الجمعة 26 إبريل 2024
فن وثقافة

حليم: ملتقى سيدي شيكر.. شرفة للإطلالة على إشراقات علماء وصلحاء الأمة

حليم: ملتقى سيدي شيكر.. شرفة للإطلالة على إشراقات علماء وصلحاء الأمة عز الدين حليم

أوضح عز الدين حليم، عضو المجلس العلمي المحلي للحوز، في حوار مع "أنفاس بريس"، على هامش انعقاد الندوة العلمية المحلية التي نظمتها المجالس العلمية لجهة مراكش أسفي، برحاب مسجد سيدي شيكر التاريخي، أن "المقاصد والأهداف من مثل هذه الندوات واللقاءات، تتمثل أولا في التعريف بهذه الرباطات والزوايا الممتدة على تراب أرض المملكة، فضلا عن النبش في ذاكرة تاريخ وظروف تأسيسها وبنائها، بالإضافة إلى التنقيب وإبراز أسماء أعلامها وحجم مشاركاتهم في بناء الصرح الروحي والعلمي المغربي الذي تشكلت معالمه الخالدة عبر قرون".

 

وشدد محاورنا على أن عقد مثل هذه اللقاءات الدينية والتواصلية والفكرية يمكننا من الاطلاع على "كيف كان شيوخ وأعلام ومريدو هذه الرباطات ينخرطون في الجهاد والمقاومة"؛ واصفا طريقتهم الجهادية كونهم كانوا "يمسكون السبحة بأيديهم ويلبسون الرقعة على أجسامهم ويتوجهون إلى الله في عاداتهم فإذا أقبل العدو أمسكوا السيف بدل السبحة ولبسوا الدرع وتوجهوا إلى المعركة وقابلوا العدو بكل شجاعة وبسالة، فكانوا بذلك أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين".

 

وأكد حليم، على أن هذا العمل الموسوم بالمجهود الفكري والبحثي يروم "المساهمة في رسم وتقديم خريطة الرِّباطات والزوايا في المغرب عامة، وجهة مراكش آسفي خصوصا، ومنطقة أحمر بصفة أخص، مما سيمكن من إغناء قاعدة المعطيات التاريخية والمجالية حول هذا التراث المحلي والجهوي والوطني، وسيكون مرجعا مهما للدارسين والباحثين، خصوصا إذا علمنا أن مثل هذه الندوات الجهوية التي تنظمها المجالس العلمية دأبت هذه المجالس على جمعها وطبعها".

 

من جهة أخرى قال عضو المجلس العلمي المحلي للحوز عز الدين حليم، بأن من مقاصد وأهداف الندوة العلمية السنوية المحلية "التعريف بأعلام هذه الرِّباطات، ومنهجهم في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والوسطية والاعتدال، ونبذ خطاب التشدد والجدل والإقصاء، ومحاربة النحل والعقائد الدخيلة".

 

وفي هذا السياق استحضر ضيف الجريدة "الدور الذي قام بها رواد رباط سيدي شيكر ضد البورغواطيين".

 

هذا علاوة على أن الندوات العليمة تتيح فرصة "البحث والتنقيب في التاريخ المغربي، هذا التاريخ الزاهر الحافل بالبطولات والإنجازات المسطرة في سجل أمتنا المغربية على مر العصور والفترات". فضلا عن "الوقوف على ما بذله سلف هذه الأمة الأمجاد من تضحيات في سبيل كرامة الدين وعزة الوطن، وإخلاص للثوابت و المقدسات، مما صان للمغرب وحدته العضوية وتنوعه الثقافي، وجنبه على الدوام من الانتكاسات الحضارية والعقيدية والفكرية".

 

وعن ندوة يوم السبت 30 أكتوبر2021، التي احتضنها مسجد سيدي شيكر التاريخي، اعتبر ضيفنا بأنها كانت "كانت فرصة تاريخية سانحة ومباركة للوقوف على ملامح حياة بعض أعلام منطقة أحمر وصلحائها وعلمائها ومريديها الأفذاذ أمثال الشيخ العلامة التهامي الأوبيري، والشيخ محمد بن عبد الله الحمري، وغيرهم ممن تزخر بهم هذه المنطقة الطاهرة وممن بنوا مجدها، ورسموا خيوط نهضتها الوطنية والعلمية والروحية، مما جعلها محط اهتمام وسابغ رعاية من لدن ملوك هذه الدوحة العلوية الشريفة، ودليلنا شرف تشييد مدارس لتعليم أمرائهم وأبنائهم وأحفادهم وتكوين أطر الدولة ومسؤوليها، نذكر هنا مدرسة الأمراء العلوي بالشماعية".

 

وخلص حليم إلى القول بأن من بين الأهداف التي تروم الندوة العلمية تحقيقها هو "تقديم نماذج مغربية حية للشباب المغربي من خلال هؤلاء الأعلام الذين اعتزوا بمغربيتهم وأخلصوا لثوابت الأمة ودافعوا عن مقدساتهم الدينية والوطنية المتمثلة في العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني وإمارة المؤمنين فصانوا وحدتهم وحموا بلدهم... فهذا مجد الأجداد وجب ذكره والتذكير به ليحمله الأحفاد"...