الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الوهاب الدبيش: من يحكم الجزائر.. الرئيس أم الجنرال!!؟

عبد الوهاب الدبيش: من يحكم الجزائر.. الرئيس أم الجنرال!!؟ عبد الوهاب الدبيش
في مشهد سوريالي لا يتم إلا في المخيال السينمائي حيث تسلم قادة الجزائر كأس البطولة العربية التي نظمتها قطر، واجتمع في الصورة وهي سلوك وطقس بروتوكولي يعبر عن نوعية الدولة وهرميتها كل المسؤولين بمن فيهم تبون وتسلم الجنرال السعيد شنقريحة الكأس قبل تسلم تبون لها!!
صورة الحفل ومشاهده تؤكد ما يذهب إليه الخبراء بخبايا هذا البلد من أن الجزائر دولة عسكرية بامتياز، وأن الديمقراطية المفترى عليها في هذا البلد وضعت المؤسسات التي بنيت عليها الدولة بأسلوب هش ولا تعبر بصورة واضحة على حقيقة النظام السياسي بالبلاد.
شنقريحة قبل تبون أو رئيس الأركان قبل الرئيس المنتخب في ديمقراطية مشكوك فيها من قبل المواطن الجزائري قبل غيره.
ذكرتني هذه الصورة بمقولة تطلق على هذا البلد وهي أن الجزائر متفردة عن دول العالم بكونها تتوفر على جيش له دولة وليست دولةً لها جيش في ثكناته!!
النظام السياسي الموجود بهذا البلد مصنوع بطريقة تجعل أي متتبع للشأن الداخلي بالجزائر يفهم أن هذا البلد مصنوع بطريقة لم تكن طبيعية وخاضعة لمنطق التاريخ والجغرافيا.
صنعت الجزائر ضدا على حركة التاريخ باقتطاع أراضي من المغرب وتونس وليبيا ومالي والنيجر. ولكي تحافظ على هذا المجال الشاسع فقد انتبه مؤسسوها إلى أن الاطار الوحيد الذي يضمن بقاء مجالها بهذا الشكل هو عسكرة الدولة ومجتمعها ومؤسساتها.. ليصبح الجنرال هو الرئيس الفعلي للدولة وكل البنيات الأخرى يجب أن تخضع لهذا المنطق بما فيها من انتخب شكليا أو بالوضع، كما كان الأمر مع كل الرؤساء الذين تعاقبوا على قصر المرادية.
الجزائر بهذا الشكل لا ولن تسمح بنظام ديمقراطي؛ لأنه يمكن أن يكون سببا في انهيار الجزائر بجغرافيتها الحالية، نحو تقسيمها إلى أربع أو خمس دول!
هذا الوضع دفع العديد من المحللين والخبراء إلى تكهن أن تكون الجزائر واحدة ممن يشعلون حربا عالمية ثالثة في البحر الأبيض المتوسط بل وفي العالم الغربي برمته!!
العسكر في البنية السياسية الجزائرية ثابت وغير متحول.. وهذا في حد ذاته عنصر يمكن أن يقسم ظهر البعير ويتسبب في انهيار المنظومة برمتها فما بني على باطل لا يدوم.. وسينتهي بانتهاء مسببات التأسيس.