الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

أبو وائل الريفي: على فرنسا الرسمية توضيح موقفها من تبني شطحات دنيا وزوجها ضد المؤسسة الملكية

أبو وائل الريفي: على فرنسا الرسمية توضيح موقفها من تبني شطحات دنيا وزوجها ضد المؤسسة الملكية دنيا وزوجها عدنان الفيلالي

لم يستسغ السمايرية من طوابرية الخارج نتائج نهاية السنة فسارعوا إلى البحث عن “بريكولات” جديدة لعلها تنسي “أسيادهم” و”محركيهم” في خيبات الأمل التي رافقت كل جهودهم في السنوات السابقة وحتى “يبرروا” ما يتقاضوه نظير حملات معادية للمغرب. انتهت السنة على وقع رصاصة النهاية على “بريكول بيغاسوس” بعد تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي لجريدة لوموند، وانتهت على وقع “صدمة” من راهنوا عليهم ليبرزوا كمعارضين فإذا بالمغاربة يكتشفون حقيقتهم كمبيضين لأموال عمومية ونصابين وكذابين وعملاء وأسرى لمن يدفع أكثر. هل كان متوقعا بعد كل هذه الهزائم أن يستسلم هؤلاء؟ وهل كان متوقعا أنهم سيرجعوا إلى جادة الحق ويعترفوا بأنهم أجراء لـ ”الخدمة” على المغرب وفشلوا فيها؟ طبعا لا. لذلك كان أبو وائل ينتظر ما يمكن أن تتفتق عنه عقلية الأجراء تحت غطاء إعلامي أو حقوقي أو جمعوي، ولم يكن يدور بخلدي أن يتم الالتجاء إلى خدمات تاجرة الخردة وزوجها وإلباسهم ثياب المعارضة للملك وتصويرهم محاربين للفساد ومهدَّدين من طرف السلطات المغربية.

 

فجأة، تتناسى دنيا مستسلم وزوجها تاجر الخردة الرقمية ما روجت له من انتصار قبل شهرين على المغرب بنيلها، كأول حالة، اللجوء الأممي في الصين. وفجأة تستسلم، تطابق الاسم مع المسمى ليس صدفة لأن لكل واحد نصيب من اسمه، دنيا للوبيات فرنسية تكره المغرب وتحن للماضي الاستعماري الذي لا يرى في المغرب إلا “ضيعة” للسيد المستعمر وترضى لنفسها لعب دور قذر ضد البلاد كأداة لطعن سيادته والتأثير على استقلالية قراره التي يتحصن وراءها ضد من يتصيد الفرص ويصنعها لإخضاعه. أين هو اللجوء الأممي إذن؟ ولماذا فكرت في الرحيل عن الصين لتجرب حظها في فرنسا بطلب لجوء مرة أخرى؟ وهل يمكن لشخص معارض ومضطهد أن يخاطر بطلب لجوء غير متأكد من حصوله عليه وهو في وضعية مريحة كلاجئ أممي في دولة الصين!؟ وما هي الضمانات التي حصلت عليها من محتضنيها في فرنسا لتقدم على هذه المخاطرة؟ وهل استشارت مع النصاب زكريا وهو الذي سبقها في فرنسا واضطر لمغادرتها ليتسكع في كندا بعد أن جرب كل أنواع الابتزاز و الكذب .

 

لا تهمنا دنيا في شيء لأنها جثة “بطانة” لا يتعدى تأثيرها حنجرتها، ولا مصداقية لها وماضيها خير مثال، ولا يمكن، ولو بمساعدة كل لوبيات العالم، أن تصبح معارضة والأيام بيننا. ما يهمنا في هذه القصة كلها هو هذا “الاحتضان” الغريب ومحاولة ترميزها واستضافتها في منابر فرنسية بشكل مفاجئ، ومنها منابر عمومية، وكأنها حالة نادرة أو كأنها مضطهدة من طرف نظام لا شغل له غيرها. ألم يكن الأولى بهذه المنابر الدعائية أن تتأكد من حقيقة ما تصرح به من مغالطات و ادعاءات مهزوزة؟ ألم يكن جدير بهذه المنابر العمومية أن تكون ذات مصداقية في تغطياتها خدمة للحقيقة فتستحضر الحقيقة كذلك؟ أين هي المعايير المهنية والأخلاقية في تغطياتها إذن؟ ولماذا هذه التغطيات المخدومة والمتكررة في أكثر من منبر خلال فترة وجيزة؟ وما سر هذه المعاملة التفضيلية وتسريع مسطرة اللجوء مقارنة مع حالات أخرى؟ ومن يقف وراء هذه الحملة ضد المغرب والتي يرافقها تغاضي غير بريء عن خطاب وممارسات الكراهية والعنصرية الصادرة عن هذا الكوبل الذي يتاجر في كل شيء؟ هذه عينة من حالة التناقض والتواطؤ والسقوط التي تفضح من يطبل بحرية الصحافة والمهنية والحياد والموضوعية. عند أول مصلحة ذاتية تنكشف حقيقتهم. وما يهم في هذه القصة كذلك هو موقف فرنسا الرسمية التي كان عليها أن تكون واضحة في التعامل مع حالات تتاجر بالكذب على المغرب وادعاء محاربة الفساد وتجاهر بالإطاحة بالملكية. تتلقى فرنسا سنويا 12 ألف حالة طلب لجوء. فلماذا لم يسلط الضوء سوى على حالة هذا الكوبل من تجار اليوتوب؟ هل تستطيع فرنسا أن تبرر ذلك؟ وهل بإمكانها أن تسير في هذا الأسلوب حتى النهاية؟

 

على فرنسا الرسمية الوضوح مع نفسها قبل غيرها، وعلى منابرها العمومية تحمل مسؤوليتها في ما تنشر من محتوى غير مهني ولا يراعي التوازن ومخالف للحقيقة، لأنها هي المتضرر أولا وأخيرا. وعلى مروجي الإشاعات هناك الحذر من عواقب حشر الملك تعسفا في ملفات بناء على أوهام مرضى أو باحثين عن مصالح شخصية. وعلى متعهدي الخدمات، إعلاما ومنظمات، ضد المغرب الاتعاظ من التجارب السابقة وإحصاء حالات الفشل المتراكمة التي يخرج منها المغرب دائما منتصرا وأكثر قوة. وعلى الكوبل الهارب من العدالة توضيح الحقيقة للمغاربة وتفسير سبب لجوئهما إلى خدمات جريدة متقلبة المزاج وصهيونية الهوى. لقد مضى، زمن المعارضين الذين كانوا يعارضون بأخلاق ووطنية فعشنا لنرى تجار اليوتوب يلبسون لباس المعارضة ويبيعون أنفسهم لمن يدفع أكثر ليوظفوا كأدوات لطعن بلادهم. وفي هذا تستوي دنيا الكذابة وزكريا النصاب بعد أن بدأت في تقاسم كل تفاهات الإعلام الجزائري المناهض للمغرب. المغرب على علم أن جزءا من فرنسا الرسمية قرر منذ مدة أن ينال من أطراف داخل المغرب بحجة أنها تستعصي على الولاء لفرنسا و تقف سدا منيعا ضد أي تمدد فرنسي في البلاد، من شأنه المساس بسيادة البلاد وأمنها القومي. فليطمئن سادة الكي دورسيه أن المغرب على إلمام تام بكل المخططات البئيسة و سيرد الصاع صاعين على كل المقامرين الذين يتوهمون أنهم قادرون على النيل من البلد و رجالات البلد و حماة البلد.

 

لقد جربت فرنسا في زمن غير بعيد أن تركع المغرب، والنتيجة عرفوها قبل غيرهم و فرنسا تبقى هي الخاسر الأكبر، فمغرب العزة أقوى من أن تنال منه مخططات بئيسة لبعض البيروقراطيين الذين يتوهمون أن تحريك الجثث الرقمية سيركع المغرب وأهل المغرب، والعمر السياسي الافتراضي للأطراف الفرنسية المعادية للمغرب لن يتجاوز بضعة أشهر على أبعد تقدير.

 

فعلى كل من يحن للماضي الاستعماري الاستيقاظ من الوهم فهذا مغرب الندية والشراكة والانتصارات. وهذا مغرب ينوع شراكاته مع كل من يتقاسم معه مصالح مشتركة ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يرمي كل بيضه في سلة واحدة ولو كانت فرنسا. وهذا مغرب له كذلك أدواته للدفاع عن نفسه والرد على كل إساءة أو استهداف له. والعاقبة لمن يدافع عن قضية عادلة ويلتف حولها شعب كامل مقتنع بها ومستبشر أن بلده لا يساوم على سيادته واستقلال قراره. فللمغرب ٱمتداداته وأصدقاؤه في فرنسا وغير فرنسا الذين يؤمنون به و لا يتوانون في فضح كل الجهات التي تتصور أنها قادرة على مصادرة استقلالية القرار المغربي، فإذا قبلت فرنسا الرسمية إعطاء اللجوء إلى تجار اليوتوب فلتنتظر غدا جحافل من طالبي اللجوء، كل أنواع اللجوء، حتى يتبينوا تبعات قرارات معادية للمغرب ترعاها أطراف رسمية فرنسية، و لتستعد فرنسا من الآن لكل الاحتمالات بما في ذلك لحملة مقاطعة منتجات الشركات الفرنسية.

 

فكيف للمغرب أن يقبل من حيث المبدأ احتضان جهات فرنسية رسمية لجثة رقمية تعلن أنها تسعى للإطاحة بالملكية في المغرب حتى وإن لم تكن تساوي شيئا ولا تمثل شيئا، لأن المغرب أقوى من أن تنال منه الجثث النتنة لكن الاحتضان الرسمي من طرف أطراف فرنسية لتجار الخردة في اليوتوب عمل استفزازي يستدعي ردا سريعا لوضع الأمور في سياقها.

 

عن موقع "شوف تيفي"