الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

نُظمتها ثانوية فاطمة الزهراء: المقاربة التربوية للفكر المتطرف

نُظمتها ثانوية فاطمة الزهراء:  المقاربة التربوية للفكر المتطرف جانب من اللقاء
لعل اتخاذ المقاربة التربوية للفكر المتطرف، أولى ما يمكن أن ينصب عليه كل تخطيط استراتيجي لإصلاح تفكير الفرد والمجتمع، وتفكيك البنيات المنغلقة في ذهن المتعلمين. والمدرسة، بوصفها بنية تربوية وتأطيرية وتعليمية، تقع في قلب النبض الاجتماعي فكريا وثقافيا، وتُمثِّل المدخل المناسب لتحصين عقول الناشئة. في هذا السياق، احتضنت الثانوية التأهيلية فاطمة الزهراء، بالمديرية الإقليمية الفداء مرس السلطان، يوم الاثنين 08 نونبر 2021، ندوة تربوية فكرية أطّرها متخصصون عن "المرصد المغربي لمناهضة التطرف والإرهاب". وقد استهلت الندوة بكلمة افتتاحية  لمدير المؤسسة: هشام مكوج، أطّر فيها عموم الحاضرين من الأساتذة والضيوف والتلاميذ(ات) بمجموعة من المقدمات والأسئلة التي من شأنها أن تفتح أبواب التفكير والتأمل في مسألة حساسة وطنيا وإقليميا ودوليا مثلما تشكّله قضية التطرف. 

ثم تلا ذلت ذلك مداخلات الباحث والمحاضر عن المرصد، والتي جعل مدخلها منصبا على أهمية الاهتمام بطرق التفكير في الذات والغير والطبيعة. 
لقد مثل هذا اللقاء الهام فرصة للتعرف على أصول الإشكالية المنهجية للتفكير المتطرف، الذي ينطلق أساسا عن تطرف العقل في بناء مواقفه تجاه ذاته وتجاه العالم، مما يجعل المقولات المؤطرة للتفكير غير قابلة لاستقبال ممكنات أخرى لإعادة النظر في القناعات السابقة. وعلى أساس ذلك، يكون التطرف عبارة شاملة لمجموع السلوكات التي توجه الأفراد والجماعات لتبنِّ مواقف تجاه الغير المخالف لهم في الرأي بصورة تنبذ الحوار والاختلاف، وتؤسس للصراع الذي من المحتمل أن تُغذّيه النوازع العرقية أو الفكرية أو العقدية المذهبية أو السياسية.

إنّ قضيّة التطرف، كما أكد على ذلك المحاضر، ليست مسألة موقف ديني بالأساس، بل هي مسألة منهجية تهم طرق التفكير في بناء المواقف والأحكام، وفي التأسيس لحقيقة معينة، وللتفكير في بدائل إيجابية للذات والآخرين.