عبر خالد بلعرفاوي، عقيد سابق في القوات المساعدة ومهتم بقضية الصحراء المغربية عن استيائه الشديد من تصريح عبد الله بووانو القيادي في حزب العدالة والتنمية والداعي الى التعامل مع عصابة البوليساريو ك " مغاربة مخطئون "، مشيرا بأن تصريح هذا الأخير لم يستحضر بتاتا التضحيات التي بذلها المغرب من أجل الوحدة الترابية، داعيا الى توحيد الخطاب الحزبي في مواجهة خصوم الوحدة الترابية في كل المحافل الإقليمية والدولية، علما أنه هناك أصوات ترتفع من داخل الكونغرس الأمريكي لتصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية في ظرف حساس تمرّ به الأقاليم الجنوبية للمملكة، حيث تتعرض مناطق مدنية لهجمات غادرة من طرف ميليشيات الانفصال المدعومة من الجزائر، مشيرا بأن تصريح بووانو يؤكد من جديد أن عددا من الأحزاب المغربية ليست لها معطيات كافية حول ما وقع في الصحراء المغربية قبل مرحلة بناء الجدار الأمني ( مابين 1975 و 1987 ) وما عرفته من تضحيات جسام لأفراد القوات المسلحة الملكية المغربية والقوات المساعدة.
كيف تلقيت تصريح عبد الله بووانو القيادي في حزب العدالة والتنمية والداعي الى عدم تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية ؟
تلقيت تصريح بووانو القيادي في حزب العدالة والتنمية والداعي الى التعامل مع عصابة البوليساريو ك " مغاربة مخطئون " باستياء واستغراب شديد، حيث لم يستحضر بتاتا التضحيات التي بذلها المغرب من أجل الوحدة الترابية، وضمنها التضحيات الجسيمة التي بذلها أفراد القوات المسلحة الملكية المغربية ومعهم أفراد القوات المساعدة ، حيث ضحوا بأرواحهم وأجسادهم فداء للوطن، ومنهم من يعانون الى اليوم من عاهات مستديمة.
تصريح بووانو تخطى الخطوط الحمراء في نظري في الوقت الذي كان ينتظر توحيد الخطاب الحزبي في مواجهة خصوم الوحدة الترابية في كل المحافل الإقليمية والدولية، حيث ترتفع الأصوات من داخل الكونغرس الأمريكي بتصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية، في ظرف حساس تمرّ به الأقاليم الجنوبية للمملكة، حيث تتعرض مناطق مدنية لهجمات غادرة من طرف ميليشيات الانفصال المدعومة من الجزائر. إن تصريح بووانو يؤكد من جديد أن عدد من الأحزاب المغربية – للأسف – ليست لها معطيات كافية حول ما وقع في الصحراء المغربية قبل مرحلة بناء الجدار الأمني ( مابين 1975 و 1987 ) وما شهدته من تضحيات جسام لأفراد القوات المسلحة الملكية المغربية والقوات المساعدة.
فعلى امتداد 2720 كيلومترا، يمتد الشريط الرملي من منطقة آسا الزاك إلى الحدود المغربية الموريتانية، وبفضله تمكّن المغرب من صد هجمات مليشيات البوليساريو، والحد من التسربات والاختراقات التي كانت تتم بين الفينة والأخرى للانفصاليين والمخابرات الجزائرية، ممن كانوا يحترفون الاختطاف والتقتيل في حق سكان الصحراء المغربية.
الجدار، بالإضافة إلى طوله، هو عبارة عن مرتفع رملي يتباين علوه بين 4 و6 أمتار في بعض المناطق، وعرضه يبلغ 6 إلى 100 متر ببعض الجهات، ذلك أنه أكبر من مجرد شريط رملي وخنادق، حيث يضم مواقع محصنة متقاربة في ما بينها ومستقلة، مزودة بوحدات تكنولوجية غاية في الدقة. كما تجوب المواقع دوريات عسكرية وظيفتها الأساسية المراقبة الأمنية والحد من تسربات مقاتلي البوليساريو، ومنعهم من الاختراق والتسرب نحو المناطق المغربية.
وبهذه المناسبة ، أوجه نداء للملك محمد السادس من أجل إعطاء تعليماته بتنظيم حدث وطني بالأقاليم الجنوبية بحضور قدماء الضباط السامون وبحضور الأمناء العامون للأحزاب السياسية تتخلله زيارات لهذه المعلمة العسكرية وللمناطق التي شهدت معارك ضارية مع الانفصاليين، مع إعادة توثيق هذه الأحداث، كي تطلع عليها الأجيال الحالية، وأخص بالذكر معركة كلتة زمور، معركة بئر انزران، معركة المحبس، معركة اجديرية، معركة أسا، معركة طانطان..إن إعادة كتابة تاريخ الصحراء المغربية أمر هام للغاية، فهو الكفيل بتمكيننا من معالجة المستقبل ووضع حد لتزييف الحقائق من طرف خصوم الوحدة الترابية.
القوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة تحملت مسؤوليتها كاملة في الدفاع عن الوحدة الترابية منذ بداية اندلاع النزاع المفتعل، وكان ذلك عبر مرحلتين : المرحلة الأولى منذ إطلاق المسيرة الخضراء الى غاية بناء الجدار الأمني، والمرحلة الثانية بعد بناء الجدار الأمني، والذي أدخلت عليه مجموعة من التحسينات والتكنولوجيات الحديثة، حيث يضم قواعد تكنولوجية متطورة للرصد، ويجمع بين المراقبة والترصد والتنصت والمتابعة الدقيقة والاتصالات السلكية واللاسلكية، مع ضمه لمختلف أنواع الأسلحة التي قد يحتاجها الجيش للدفاع عن الوطن، فضلا عن يقظة متواصلة على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع، الأمر الذي مكن المغرب من حسم الملف عسكريا، حيث أصبح التفوق العسكري حليف المغرب، وقد تحقق كل هذا بفضل التضحيات الجسام لأفراد القوات المسلحة الملكية، حيث خلف النزاع المفتعل استشهاد العديد من أفراد القوات المسلحة الملكية وخلف العديد من معطوبي الحرب ..
كيف تنظر الى المكاسب التي حققها ملف الصحراء المغربية على المستوى الدبلوماسي باعتراف العديد من الدول الكبرى بمغربية الصحراء وأبرزهم الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا واسبانيا ؟
ملف الصحراء المغربية حقق مكاسب مهمة في السنوات الأخيرة، باعتراف العديد من الدول وأبرزهم الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا واسبانيا بمغربية الصحراء، الى جانب اعتراف عدد هام من البلدان الإفريقية وفتح مكاتب قنصلية بالأقاليم الجنوبية، والفضل يعود الى توجيهات الملك محمد السادس وجهود الدبلوماسية الخارجية وعلى رأسها الوزير ناصر بوريطة، دون إغفال الدور الهام الذي لعبه ممثل المغرب في الأمم المتحدة، فتوفر كفاءات دبلوماسية عالية جعل الملف في أيادي آمنة مما مكن من تحقيق مكاسب مهمة على الصعيد الدولي. وعلى ذكر المكاسب الدبلوماسية و العسكرية التي حققها المغرب، فلا يمكن إنكار الدعم الذي قدمه الخبراء الاسرائيليون للقوات المسلحة الملكية المغربية، وهذا أمر يدركه قدماء الجيش المغربي، حيث قدموا لنا الدعم التقني في بناء الجدار الأمني الى جانب تبادل المعلومات، فلولا بناء الجدار الأمني لخلفت الحرب في الصحراء المغربية ما يفوق 200 ألف شهيد، وقد كان والدي الرائد عبد الواحد بلعرفاوي رحمه الله من ضمن الضحايا في المنطقة الجنوبية بتاريخ 7 فبراير 1983، حيث لم يكن الجيش يتحكم فيها بشكل جيد قبل بناء الجدار الأمني، الى جانب أهمية إقامة الرادارات وحاليا تم تجهيز الجيش بالطائرات المسيرة..يعني أن الجيش المغربي قام بمجهودات جبارة في السنين الأخيرة.
وما رأيك بشأن التصنيع العسكري، هل سيمكن من تعزيز مكانة المغرب على الصعيد الإقليمي ؟
التصنيع العسكري أمر مهم للغاية في حسم الصراع، علما أن الجزائر تخصص ميزانية ضخمة للتسلح، حيث قرر المغرب استحداث منطقتين صناعيتين عسكريتين، في خطوة جديدة ترمي إلى تعزيز مسار توطين الصناعة العسكرية. ولا يقتصر المغرب على تصنيع هذه المعدات، بل توجه أيضا إلى تطوير صناعات عسكرية أخرى مثل المسيّرات ومعدات الحرب الإلكترونية، موقعا عددا من طلبات عروض استيراد السلاح، وهو التوجه الذي سيمكن المغرب من أن يصبح رائدا إقليميا في مجال الصناعة العسكرية، يعززه رفع ميزانية الدفاع لسنة 2025، وينبغي أن يواكب هذا المجهود بتدشين إصلاحات في المدارس العسكرية، فوالدي رحمه الله تلقى تكوينه في الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس وكان الولوج لها يتم عبر شهادة " بروفي " ، بينما تمكنت من ولوج الأكاديمية الملكية العسكرية بشهادة الباكلوريا، وأعتقد أنه ينبغي مستقبلا العمل على تخريج مهندسين ودكاترة من مدارس الضباط ، فصناعة الأسلحة تتطلب الرفع من مستوى التكوين بمدارس الضباط وتخريج تقنيين من مستوى عال ومهندسين ودكاترة، كما أن الجنود ينبغي أن يكونوا مستقبلا حاملين لدبلومات تقنية .
هل يمكن القول أن الجزائر تعيش حاليا حالة من العزلة على الصعيد الدولي، بتزايد اعتراف عدد من بلدان العالم بأهمية مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد ودائم للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية ؟
اذا كان الإسرائيليون لازالوا يتذكرون تصدي الملك الراحل محمد الخامس لتوجهات حكومة فيشي الفرنسية التي كانت تسعى الى تطبيق قوانين تعادي اليهود في بلدان أخرى ومن ضمنها المغرب الذي كان محمية فرنسية بإيحاء من ألمانيا النازية ، حيث كان رده " " لا يوجد مواطنون يهود، ولا مواطنون مسلمون، كلهم مغاربة "، فإن النظام العسكري الجزائري - للأسف - تنكر للتضحيات الكبيرة التي قدمها المغاربة لدعم الثورة الجزائرية لنيل الاستقلال، حيث قدموا للجزائريين المال والسلاح ، بل إن منهم من قدموا أرواحهم فداء لاستقلال الجزائر، كما أن الملك الراحل محمد الخامس دعم الثورة الجزائرية ماديا و معنويا، و كانت الأراضي المغربية مأوى للمجاهدين و اللاجئين و مركزا للقيادة الثورية، واعتبر الملك أن الثورة الجزائرية هي استكمال تحرير ما تبقى من الوجود الاستعماري في المغرب العربي، فقد استقبل في قصره مفجرو الثورة و أعطاهم دعما سياسيا فكان المغرب مقرا للعديد من المؤتمرات واللقاءات المساندة للثورة الجزائرية، لكن رغم ذلك فإن النظام العسكري الجزائري يصر على التنكر لها بدعمه للانفصاليين في الصحراء المغربية، بل إنه جعل من قضية الصحراء المغربية ملفا أساسيا للسياسة الخارجية الجزائرية مع العلم أن ملف الصحراء المغربية لا يعنيهم بالأساس، وأعتقد أن النظام العسكري الجزائري لو أنها كرس الجهود التي يبذلها من أجل تحقيق التنمية في الجزائر بدل دعم الانفصاليين لكانت الجزائر مثل بعض بلدان الخليج العربي كالإمارات العربية المتحدة وكقطر.
النظام الجزائري نظام فاشل في جميع الميادين، والشيء الوحيد الذي استطاع أن ينجح فيه هو زرع الحقد والكراهية لدى فئات واسعة من الشعب الجزائري ضد المغرب والمغاربة، وأنا أتذكر بالمناسبة تصريح سابق لسعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري والذي وصف فيه المغرب ب " العدو الكلاسيكي ". إنهم يحملون فوبيا تجاه المغرب، وهدفهم هو ضمان استمرار الصراع في المنطقة المغاربية باعتباره المدخل لضمان الحفاظ على نهب الثروة الجزائرية، فمعظم جنرالات الجزائر يتوفرون على أرصدة بنكية ضخمة وعقارات في فرنسا، وهذه تعد ورقة ضغط تستغلها أحيانا فرنسا في مواجهة بعض المسؤولين الجزائريين . المغرب مطالب باتخاذ جميع الاحتياطات الأمنية والعسكرية في مواجهة الجزائر، وأن يكون سيناريو الحرب جاهز بشكل دائم لدى القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، فنحن أمام عدو متهور يتوفر على ترسانة من الأسلحة المتطورة، وكسب ملف الصحراء المغربية دبلوماسيا يجعلنا أماما سيناريوهين : سيناريو الخضوع لأمر الواقع والدخول في حوار ومفاوضات مع المغرب أو سيناريو الدخول في الحرب، فالنظام العسكري الجزائري ليس لديه ما يخسره، خلافا للمغرب الذي بذل جهودا مهمة لتحقيق التنمية رغم إمكانياتنا ومواردنا المتواضعة مقارنة مع الجزائر . وحقيقة فإن المغرب يتحكم جيدا في الوضع، ونحن نفتخر بقواتنا المسلحة المرابطون بالأقاليم الجنوبية، لكن لابد من رد الاعتبار لشهداء الوحدة الترابية ومعطوبي الحرب والذي ضحوا بشكل كبير في الفترة ما قبل بناء الجدار الأمني عبر تحسين أوضاعهم المادية والمعنوية والتكفل برعايتهم الصحية وتكريمهم وتمكين أسرهم من تقاعد محترم، وأعطي مثال والدي لما توفي لم نكن نتوفر على تأمين صحي، مما جعلنا نعاني كثيرا بعد وفاته، علما أن الأمر يتعلق بشهيد من أجل الوحدة الترابية كان يعمل كضابط سامي فما بالك بمعاناة أسر الشهداء حينما يتعلق الأمر بوفاة جندي عادي. آن الأوان لتكريم والاحتفاء بالشهداء والجنود الذي ضحوا من أجل الوحدة الترابية بمناسبة عيد المسيرة الخضراء على غرار ما تقوم به عدد من بلدان العالم وضمنهم فرنسا التي تقيم اليوم الوطني الفرنسي بتاريخ 14 يوليوز والذي يخلد ذكرى اقتحام سجن الباستيل في 1789 وانتصار الثورة الفرنسية، حيث تسود البلاد في هذا اليوم أجواء من الفرح والاحتفالات، ألعاب نارية ضخمة وتقام حفلات فنية وأنشطة رياضية. وفي نظري فأول خطوة ينبغي اتخاذها بهذا الصدد هي إصلاح نظام التقاعد العسكري وتحسين الأوضاع المادية والاجتماعية للشهداء ومعطوبي الحرب لضمان العيش الكريم لهذه الفئة التي ضحت من أجل الوحدة الترابية.. للأسف لا أحد اليوم يسلط الضوء على تضحيات هؤلاء، علما أنهم بحاجة الى العناية والرعاية والاهتمام على غرار المجهود الذي تقوم به المندوبية السامية لأعضاء المقاومة وجيش التحرير لفائدة أسرة المقاومة.
كيف تلقيت تصريح عبد الله بووانو القيادي في حزب العدالة والتنمية والداعي الى عدم تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية ؟
تلقيت تصريح بووانو القيادي في حزب العدالة والتنمية والداعي الى التعامل مع عصابة البوليساريو ك " مغاربة مخطئون " باستياء واستغراب شديد، حيث لم يستحضر بتاتا التضحيات التي بذلها المغرب من أجل الوحدة الترابية، وضمنها التضحيات الجسيمة التي بذلها أفراد القوات المسلحة الملكية المغربية ومعهم أفراد القوات المساعدة ، حيث ضحوا بأرواحهم وأجسادهم فداء للوطن، ومنهم من يعانون الى اليوم من عاهات مستديمة.
تصريح بووانو تخطى الخطوط الحمراء في نظري في الوقت الذي كان ينتظر توحيد الخطاب الحزبي في مواجهة خصوم الوحدة الترابية في كل المحافل الإقليمية والدولية، حيث ترتفع الأصوات من داخل الكونغرس الأمريكي بتصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية، في ظرف حساس تمرّ به الأقاليم الجنوبية للمملكة، حيث تتعرض مناطق مدنية لهجمات غادرة من طرف ميليشيات الانفصال المدعومة من الجزائر. إن تصريح بووانو يؤكد من جديد أن عدد من الأحزاب المغربية – للأسف – ليست لها معطيات كافية حول ما وقع في الصحراء المغربية قبل مرحلة بناء الجدار الأمني ( مابين 1975 و 1987 ) وما شهدته من تضحيات جسام لأفراد القوات المسلحة الملكية المغربية والقوات المساعدة.
فعلى امتداد 2720 كيلومترا، يمتد الشريط الرملي من منطقة آسا الزاك إلى الحدود المغربية الموريتانية، وبفضله تمكّن المغرب من صد هجمات مليشيات البوليساريو، والحد من التسربات والاختراقات التي كانت تتم بين الفينة والأخرى للانفصاليين والمخابرات الجزائرية، ممن كانوا يحترفون الاختطاف والتقتيل في حق سكان الصحراء المغربية.
الجدار، بالإضافة إلى طوله، هو عبارة عن مرتفع رملي يتباين علوه بين 4 و6 أمتار في بعض المناطق، وعرضه يبلغ 6 إلى 100 متر ببعض الجهات، ذلك أنه أكبر من مجرد شريط رملي وخنادق، حيث يضم مواقع محصنة متقاربة في ما بينها ومستقلة، مزودة بوحدات تكنولوجية غاية في الدقة. كما تجوب المواقع دوريات عسكرية وظيفتها الأساسية المراقبة الأمنية والحد من تسربات مقاتلي البوليساريو، ومنعهم من الاختراق والتسرب نحو المناطق المغربية.
وبهذه المناسبة ، أوجه نداء للملك محمد السادس من أجل إعطاء تعليماته بتنظيم حدث وطني بالأقاليم الجنوبية بحضور قدماء الضباط السامون وبحضور الأمناء العامون للأحزاب السياسية تتخلله زيارات لهذه المعلمة العسكرية وللمناطق التي شهدت معارك ضارية مع الانفصاليين، مع إعادة توثيق هذه الأحداث، كي تطلع عليها الأجيال الحالية، وأخص بالذكر معركة كلتة زمور، معركة بئر انزران، معركة المحبس، معركة اجديرية، معركة أسا، معركة طانطان..إن إعادة كتابة تاريخ الصحراء المغربية أمر هام للغاية، فهو الكفيل بتمكيننا من معالجة المستقبل ووضع حد لتزييف الحقائق من طرف خصوم الوحدة الترابية.
القوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة تحملت مسؤوليتها كاملة في الدفاع عن الوحدة الترابية منذ بداية اندلاع النزاع المفتعل، وكان ذلك عبر مرحلتين : المرحلة الأولى منذ إطلاق المسيرة الخضراء الى غاية بناء الجدار الأمني، والمرحلة الثانية بعد بناء الجدار الأمني، والذي أدخلت عليه مجموعة من التحسينات والتكنولوجيات الحديثة، حيث يضم قواعد تكنولوجية متطورة للرصد، ويجمع بين المراقبة والترصد والتنصت والمتابعة الدقيقة والاتصالات السلكية واللاسلكية، مع ضمه لمختلف أنواع الأسلحة التي قد يحتاجها الجيش للدفاع عن الوطن، فضلا عن يقظة متواصلة على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع، الأمر الذي مكن المغرب من حسم الملف عسكريا، حيث أصبح التفوق العسكري حليف المغرب، وقد تحقق كل هذا بفضل التضحيات الجسام لأفراد القوات المسلحة الملكية، حيث خلف النزاع المفتعل استشهاد العديد من أفراد القوات المسلحة الملكية وخلف العديد من معطوبي الحرب ..
كيف تنظر الى المكاسب التي حققها ملف الصحراء المغربية على المستوى الدبلوماسي باعتراف العديد من الدول الكبرى بمغربية الصحراء وأبرزهم الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا واسبانيا ؟
ملف الصحراء المغربية حقق مكاسب مهمة في السنوات الأخيرة، باعتراف العديد من الدول وأبرزهم الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا واسبانيا بمغربية الصحراء، الى جانب اعتراف عدد هام من البلدان الإفريقية وفتح مكاتب قنصلية بالأقاليم الجنوبية، والفضل يعود الى توجيهات الملك محمد السادس وجهود الدبلوماسية الخارجية وعلى رأسها الوزير ناصر بوريطة، دون إغفال الدور الهام الذي لعبه ممثل المغرب في الأمم المتحدة، فتوفر كفاءات دبلوماسية عالية جعل الملف في أيادي آمنة مما مكن من تحقيق مكاسب مهمة على الصعيد الدولي. وعلى ذكر المكاسب الدبلوماسية و العسكرية التي حققها المغرب، فلا يمكن إنكار الدعم الذي قدمه الخبراء الاسرائيليون للقوات المسلحة الملكية المغربية، وهذا أمر يدركه قدماء الجيش المغربي، حيث قدموا لنا الدعم التقني في بناء الجدار الأمني الى جانب تبادل المعلومات، فلولا بناء الجدار الأمني لخلفت الحرب في الصحراء المغربية ما يفوق 200 ألف شهيد، وقد كان والدي الرائد عبد الواحد بلعرفاوي رحمه الله من ضمن الضحايا في المنطقة الجنوبية بتاريخ 7 فبراير 1983، حيث لم يكن الجيش يتحكم فيها بشكل جيد قبل بناء الجدار الأمني، الى جانب أهمية إقامة الرادارات وحاليا تم تجهيز الجيش بالطائرات المسيرة..يعني أن الجيش المغربي قام بمجهودات جبارة في السنين الأخيرة.
وما رأيك بشأن التصنيع العسكري، هل سيمكن من تعزيز مكانة المغرب على الصعيد الإقليمي ؟
التصنيع العسكري أمر مهم للغاية في حسم الصراع، علما أن الجزائر تخصص ميزانية ضخمة للتسلح، حيث قرر المغرب استحداث منطقتين صناعيتين عسكريتين، في خطوة جديدة ترمي إلى تعزيز مسار توطين الصناعة العسكرية. ولا يقتصر المغرب على تصنيع هذه المعدات، بل توجه أيضا إلى تطوير صناعات عسكرية أخرى مثل المسيّرات ومعدات الحرب الإلكترونية، موقعا عددا من طلبات عروض استيراد السلاح، وهو التوجه الذي سيمكن المغرب من أن يصبح رائدا إقليميا في مجال الصناعة العسكرية، يعززه رفع ميزانية الدفاع لسنة 2025، وينبغي أن يواكب هذا المجهود بتدشين إصلاحات في المدارس العسكرية، فوالدي رحمه الله تلقى تكوينه في الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس وكان الولوج لها يتم عبر شهادة " بروفي " ، بينما تمكنت من ولوج الأكاديمية الملكية العسكرية بشهادة الباكلوريا، وأعتقد أنه ينبغي مستقبلا العمل على تخريج مهندسين ودكاترة من مدارس الضباط ، فصناعة الأسلحة تتطلب الرفع من مستوى التكوين بمدارس الضباط وتخريج تقنيين من مستوى عال ومهندسين ودكاترة، كما أن الجنود ينبغي أن يكونوا مستقبلا حاملين لدبلومات تقنية .
هل يمكن القول أن الجزائر تعيش حاليا حالة من العزلة على الصعيد الدولي، بتزايد اعتراف عدد من بلدان العالم بأهمية مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد ودائم للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية ؟
اذا كان الإسرائيليون لازالوا يتذكرون تصدي الملك الراحل محمد الخامس لتوجهات حكومة فيشي الفرنسية التي كانت تسعى الى تطبيق قوانين تعادي اليهود في بلدان أخرى ومن ضمنها المغرب الذي كان محمية فرنسية بإيحاء من ألمانيا النازية ، حيث كان رده " " لا يوجد مواطنون يهود، ولا مواطنون مسلمون، كلهم مغاربة "، فإن النظام العسكري الجزائري - للأسف - تنكر للتضحيات الكبيرة التي قدمها المغاربة لدعم الثورة الجزائرية لنيل الاستقلال، حيث قدموا للجزائريين المال والسلاح ، بل إن منهم من قدموا أرواحهم فداء لاستقلال الجزائر، كما أن الملك الراحل محمد الخامس دعم الثورة الجزائرية ماديا و معنويا، و كانت الأراضي المغربية مأوى للمجاهدين و اللاجئين و مركزا للقيادة الثورية، واعتبر الملك أن الثورة الجزائرية هي استكمال تحرير ما تبقى من الوجود الاستعماري في المغرب العربي، فقد استقبل في قصره مفجرو الثورة و أعطاهم دعما سياسيا فكان المغرب مقرا للعديد من المؤتمرات واللقاءات المساندة للثورة الجزائرية، لكن رغم ذلك فإن النظام العسكري الجزائري يصر على التنكر لها بدعمه للانفصاليين في الصحراء المغربية، بل إنه جعل من قضية الصحراء المغربية ملفا أساسيا للسياسة الخارجية الجزائرية مع العلم أن ملف الصحراء المغربية لا يعنيهم بالأساس، وأعتقد أن النظام العسكري الجزائري لو أنها كرس الجهود التي يبذلها من أجل تحقيق التنمية في الجزائر بدل دعم الانفصاليين لكانت الجزائر مثل بعض بلدان الخليج العربي كالإمارات العربية المتحدة وكقطر.
النظام الجزائري نظام فاشل في جميع الميادين، والشيء الوحيد الذي استطاع أن ينجح فيه هو زرع الحقد والكراهية لدى فئات واسعة من الشعب الجزائري ضد المغرب والمغاربة، وأنا أتذكر بالمناسبة تصريح سابق لسعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري والذي وصف فيه المغرب ب " العدو الكلاسيكي ". إنهم يحملون فوبيا تجاه المغرب، وهدفهم هو ضمان استمرار الصراع في المنطقة المغاربية باعتباره المدخل لضمان الحفاظ على نهب الثروة الجزائرية، فمعظم جنرالات الجزائر يتوفرون على أرصدة بنكية ضخمة وعقارات في فرنسا، وهذه تعد ورقة ضغط تستغلها أحيانا فرنسا في مواجهة بعض المسؤولين الجزائريين . المغرب مطالب باتخاذ جميع الاحتياطات الأمنية والعسكرية في مواجهة الجزائر، وأن يكون سيناريو الحرب جاهز بشكل دائم لدى القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، فنحن أمام عدو متهور يتوفر على ترسانة من الأسلحة المتطورة، وكسب ملف الصحراء المغربية دبلوماسيا يجعلنا أماما سيناريوهين : سيناريو الخضوع لأمر الواقع والدخول في حوار ومفاوضات مع المغرب أو سيناريو الدخول في الحرب، فالنظام العسكري الجزائري ليس لديه ما يخسره، خلافا للمغرب الذي بذل جهودا مهمة لتحقيق التنمية رغم إمكانياتنا ومواردنا المتواضعة مقارنة مع الجزائر . وحقيقة فإن المغرب يتحكم جيدا في الوضع، ونحن نفتخر بقواتنا المسلحة المرابطون بالأقاليم الجنوبية، لكن لابد من رد الاعتبار لشهداء الوحدة الترابية ومعطوبي الحرب والذي ضحوا بشكل كبير في الفترة ما قبل بناء الجدار الأمني عبر تحسين أوضاعهم المادية والمعنوية والتكفل برعايتهم الصحية وتكريمهم وتمكين أسرهم من تقاعد محترم، وأعطي مثال والدي لما توفي لم نكن نتوفر على تأمين صحي، مما جعلنا نعاني كثيرا بعد وفاته، علما أن الأمر يتعلق بشهيد من أجل الوحدة الترابية كان يعمل كضابط سامي فما بالك بمعاناة أسر الشهداء حينما يتعلق الأمر بوفاة جندي عادي. آن الأوان لتكريم والاحتفاء بالشهداء والجنود الذي ضحوا من أجل الوحدة الترابية بمناسبة عيد المسيرة الخضراء على غرار ما تقوم به عدد من بلدان العالم وضمنهم فرنسا التي تقيم اليوم الوطني الفرنسي بتاريخ 14 يوليوز والذي يخلد ذكرى اقتحام سجن الباستيل في 1789 وانتصار الثورة الفرنسية، حيث تسود البلاد في هذا اليوم أجواء من الفرح والاحتفالات، ألعاب نارية ضخمة وتقام حفلات فنية وأنشطة رياضية. وفي نظري فأول خطوة ينبغي اتخاذها بهذا الصدد هي إصلاح نظام التقاعد العسكري وتحسين الأوضاع المادية والاجتماعية للشهداء ومعطوبي الحرب لضمان العيش الكريم لهذه الفئة التي ضحت من أجل الوحدة الترابية.. للأسف لا أحد اليوم يسلط الضوء على تضحيات هؤلاء، علما أنهم بحاجة الى العناية والرعاية والاهتمام على غرار المجهود الذي تقوم به المندوبية السامية لأعضاء المقاومة وجيش التحرير لفائدة أسرة المقاومة.