الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

حنان رحاب: لم ير بنكيران غلاء الأسعار وصوب مدفعيته لجريدة "الأحداث"

حنان رحاب: لم ير بنكيران غلاء الأسعار وصوب مدفعيته لجريدة "الأحداث" حنان رحاب وعبد الإله بنكيران

اعتاد الجميع على ردود الفعل الهستيرية لعبد الإله بنكيران شفاه الله تعالى، ولكن ما لا استوعبه أكثر هو جر حزبه ليصبح واجهة لتصريف مشاكله أو عقده الشخصية مع أشخاص أو هيآت أو منابر صحفية.

 

لقد هاجم بنكيران بدون أي سياق أشخاصا ومدونين وصحافيين لا يستسغيهم، لعوامل شخصية أساسا، فهؤلاء الذين هاجمهم بنكيران انتقدوا تصريحات له كان يطلقها حتى قبل أن يعود للأمانة العامة لحزبه، بمعنى يتحمل هو وحده فقط مسؤوليتها، ولا علاقة لحزبه بالموضوع في البداية، لكنه استغل المجلس الوطني لحزبه لتصريف خلافاته الشخصية.

 

نسي بنكيران الأوضاع الصعبة التي يمر منها المواطنون، ونسي موقع حزبه في المعارضة، ونسي الوضع العالمي المأزوم والذي ستكون له تداعيات على كل البلدان، ونسي الجفاف وغلاء الأسعار وارتفاع ثمن المحروقات، ولم ير سوى مدونة وجريدة "الأحداث المغربية" ليتهمهم بالنفاق والصهيونية ومحاربة الأخلاق.

 

لم نلجأ في جريدة "الأحداث المغربية" سوى للرد عليه، ومراسلة الهيآت التي لها علاقة بتنظيم المهنة أو الدفاع عن الصحافيين: النقابة والمجلس الوطني للصحافة وهيئة الناشرين.

 

يمكن لأي أحد أن يتفق أو يختلف مع ما نكتب، ومنه حتى رد فعلنا على ما تفوه به بنكيران. لكن وجه الغرابة أن رئيس حكومة سابق، أي رجل دولة كان يمكن أن يلجأ لمراسلة المجلس الوطني للصحافة كما فعلنا، أو أن يبعث حق الرد للجريدة وكنا سننشره بحكم القانون والأعراف وخط الجريدة، وكان يمكن أن يلجأ حتى للقضاء رغم أن البادئ بالهجوم، وكلها طرق متحضرة. لكنه للأسف حول خلافا شخصيا له مع مدونة لا تروقه لسبب لا يعرفه سواه، وموقفا شخصيا له من جريدة الأحداث المغربية، وهو ليس جديدا على كل حال، إلى معركة سياسية حشد لها حزبه السياسي.

 

لقد دعا بنكيران إلى انعقاد اجتماع الأمانة العامة للحزب بشكل عاجل من أجل الرد على جريدة؟ يا سلام على المعارضة، لم ير بنكيران في غلاء الأسعار، وفي ارتفاع ثمن المحروقات، وفي موجة الجفاف، وفي الوضع الدولي المأزوم، وفي خرجات الأغلبية الحكومية، وفي الوضع الاجتماعي المحتقن المفتوح على كل الاحتمالات، ما يستدعي اجتماعا استثنائيا للأمانة العامة، لكنه رأى في ما تكتبه جريدة وبيانات متضامنة معها الشر المستطير والطامة الكبرى.

 

أتأسف لوضع حزب أصبح ملكية شخصية لأمينه العام يوظفه لتصريف مواقفه الشخصية سواء من قياديين في حزبه، أو من قادة أحزاب ومنها من نوجد في المعارضة، أو من مدونين لا يتفقون معه، أو من جريدة يحمل لها حقدا قديما..

 

رسالة لبنكيران: إذا لم تكن تستطيع مواجهة أخنوش، أو ما زلت تحلم بإمكانية الاستنجاد بك من طرف جهة ما، وتريد أن تبعث لها إشارات التهدئة و"التمسكين" وعرض الخدمات، وإذا خانتك الشجاعة على تسمية الأشياء بمسمياتها، فعلى الأقل لا تستعرض عضلاتك على مدونة (لا أخفي اختلافي مع كثير من خرجاتها) وعلى صحافيين وجريدة، لتبدو "واعر"،، رجاء توقف عن هذه الدونكيشوطييات، إذا لم تعد قادرا على مواجهة من تعرف جيدا أنهم المسؤولون عن الأزمات، فعلى الأقل اذهب لتستريح في صالونك، واحفظ كرامة حزبك، ولا تدفعه ليكون واجهة لتصريف أحقادك وخيباتك الشخصية...

 

رحاب حنان، صحافية