الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

محمد زيان: كائن غزير العقوق.. لايرعى دما أو حرمة

محمد زيان: كائن غزير العقوق.. لايرعى دما أو حرمة المحامي محمد زيان
يزعم دائما أنه يرى كل شيء، ويعرف كل شيء، وأنه سيفضح الجميع كلما أحس أن الحبل يقترب من عنقه، ونسي أنه الفضيحة نفسها. إنه المحامي محمد زيان الذي رافع بمفرده، في أبريل 1992، دفاعا عن "لصوص الحكومة" ضد نونبر الأموي، الكاتب العام السابق للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، المؤازر آنذلك بـ 1300 محام.

كانت تلك فضيحته الأولى  التي لن يمحوها التاريخ. أما فضائحه الأخرى، فهي سلسلة لا تنتهي. وها هو الآن، بعد 30 سنة من الزلات والعجائب، ينتهي به المطاف إلى الحكم عليه بالسجن. فقد أدانته المحكمة الابتدائية بالرباط، بثلاث سنوات حبسا نافذا، وغرامة قدرها 5000 درهم، ودرهم رمزي الدولة للمغربية، و100 ألف درهم للمطالبة بالحق المدني، نجلاء فيصلي؛ وهو الحكم الذي من المفروض أن يُخجل صاحبه الذي كان أول وزير لحقوق الإنسان، وكان نقيبا للمحامين بالرباط وزعيم حزب( ياحسرتاه!)، إذا كان في قلبه أدنى إحساس بالحياء. حكم لا يشبه ذلك الضجيج الذي أحدثه "محامي اللصوص" حين تمكن، بفعل السياق السياسي المغلق والتحكم في مؤسسات القضاء في العهد الماضي، من الزج بالزعيم النقابي نوبير الأموي قال "شهادة على العصر"، وأدلى برأي شجاع حول نظام الحكم في المغرب.

فليس غريبا، إذن، أن إدانة زيان من أجل المنسوب إليه لم تثر أي هياج حقوقي أو سياسي، وأنه يشبه ذلك المهرج الذي يمشي في الشارع دون أن يحييه أحد. لم يكن مناضلا لتشتعل الأقدام من أجله، ولم يكن نزيها ليسارع النزهاء إلى التحرك الديمقراطي المنظم من أجل إخراجه من "الغرفة المقفلة". ظل يضرب في كل اتجاه، يصرخ ويلعن وينفخ أوداجه من أجل إثارة الانتباه.

سياسي دون مواهب، ومحامي دون أي ضمير حقوقي. أما موهبته الحقيقية، فتكمن في "مسرحة الفضائح"، والمحاولات اليائسة للالتحاق بمنطقة الشراسة النضالية، والكشف عن حقده المكين والعلني على الاتحاديين جميعا، وحتى على سلالتهم التي لم تولد بعد. 

لا يخفي محمد زيان أنه يريد أن يكون معارضا، ولا يخفي أنه ينطوي على أسرار برائحة الفضيحة إذا كشفها ستزلزل الأرض زلزالها. بيد أن السؤال هو: ما هي الجهة التي سيعارضها زيان؟ هل سيعارض الحكومة، أم المعارضة، أم حزبه (الحزب المغربي الحر)، أم "هويته المذهبية" التي لا نعرف هل هي ليبرالية أم "حلايقية" أم "فيدورية" أم "جنونحلوفية"؟ أم نفسه الأمارة بالضجيج والعهر اللفظي والسكر العلني؟

لقد تربى محمد زيان في كنف المخزن، وأكل من موائده، شحما ولحما وعسلا، لكنه، الآن، وبعد أن جرى ماء كثير تحت الجسر، يأبى إلا أن يظل على قيد الطعام. والحل، كما سولت له تجربته القديمة، هو أن يهاجم الجميع، دون أن يبقي على أحد. يرمي طلقاته في كل اتجاه، حتى في اتجاه ولي نعمته: المخزن، مثل ولد غزير العقوق، لا يرعى دم أو حرمة. لكن أنى له بالقدرة على المعارضة؟
الرجل لا يفقه إلا في التمسح وإخراج العينين واللسان، ومحاولة قلب الطاولة على المخزن لحمله على الامتثال لرغباته المنحرفة. إنه مخزني مائل إلى أطماعه وشهواته حتى النخاع. مخزني تربى في كنف رجلين أبانا عن دراية كبيرة بـ"تامخزانيت" في حلتها القديمة:  إدريس البصري وأحمد رضا اكديرة. لكنه، بعكسهما تماما، لا يملك أي خطاب فكري أو مرجعية سياسية أو تاريخية، ولا معجم ديمقراطي. إنه يملك الآن فقط 13 تهمة، من بينها "إهانة رجال القضاء وموظفين عموميين بمناسبة قيامهم بمهامهم بأقوال وتهديدات بقصد المساس بشرفهم وشعورهم والاحترام الواجب لسلطتهم، وإهانة هيئات منظمة، ونشر أقوال للتأثير على قرارات رجال القضاء قبل صدور حكم غير قابل للطعن، وبث ادعاءات ووقائع كاذبة ضد امرأة بسبب جنسها، وبث ادعاءات ووقائع كاذبة قصد التشهير بالأشخاص عن طريق الأنظمة المعلوماتية، والتحريض على خرق تدابير الطوارئ الصحية، والمشاركة في الخيانة الزوجية، والمشاركة في إعطاء القدوة السيئة للأطفال نتيجة سوء السلوك، والمشاركة في مغادرة شخص للتراب الوطني بطريقة سرية، وتهريب مجرم من البحث ومساعدته على الهرب، والتحرش الجنسي".