الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

ابراهيم أعمار: حدث الكركرات.. والرهانات الإستراتيجية الخاسرة للانفصاليين

ابراهيم أعمار: حدث الكركرات.. والرهانات الإستراتيجية الخاسرة للانفصاليين ابراهيم أعمار
نحاول في هذه المقالة المقتضبة أن نبتعد عن الإيديولوجيا والسياسة في قضية اسالت العديد من المداد، وأيضا المليئة بالكثير من الأحداث ولا زالت الأمور تتداعى، ونخضع الخطاب السياسي لجبهة البولساريو بعد حدث الكركرات لمجهر التحليل العلمي الرزين، إن المتتبع لخطابات قادة البوليساريو منذ اندلاع حدث الكركرات وبعد نهايته؛ سيلمس أن الخط الإستراتجي المؤطر لصناعة الحدث والواضح بأهدافه يعيش الٱن من خلال خطابات المدعو زعيم البوليساريو الذي أساء أولا للمنتظم الدولي واجهض ثانيا إرادة التسوية السياسية التي شاركت فيها الأمم المتحدة التي شاركت فيها العديد من الأطراف،وكانت الخطابات خسارة فاضحة لكل رهانات الإستراتيجية:
الرهان الإستراتجي الأول: 
كان الهدف منه تغير المسار الأممي للملف وفرض مسار للتسوية كمرحلة متجاوزة.
الرهان الإستراتيجي الثاني: 
إعاقة المد الإفريقي للمغرب والحيلولة دون توسيع دائرة التقارب التجاري والأمني ووالإقتصادي الذي بدأ يتوطد بين المغرب وعمقه الإفريقي.
الرهان الإستراتيجي الثالث:
نشر وضع أللااستقرار وتهديد الإستثمار الداخلي و الخارجي للصحراء.
الرهان الإستراتيجي الرابع:
زرع الثقة المهددة بوضعية اليأس والرفض لقيادة البولساريو في وعي الجيل الجديد لشباب تندوف الرافض لسياقة أعناقهم للسياف الجزائري للمتاجرة بدمائهم في بورصات العالم.
الرهان الإستراتيجي الخامس:
 مد حبل النجاة لعسكر الجزائر الغارق في تناقضاته الداخلية والمطالب بتنزيل الدولة المدنية.
الرهان الإستراتيجي السادس:
تمويه للإدارة الأمريكية الجديدة ومحاولة تقديم صورة مغلوطة للملف أمامها.
وهكذا نجد  ان كل هذه الإستراتجيات منيت بفشل ذريع ومكشوفة من خلال خطابات قيادة البولساريو الذين يتحدثون بلسان مشقوق كلسان الأفعى، شق يرفض النار، وشق يطلق باب التفاوض المغلق، إن هذا المكر الإستراتجي للبوليساريو الذي حضر لنشاطه وخططه في وجه المغرب هو جزء من مخطط مكر شامل يستهدف استقرار وأمن شعوب المنطقة، وهذا النمط من الخطابات هو  دهاء لتعمية الأفق المسدود الذي رسمته الجزائر  لمسار الملف أمميا ، وليس لهم الٱن ما يقدمونه لشباب تندوف سوى فرقعات إعلامية مضللة، وللشعب الجزائري سوى حرب مدمرة، وللأمم المتحدة سوى اوهام بعيدة عن الواقع، وكل ماكان وما سيكون لن يعيق مشاريع الإستثمارات الكبرى بالصحراء مهما كانت السناريوهات؛ فالمغرب يقدم الرؤية الثاقبة والدروس البليغة للخصوم من خلال العلاقات مع جميع الدول الند بالند، أما بالنسبة للإدارة الأمريكية الجديدة فالبولساريو قدمت نفسها كباقي المليشيات في افريقيا التي هدفها زعزعة الأمن والإستقرار والسلم والتعاون الإقتصادي ؛ كما أن الشعار الإقتصادي الجديد المبني على أن قضية الصحراء هي قضية "الأمن القومي الجزائري" الذي أعلنه الرئيس الفعلي للجزائر الجنرال شنقريحة لا ثمار له سوى فتح المنطقة على المجهول.
وتنقيص حياة الشعوب في متاهات اللجوء والجوع والقتل والشتات؛ فمتى كانت الحروب خدمة الشعوب ؟ومتى كان التطاحن الدموي خدمة للشعوب؟
هذه الخيارات ماهي إلا خلط وتضليل، وكذبة لصناعة الأعداء، كالغريق الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة ويحاول المقاومة.