السبت 20 إبريل 2024
خارج الحدود

"لوموند": "السيناريو الأسود" الجزائري الروسي في مالي يرعب باريس

"لوموند": "السيناريو الأسود" الجزائري الروسي في مالي يرعب باريس الرئيسان الفرنسي إيمانييل ماكرون (يسارا) والجزائري عبد المجيد تبون

في مقال نشرته على موقعها الإلكتروني، يوم الجمعة 22 أكتوبر2021، قالت "لوموند" إن القضية الأكثر حساسية بالنسبة لفرنسا اليوم تتعلق بدور الجزائر في مالي. ووصفت  الصحيفة التنسيق الجزائري الروسي في مالي بالسيناريو الأسود. مشيرة إلى حظر النظام الجزائر تحليق الطائرات العسكرية الفرنسية فوق أراضيها، في طريقها إلى الساحل، وذلك على خلفية تصريحات الرئيس الفرنسي الأخيرة أوردتها  “لوموند” والتي وصف فيها إيمانويل ماكرون النظام الجزائري بأنه "نظام سياسي عسكري... مبني على ريع الذاكرة"، وهو ما فاقم من الأزمة، متسائلا: "هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟ هذا هو السؤال".

 

وكتبت الصحيفة الفرنسية، إن القضية الأكثر حساسية بالنسبة لفرنسا اليوم تتعلق بدور الجزائر في مالي،  وأضافت أن الأزمة في مالي عنصر أساسي أدى إلى تفاقم الأزمة من قبل الجانب الجزائري، لدعمها سيناريو أسود بالنسبة لباريس، ألا وهو تعزيز دور روسيا في مالي. في إشارة لتواجد شركة المرتزقة الروسية المثيرة للجدل فاغنر.

 

وكشفت "لوموند" عن يوميات الأزمة الدبلوماسية المتفاقمة بين الجزائر وفرنسا منذ نحو ثلاثة أسابيع، بسبب التصريحات من قبل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والقرارات غير المدروسة، أن الطرف الأكثر تضررا هو الجانب الفرنسي، الذي بات أمام سيناريو لم يكن متوقعا. وتضيف الصحيفة أن تدخل كل من الجزائر وموسكو من شأنه أن يفقد الضغوط الفرنسية على مالي.

 

وكتبت الصحيفة الفرنسية مقالها تحت عنوان: "بين الجزائر وفرنسا.. مصادر متعددة للخلاف"، جاء فيه، أن خلف أزمة التأشيرات بين باريس والجزائر، والتي بدأت في نهاية شتنبر الماضي، راكمت العديد من الملفات الخلافية. وأشارت “لوموند” إلى أن أحد الملفات التي تعرض العلاقات الثنائية إلى المزيد من التعقيدات، هو الملف المالي.

 

ووفق ما كتبته “لوموند”، فإن المشكلة بالنسبة لفرنسا لم تعد في قرار السلطات الجزائرية منع الطيران الحربي الفرنسي من التحليق فوق الأجواء الجزائرية، بعد نحو ثماني سنوات من الترخيص غير المشروط، بل إن المشكلة تكمن في التنسيق الحاصل بين الجزائر وروسيا على حساب فرنسا، بخصوص الوضع في مالي.

 

وبحسب الناطق باسم أركان الجيوش الفرنسية بأن قرار الجزائر بمنع الطائرات العسكرية الفرنسية من التحليق في الأجزاء الجزائرية، لم يؤثر على حركة الطائرات العسكرية الفرنسية، إلا أن "لوموند"  ونقلا عن مصادرها، أشارت إلى أن القرار الجزائري فاقم من صعوبات الجيش الفرنسي، لأن باريس لديها قوات عسكرية في مالي تناهز خمسة آلاف جندي، فيما يعرف بـعملية برخان، التي قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تخفيض قواتها إلى النصف مع نهاية العام الحالي.