلون بها يوما واحدا في السنة، ولها بذلك محطة لحظة ثابثة للإحتفال المحدد والمحدود. وبما أن المناسبة شرط ،فلا مانع من تحديد شروط المرأة التي يريد رجال العالم أو بعضهم الاحتفال بها . فبعضهم يحدد شروط الاحتفال في مدى استجابة المرأة لمد التسلط الذكوري على الذاكرة والتاريخ والمرجع...
ومنهم من يحدد شروط الاحتفال في مدى التنكر والطمس والالغاء والانغلاق والإغلاق والنفي والتخفي والإخفاء والستر والتستر والحجب والحجاب ،حد مفهوم العورة والعار الذي تصيره وتكونه المرأة الأنثى، جسدا وفكراوثقافة وذاتا ..هو ذاته الاحتفال بإلالغاء الحقوق ،وتكريس ممارسة الوصاية على الاحتفال وشروطه،وجودا و شكلا وجوهرا..
وللحرية هنا هامش التحايل على المفهوم كي تبرر ذاتها وغايتها وتجلياتها - أي الحرية- بالغاء حرية الروح والجسد، وطمس كل وجود ممكن للجمال والاختلاف ..
كما  أن هناك من يرى في شرط المناسبة صورة أخرى للمرأة الأنثى المراد الاحتفال بها ،كصورة للتشييء وشكل جسد معلب هنا وهناك، قابل للاستهلاك وفق أنظمة السوق والبضاعة ،وسياق الرغبات، وملء الفراغ بأكسوسوارات التانيث.  
وهناك أيضا ،من هم أكثر حداثة، وفق تشكيل الواجهات المستحدثة والمنمقة ، وهم من وضعوا للمرأة هوامشا وكولوارات موازية لمسايرة الوضع،ووضعوا لها حصيصا وكوطات..ولا يهتمون كثيرا إن كان في الأمر أحقية أم فبركة وتزيين أكسوسوارات قابلة للأدلجة ورجع الصدى، واخذ الصور في المجالس والمنتديات والبرلمانات...
هي إذن وفقط ،بعض هوامش وشاكلات احتفال لا تختلف كثيرا في مناسباتية اليوم القصير الذي يراد به الاعتراف ،وبالكاد يجتهد القوم كي يمنحوا وردة لامرأة  كائن إنسان كامل ،تحتاج لاعتراف فعلي جلي مستقل وتابث ومستدام ،غير منمق و مسلوب بسلطة الثقافة والانتروبولجيا ،وأشياء أخرى..
ويبقى للمرأة الحق في باقي أيام السنة..وللاحتفال هنا في يوم الثامن من مارس هامش المضمر في تاريخ العلاقة بين الذكر والانثى والرجل والمرأة.