الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

غريب: أيها الرياضيون العرب.. هل عرفتم الآن مع من حشرنا الله بالجوار؟

غريب: أيها الرياضيون العرب.. هل عرفتم الآن مع من حشرنا الله بالجوار؟ يوسف غريب
من بين المحطّات المتميزة في تنظيم كأس العرب هذه المرّة هي المواكبة الإعلامية القوية التي أبدعت فيها القنوات الناقلة لأطوار هذه البطولة من بينها منصّات النقاش بين خبراء ومعلقين رياضيين من مختلف البلدان العربية وبمقاربات جد مختلفة وغنيّة.. وبفسحات لا تخلو من الفرجة والتشويق أحيانا..وفي احترام  أخوي متبادل بين الجميع ساهم فيه طبيعة الديكور الذي استحدثته إحدى القنوات برمزية الخيمة وشكل الجلسة العائلية بطابعها الحميمي والأخوي 
كان هو الجو العام الذي ساهم في إرتفاع نسبة المشاهدة مع إرتفاع  درجة التنافس داخل البطولة.. وخاصة بعد إقصاء المغرب وتوظيف  النظام الجزائري لنتائج المقابلة كانتصار ساحق على العدو المغربي الكلاسيكي.. 
هذه الهيستيريا العدائية تجسّدت بشكل فظيع عبر ممثل الدولة الجزائرية الحاضر كمنشط  في الخيمة الرياضية وهو يهدي أقمصة فريقه الوطني لكل الحاضرين ما عدا الأخ أسامة المغربي.. 
وإذا كان من الطبيعي أن يعلّق بعضهم على هذا السلوك المرضي فإنّ الجواب كان أفظع.. حيث برّر هذا الجزائري فعله  بأن هذه الهدية أمانة من الإتحاد الجزائري إليكم.. ولا حقّ لي أن أتصرف خارج ما أمرت به.. وأنت لا حقّ لك في أن تعلّق على ما قمت به.. 
( بمعنى خذ الهدية وسْد فمك) 
في الجواب يتّضح أن استثناء ممثل المغرب في الجلسة هو قرار مركزيّ ومن مؤسسة رياضية للدولة الجزائرية.. وأن الهدف منه إيصال رسالة مفادها العداوة الأبدية إلى يوم القيامة.. 
وهي رسالة أيضا لحاملي شعار ( خاوا خاوا) الذي لا يجد أي صدىً عند  شعب بوخروبة في الضفة الشرقية.. 
هي أيضا مناسبة رائعة كي يعرف الجميع مع من حشرنا اللّه من الجوار.. فنحن أمام شعب ونظام بنى عقيدته التربوية على العداوة لكل ما هو مغربي.. وكبروا بهذه العقدة التي حوّلتهم إلى أضحوكة وسط الأمم وبسلوكاتهم من الرئيس إلى آخر واحد من جيلهم.. 
ولأن كل هداياهم  مسمومة طيلة صراعنا مع هذا النظام العسكرى الفاشستي منذ طرد مغاربة "المسيرة الكحلا "حسب بوخروبة  دون احترام لشريعة دينية مثل عيد الأضحى.. وصولا إلى جمهورية الوهم.. فطبيعيّ أن يرفض الأخ أسامة المغربي قبول تلك الهدية من زميل له تضامنا معه من جهة.. ودرس أخلاقي لوريث عقيدة بوخروبة نيابة عن نظامه وشعبه.. 
والأكثر من الطبيعي أن يضيف الأخ أسامة المغربي جملة حضارية بليغة وهي قوله ( لو جئت بقميص فريقنا الوطني المغربي لاخترت الجزائر كأول بلد أقدّمه لها) 
ليس هذا خوفا أوتقربّا أو محاباة.
 
هو انتصار لقيمنا وتربيتنا المتجذرة في عمقنا الحضاري.. ووعينا الديني الصحيح الذي يوصي بالجار ثم الجار.. 
وأجمل تجليات هذا الموقف هو استعداد المغرب لتقديم طائرات الإطفاء أثناء أزمة حرائق الغابات بالجزائر.. 
بيننا وبينكم هذا الإنتصار الأخلاقي بقدرنا يرفع من قيمة بلدنا ومكانة مواطنينا وسط الأمم.. بقدر ما يكتشف العالم أن بجوارنا شعب  يحتاج إلى إعادة التربية