الخميس 28 مارس 2024
سياسة

استفزازات إسبانيا للمغرب من دوافع زيارة المبعوث الأممي دي ميستورا للصحراء  

استفزازات إسبانيا للمغرب من دوافع زيارة المبعوث الأممي دي ميستورا للصحراء   مانويل الباريس (يمينا) وناصر بوريطة
 ذكرت  الصحيفة البريطانية “The Arab Weekly”، أن التكتيكات التي تنهجها إسبانيا، هي السبب في عدم إصلاح العلاقات مع الرباط، بعد نجاح ألمانيا في فتح صفحة جديدة في علاقاتها مع المملكة المغربية. لاسيما وأن المغرب أعلن بوضوح أنه لن تكون له أي روابط اقتصادية أو تجارية مع البلدان التي تتخذ مواقف غامضة عندما يتعلق الأمر بسيادته على  مناطقه الجنوبية. وهكذا  يبدو  أن تعنت إسبانيا في الآونة الأخيرة كما  أبرزته الصحيفة البريطانية تؤكده مواقف مدريد الأخيرة.  

 ففي الوقت الذي كان يتوقع المتتبعون بالبلدين حدوث انفراج وشيك في العلاقات بين إسبانيا والمغرب، بعد أزمة غير مسبوقة دامت لأكثر من 7 أشهر، يبدو أن المباحثات الدائرة في الكواليس لم تعط النتائج المرجوة، بسبب إصرار المغرب على موقف المطالب باتخاذ مدريد لموقع واضح من قضية الصحراء المغربية. 

آخر تطورات القضية جاءت من إسبانيا، عندما حاولت وزارة دفاعها استفزاز المغرب، عبر نشر صور للبارجة الحربية التي أرسلتها لمحيط مليلية المحتلة، حيث وقع اختيارها على سفينة شاركت في المناورات العسكرية المشتركة التي أجرتها إسبانيا مع الجزائر مؤخرا.

يأتي هذا الاستفزاز بعد استفزاز آخر لا يقل إثارة يتجلى بصدور مرسوم ملكي نشر بالجريدة الرسمية الإسبانية يقضي بمنح وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة أرانتشا غونزاليس لايا وسام الصليب الأكبر لشارل الثالث، بناء على اقتراح من رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، وهو أعلى وسام مدني في إسبانيا يمنح كتعبير عن التقدير للمواطنين الذين قدموا خدمة استثنائية للأمة؛ على رغم ما تعرضت له  هذه الوزيرة من انتقادات واسعة بعد أن سمحت للمدعو إبراهيم غالي بدخول الأراضي الإسبانية بهوية مزورة، مما أدى إلى استدعائها من طرف محكمة إسبانية للاستجواب.
 
وبالتالي، حسب الدكتور محمد بن طلحة الدكالي، مدير مركز الدراسات والأبحاث حول الصحراء، فتوشيح رئيسة الدبلوماسية الإسبانية السابقة بوسام يقلد به من قدم خدمات استثنائية للأمة، يطرح الكثير من التساؤلات حول الدوافع الحقيقية لهذا التوشيح في هذه المرحلة الدقيقة التي تستوجب الإعلان عن حسن النوايا وسياسة اليد الممدودة!

هي مواقف متناقضة إذن مع خطاب رئيس دبلوماسية مدريد، خوسيه مانويل ألباريس الذي عين من طرف  رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، وزيرا للخارجية من أجل تحسين العلاقات مع المغرب، خلفا للوزيرة لايا التي كان سانشيز نفسه وراء توسيمها بأعلى وسام أسباني، وهي التي في ولايتها شهدت العلاقة بين المغرب وإسبانيا  أزمة كبيرة.

وهذه التناقضات يمكن ملامستها من خلال تصريح ألباريس في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء 11 يناير 2022 في العاصمة الإسبانية مدريد، حين أشار جوابا عن سؤال حول التاريخ المرتقب لتحسين العلاقات مع المغرب بعد مصالحته الأخيرة مع ألمانيا، إلى أن إسبانيا “تبني علاقة القرن 21 مع المغرب”، وأن  اتصالاته مع وزير الخارجية المغربية ناصر بوريطة جارية ويفضل أن يحافظ على سريتها. وأشار   ألباريس إلى وجود رغبة من الجانبين لتطوير علاقات ثقة، مستشهدا بخطاب الملك محمد السادس في ذكرى ثورة الملك والشعب الأخيرة، ومذكرا أيضا بكلمات رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز التي اتخذت نفس الاتجاه.

لكن  ألباريس تحاشى الحديث عن كون  فشل المفاوضات السرية بين المغرب وإسبانيا يرجع أساسا في تشبث الرباط  بمطالبة مدريد بالموافقة على مقترح الحكم الذاتي والكف عن مبادرات إسبانيا التي تعيق حشد الدعم لهذا المقترح، إذ  لن ينسى المغرب والتاريخ  أن أسبانيا  كانت أول دولة عارضت علانية اعتراف ترامب بمغربية الصحراء.

ولعل زيارة  المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، دي ميستورا،  في أول زيارة له للمنطقة، من شأنها الكشف عن مزيد من الحقائق  التي تعيق تنزيل المساعي الأممية لتحقيق تقدم في النزاع المفتعل في الأقاليم المغربية  الجنوبية.