الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

إدريس المغلشي: في ذكرى لغة الضاد

إدريس المغلشي: في ذكرى لغة الضاد إدريس المغلشي
تخليت عن متابعة جلسات البرلمان منذ مدة ليست باليسيرة  لعلمي بأن أغلب القرارات تطبخ خارج أسواره. وبعدما تنازلت هذه المؤسسة بفعل فاعل عن دورها الريادي أيام  كانت لها سطوة الرقابة وقيمة ووزن مكوناتها.

من يتذكر ملتمس الرقابة من أجل إسقاط الحكومة والتقويم الهيكلي وتلويح المغفور له الحسن الثاني بعبارة السكتة القلبية وفي ظل جبروت الداخلية. شئنا أم أبينا لنا الحق في  تسميها مرحلة ذهبية تميزت بالندية والأفكار ووجهات النظر  يقابلها دهاء ومكر. عشنا مع السياسي بكل ماتحمل الكلمة من معنى لحظات متميزة يبسط في مداخلته مقاربة وبدائل ذات توجه وخلفية تحمل بطاقة تعريفية لتفند  تصور ذو توجه تحكمي. كان النقاش مغريا ذو فائدة جمة غني في حمولته يضم في ثناياه مصطلحات ومفاهيم مرحلة اتسمت بالتقاطب والتجاذب .يستقطب كثير من المتابعين .

الآن ونحن نعيش مرحلة انحطاط بامتياز في كل شيء بداية متعثرة وارتباك واضح وتعثر ملحوظ وغياب انسجام. كنا نأمل أن تكون مرحلة تنسينا مامضى لكن يظهر جليا أننا وقعنا ضحية أكذوبة اسمها التناوب فكل عصابة ترميك لأسوأمنها. لا أستسيغ أن يعود للواجهة من أفسدوا مرحلة سابقة ولهم سوابق في العبث وانعدام الحس بالمسؤولية. أحسست بالغثيان وأنا أتابع  تدخل أيت منا هشام كما تابع  أغلب المتتبعين التلعثم في الكلام وهو يتابع التهجي للكلمات المكتوبة سلفا على ورقة أشك أنها من صياغته وتركيبه.وقس عليها نماذج سابقة وقد تأتي أخرى أفضع منها. لكن مع وجود هذه الحالة الشاذة المسيئة في لحظة أسبوع احتفال اللغة العربية ونحن نودع بأيام قليلة اليوم العالمي للغة الضاد 18 دجنبر2021. كيف نتصور مسؤولا يسلخ جسم اللغة سلخا ويمرغها في الوحل وهو يغالب اعاقته بتنهيدة عميقة كمن يحمل شيئا لايطاق ثم يبتسم دفعا وتنفيسا لورطة لافكاك منها. فعلا مشكلة وصورة سلبية مسيئة للمؤسسة التي ينتمي اليها هذا المخلوق. كيف نستسيغ مضمونا مشوها ممسوخا بلاطعم ولارائحة. من ورط هذا النائب البرلماني ليسقط سقطته المدوية.

قال لي صاحبي وهو يحدثني كالعادة :" لقد ولى زمن الخطابات الرنانة المحبوكة التي تغري الاذن بالسماع دون أن نرى لها نتيجة تذكر على أرض الواقع .فنحن ننتظر العمل والفعل وليس الكلام . " 
علقت على كلامه في الحالتين معا نحن مضطرون على الأقل احترام المقتضى الدستوري فالعربية لغة الوطن وعلينا احترامها بغض النظر عن الفعل حتى لانخسر مرتين اللغة باهانتها والواقع السياسي بإفساده .