الأربعاء 24 إبريل 2024
سياسة

عبد الفتاح نعوم: أمريكا هي أكثر بلد يعرف جيدا قيمة الحكم الذاتي

عبد الفتاح نعوم: أمريكا هي أكثر بلد يعرف جيدا قيمة الحكم الذاتي عبد الفتاح نعوم
قال المحلل السياسي والباحث في مركز المغرب الأقصى للدراسات والأبحاث، عبد الفتاح نعوم إن العلاقات العريقة بين المغرب والولايات المتحدة تعززت بالدعم الأمريكي لمغربية الصحراء‎‎، مفككا على قناة M24، بداية العلاقة التاريخية للمملكة المغربية الشريفة والولايات المتحدة الأمريكية والتي انطلقت مع الاعلان التاريخي لاستقلال الولايات المتحدة الأمريكية عن التاج البريطاني نهاية القرن السابع عشرة. وهي العلاقات التي بدأت فعليا بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية في 20 ديسمبر 1777، وهي الأيام الأولى من تاريخ الولايات المتحدة، وتوطدت رسميا في 1787 عندما صادق الكونغرس الأمريكي على معاهدة السلام والصداقة بين البلدين، واعترف المغرب رسميا بالمستعمرات الأمريكية كدولة ذات سيادة موحدة.
وأشار نعوم أنه ليس من قبيل الصدف أن تمتاز العلاقات المغربية الأمريكية بكل هذه الحميمية والاستمرارية؛ فالمغرب كان أول بلد بادر إلى الاعتراف بأمريكا، وكعربون صداقة وعمق التاريخ جاء الاعتراف بمغربية الصحراء، بمعنى أن هذه العلاقة القائمة التي تجمع البلدين مبنية على ثوابت وتاريخ وقيم مشتركة، كما ترتكز على مصالح مشتركة ورؤية منسجمة إزاء مجموعة من القضايا الدولية، وأن قوة هذه العلاقة تكمن في أن المغرب قد يكون الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك آليات غير مسبوقة في علاقتها مع الولايات المتحدة.
وذكر نعوم في حواره مع القناة أن الدولة العميقة الأمريكية وهي تؤسس للذاكرة المغربية الأمريكية، من خلال اعترافات بمغربية الصحراء له دلالات خاصة ومتميزة، انطلاقا من الحرص الدائم للملكة المغربية الشريفة على أن يعزز المغرب، بقدر انفتاحه على شركاء جدد، علاقته مع شركائه التاريخيين، والولايات المتحدة كانت دائما شريكا استثنائيا للمغرب في كل القضايا.
واضاف نعوم إن الأمريكيين عندما يحيلون دائما إلى مغرب موحد بصحرائه من شماله إلى جنوبه، هو إشارة إلى ضرورة حلحلة المشكل الجغرافي المفتعل، تماشيا، وفهما لعالم اليوم وهو على عتبة تحول كبير جدا وإلى مرحلة جديدة وخاصة مع الشركاء الموثوقين والاقوياء من ذوي العلاقة والاصالة السياسية والتاريخية، وبالتالي فموضوع الحكم الذاتي بالنسبة للعلاقات المتحدة الأمريكية، كمنبثق من الدولة العميقة وفي تفكيريها السياسي والاداري منذ قرون طويلة. ففي العلاقات التاريخية العريقة التي تجمع بين المغرب والولايات المتحدة الامريكية، سجل من التفاهم التام بين البلدين الصديقين والحليفين، في ظل الدينامية المستمرة للتعاون والتنسيق الراميين الى توطيد أسس شراكة استراتيجية قوامها التنمية والسلم والأمن على المستويين الإقليمي والعالمي، وبالتالي فالولايات المتحدة الأمريكية هي أكثر بلد يعرف جيدا قيمة الحكم الذاتي.
وأوضح أن مشكلة خصوم المغرب أنهم يتجاهلون ويقفزون على الوقائع، ومن يقفز على الوقائع إما أنه يستبلد الرأي العام لبلده وهو يعرف الحقيقة، أو أن فعلا جاهل ويتصرف بناء على فهمه المغلوط، وفي النهاية سيصطدم بالجدار، وبالتالي فهؤلاء الخصوم هم من الطينة الجاهلة، خاصة عندما يحاولون إقناع أنفسهم بتفسيرات مغلوطة. واعتبر نعوم أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وبأثر قانوني وفوري، ليس موقفا للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بل هو موقف للدولة العميقة الأمريكية ولمؤسساتها، المبني على التاريخ العريق الذي يجمع البلدين بالرغم من بعد المسافات جغرافيا.
وعليه فالولايات المتحدة الامريكية تفكر دائما بمنطق أوفر وتعرف إلى أين يتجه العالم، وتعرف ان الأمر يتعلق، ليس بدولة صغيرة أو مفككة وإنما يتعلق الأمر بدولة عظمى وعريقة ولديها من العناصر ما يؤهلها ان تكون شريكا اساسيا في صناعة القرار العالمي، وهي المملكة المغربية.
ونبه نعوم أنه وتماشيا مع قرارات محلس الأمن الذي يكيف النزاع المفتعل باعتباره مسألة سلم وأمن، وإذا استمر هذا النزاع بطريقة تؤثر على الأمن والسلم بالمنطقة، فيجب أن نعرف ان هناك منطقة الساحل والصحراء أصبحت منطقة تعج بكل المشاكل الأمنية على رأسها الإرهاب واستطالته والجريمة المنظمة واستفحالها، وغسيل الأموال وكل الجرائم العابرة للقارات، بل إن دولا أصبحت شريكا فيها من بينها الجزائر، وإذا استمر هذا التهديد للسلم والأمن العالميين بالمنطقة، فهو يوفر مزيدا من الفرص لتكون المنطقة برمتها حاضنة لما يهدد أمن وسلم العالم برمته، والحال أن المغرب يلعب دورا هاما وحيوي لحماية أوروبا كما أفريقيا وشعوبها في هذا المجال.